;

بعد حيرة الفستان... لون الحذاء الرياضي يثير ضجة على مواقع التواصل!

  • تاريخ النشر: الخميس، 12 أكتوبر 2017 آخر تحديث: الإثنين، 22 أغسطس 2022

هل تذكرون منذ فترة عندما أثار الفستان الأزرق جدلاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب لونه المتغير من شخص لآخر!

دعونا نتذكر قليلاً قصة الفستان حيث أصرّ البعض على أنّ الفستان أزرق اللون مع خطوطٍ عرضانية سوداء. في حين أكد البعض الآخر على كونه أبيض اللون مع خطوطٍ ذهبية. 

واليوم نواجه ذات الجدال ولكن عن لون حذاء رياضي، البعض يصر على أن لونه زهر مع حواف وأشرطة بيضاء، والآخرون يأكدون أنهم يرون لونه أخضر أو فستقي مع حواف وأشرطة رمادية!

قبل أن تكمل القراءة عزيزي القارئ، عد إلى الصورة أعلاه وشاركنا باللون الذي تراه في التعليقات.

وقد رجح الكثير من العلماء الباحثين أن السبب علمي بحت وليس سحراً أو خدعة وما شابه!

مبدائياً نقول أن الضوء يدخل إلى العين عن طريق العدسة في الجزء الأمامي من العين، وعند اصطدامه بالشبكية في الجزء الخلفي من العين، يرسل إشاراتٍ حسية عن طريق ألياف العصب البصري إلى القشرة الدماغية البصرية (وهي الجزء من قشر الدماغ المسؤول عن تفسير الإشارات المذكورة وتحويلها إلى صورة ذات معنى). ويتوقف لون الأجسام التي نراها على أطوال الأمواج الضوئية الساقطة عليها. إلا أنه مهما اختلفت أطوال الأمواج الضوئية المضيئة لمحيطنا، ستقوم أدمغتنا بشكلٍ بديهي بمعرفة وتفسير اللون الحقيقي لما نراه، بغض النظر عن الأضواء المحيطة الأخرى، أي تجاهلها.  "حسب موقع الباحثون السوريون"

وفي هذا المجال، يقول عالم الأعصاب في جامعة واشنطن جاي نيتز: " يعمل نظام الرؤية لدى البشر على تجاهل الإشارات والمعلومات المتعلقة بالأضواء المنيرة للأجسام، في حين يركز على معرفة واستخلاص اللون الحقيقي الصادر عن الأشياء التي نراها، في الواقع، لقد درست الاختلافات الفردية المتعلقة بالرؤية لمدة 30 سنةً، إلا أنّ الاختلاف الذي نراه اليوم، هو الأغرب بالنسبة إلي." (يُذكر أن نيتز أكد أنّ ما يراه شخصياً هواللون الأبيض والذهبي).

في العادة، يعمل هذا النظام بشكلٍ صحيح، والاختلاف الحاصل هنا يتعلق بشكلٍ أساسي بتفاوت قدرة أدمغتنا على إدراك وتفسير الإشارات الحسية. فعلى مدار السنين الطويلة الماضية، تطورت قدرة البشر على الرؤية النهارية بشكلٍ تدريجي، وفي نفس الوقت فإنّ الألوان التي نراها خلال النهار تتفاوت وتشكل ما يسمى بالمحور الصباغي (ونعني بذلك تدرج ألوان السماء والمحيط خلال اليوم من الأحمر الوردي خلال الفجر، إلى الأبيض والأزرق وقت الظهيرة، عودةً إلى الشفق المحمر وقت الغروب). وما يحصل في حالتنا المذكورة هو أنّ أنظمة الرؤية لدينا طورت قدرةً على حذف أحد الألوان الموجودة على طرف المحور الصباغي واعتبارها هامشاً غير مرغوب به. فمثلاً، عند حذف اللون الأزرق من المحور، سيرى الناس الفستان بلونٍ أبيض ذهبي. وفي المقابل، عند حذف اللون الذهبي سنرى اللون الأزرق للفستان. وهو ما أكده بيفيل كونواي، عالم الأعصاب في جامعة ويلزلي، والذي صرح أيضاً بأنه شخصياً يرى الفستان بلون أزرق وبرتقالي بطريقة ما!

إذاً، ما يحصل هنا هو أنّ أدمغتنا تواجه صعوبةً إضافية في التمييز بين ألوان الأضواء الساقطة على الأجسام والألوان المنعكسة عنها. ووفقاً لنيتز، سيحاول الدماغ انتقاء أحد الألوان التي فسرها وإقحامها في الصورة التي نراها ليصبح هذا اللون هو السائد في الفستان الغريب. ورغم أنّ نيتز كان قد صرح بأن ما يراه هو اللون الأبيض الذهبي، إلا أنه أكد فيما بعد أنّ اللون الحقيقي هو الأزرق، وذلك بعد قيامه بطباعة الصورة وقص جزء منها والنظر إلى القصاصة، ليكتشف أن اللون الأزرق الذي يراه الناس، كان قد اعتبره سابقاً بأنه لون الإضاءة المحيطة بالفستان. واللون الحقيقي هو أزرقٌ معتدل وليس داكناً كما ظنه البعض. 

هذا كان التفسير العلمي لاختلاف رؤية لون الفستان وينطبق أيضاً على لون الحذاء الرياضي الذي بدأ يثير ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.