;

عراقي يتمشى في نهر دجلة.. مقطع صادم يثير جدلا بأرض الرافدين

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 10 مايو 2022
عراقي يتمشى في نهر دجلة.. مقطع صادم يثير جدلا بأرض الرافدين

تداول عراقيون وعرب بحزن مقطع فيديو صادم يصف الحالة المتدهورة التي وصل إليها نهر دجلة الرئيسي في العراق، وهو الذي كان يفيض بالمياه والخير الوفير.

وأظهر المقطع شابا يمشي وسط النهر الذي بات ضحلا، وهو الذي كان معروفا بعمقه الكبير ووفرة المياه به أكثر من نهر الفرات، الرافد الثاني الرئيسي للعراق.

وقال ناشطون إن "المقطع المتداول تم تصويره في منطقة ما بين جسري الجمهورية والأحرار في العاصمة بغداد، وهي منطقة كانت مستويات المياه فيها عميقة".

تداول العراقيون مقطع الفيديو بحسرة، وغرد الاعلامي العراقي "سفيان أحمد" على "تويتر"، قائلا: "رسالة الى الحكومة ومسؤوليها.. نهر دجلة يحتضر.. فهل من مُنقذ !!! #العراق #انقذوا_نهر_دجلة".

بدوره، دعا الصحفي العراقي "آواب البياتي" الى تدخل عاجل قبل وقوع الكارثة حيث كتب: "ظاهرة انحسار نهر دجلة وانخفاض منسوب المياه بشكل مخيف وكبير جداً ونحن في موسم الفيضانات!! نحتاج الى وقفة جادة بهذا الصدد وتعاون من قبل الحكومات المحلية لجميع المحافظات وبين الحكومة المركزية وتقديم مقترح لمجلس النواب بهذا الصدد حتى لا نتجه للتصحر والعطش والجفاف وبعدها لا ينفع الندم".

في حين أرجع كثيرون انخفاض منسوب المياه الى الإهمال، منهم "منذر المولى" الذي علق: "لا استبعد ان يكون جفاف نهر دجلة نتيجة الاهمال بطريقة او بأخرى.. والاهمال احد اوجه الفساد .. ثروتنا المائية والزراعية والحيوانية تُهدر وتموت ، ولا من ناصر ! #العراق".

واستنكر معلقون " تملص" الحكومة من مسؤوليتها التي تتجلى في حماية الأمن المائي العراقي ومواجهة التصحر.

وطالب آخرون المسؤولين بالتصدي لدول الجوار التي تتحكم بحصة البلاد من مياه دجلة والفرات.

ويرى المشاركون في النقاش أن السدود التي تبنيها تركيا وإيران تلعب دورا أساسيا في تعميق مشكلة الجفاف في العراق.

وذكر مستخدم مصري شعب بلاده بقيمة نهر النيل، وأنه قد يواجه مصيرا مشابها لـ"دجلة"، بسبب أزمة سد النهضة الذي شيدته إثيوبيا وأثار مشكلة مع مصر.

بدورها، ردت وزارة الموارد المائية العراقية على المقطع الذي أثار جدلا، قائلة إن الوزارة تدفع بالحد الأدنى من المياه للأنهار بهدف تحقيق أكبر استفادة من المياه المتدفقة لخزنها ومنع هدرها وأيضاً حاليا الحاجة تقل للتدفق لأن موسم الحصاد بدأ ما عدا الحاجة لتوفيرها للخضر والبستاتين".

وقال مسؤول بالوزارة إن المقطع "مفبرك" ويأتي في سياق ما أسماه "الحرب النفسية".

ويعد العراق من بين البلدان التي تعتمد بشكل أساسي على دول الجوار لتوفير احتياجاته المائية.

ويشار إلى أن 90% من منابع الأنهار التي تصب في العراق تأتي من تركيا وإيران.

ولم ينجح العراق منذ منتصف القرن الماضي في إيجاد حلول للأزمة التي باتت تمثل ورقة ضغط بيد دول المنبع.

وقد هددت الحكومة العراقية في مناسبات عديدة باللجوء إلى المؤسسات الدولية للفصل في مسألة تقاسم المياه، إلا أنها لم تٌقدم فعليا على تدويل الملف.

وكانت الحكومة العراقية قد قلصت مساحة الأراضي المشمولة بالخطة الزراعية الموسمية إلى النصف، بسبب الأزمة المائية التي تعيشها البلاد.

ويعد العراق الغني بالنفط، واحدا من بين أكثر خمس دول تضررا من التغير المناخي وأكثرها عرضة لخطر التصحر.

وتحذر تقارير دولية من أن المياه التي يحصل عليها العراق من نهري دجلة والفرات سوف تجف في غضون 20 عاما إذا لم يتم فعل شيء.

كما يشير تقرير حكومي إلى أن موارد العراق المائية قد تراجعت بنسبة 50 بالمئة منذ العام الماضي بسبب فترات الجفاف المتكررة وانخفاض معدل هطول الأمطار.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه