;

معجون أسنان يشعل توترا سياسيا بين أمريكا والهند.. ما القصة؟

  • تاريخ النشر: الجمعة، 05 سبتمبر 2025 زمن القراءة: دقيقتين قراءة
معجون أسنان يشعل توترا سياسيا بين أمريكا والهند.. ما القصة؟

باتت الإعلانات التجارية في السنوات الأخيرة مرآة تعكس التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، بعدما تحولت من مجرد وسيلة للترويج والتسويق إلى ساحة مواجهة بين القوى الكبرى، ومع ازدياد الترابط بين الأسواق والإعلام العالمي، لم يعد مضمون الإعلانات محايداً بالكامل، بل صار أحياناً يعكس مواقف جيوسياسية حساسة.

أحدث الأمثلة على ذلك، الخلاف الذي طفا إلى السطح بين الولايات المتحدة والهند بسبب حملة دعائية لأحد منتجات معجون الأسنان، بعدما تبنّت الشركة المنتجة رسائل تسويقية متباينة في كلا السوقين، ما كشف عن مدى تأثير الجغرافيا السياسية على صناعة الإعلان.

ففي السوق الهندية ركزت الحملة على العناصر الطبيعية واستخدامات المنتج التقليدية بما يتماشى مع الثقافة المحلية التي تميل إلى تقدير المكونات الطبيعة والتقاليدية الموجودة في الطب الشعبي، بينما جاءت الرسائل الموجهة للمستهلك الأمريكي مختلفة تماماً، حيث أُبرزت الفعالية العلمية والتطور التكنولوجي التي صنع بها المنتج، وهو ما يتوائم مع تفضيلات المستهلك الأمريكي الذي يفضل الاعتماد على الأدلة العلمية والابتكار الحديث.

  • اقرأ أيضاً:

أغرب أنواع معجون الأسنان في العالم.. من بينهم معجون بنكهة الفحم!

هذا التباين في الخطاب الدعائي أثار جدلاً واسعاً حول مدى تأثر الشركات متعددة الجنسيات بالضغوط السياسية والثقافية، وكيفية إدارتها لتوازن حساس بين أسواق مختلفة.

الشركة المصنعة للمعجون بررت ما سبق بأنه لم يكن مقصودًا به تضليل المستهلك في أي من البلدين، وأن الفوارق الثقافية فقط لعبت دورًا في تغيير العناصر المستهدفة لتصديرها للجمهور سواء في الهند أو الولايات المتحدة. غير أن التوترات السياسية والاقتصادية بين البلدين ساهمت في تضخيم الجدل حول المنتج، لتصبح قضية تسويقية محلية شأنًا دوليًا تأخذ حيزًا واسعًا في النقاشات الدائرة في الفضاء الإلكتروني خلال الأيام الماضية.

معجون أسنان يشعل توترا سياسيا بين أمريكا والهند.. ما القصة؟

ورغم الخلافات السياسية، تظل العلاقات الاقتصادية بين واشنطن ونيودلهي راسخة، إذ تُعد الهند من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، مع ارتفاع حجم التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 15% خلال السنوات الخمس الماضية.

  • اقرأ أيضاً:

معجون الأسنان: تعرف على أصل اختراعه ومن أين بدأ

ويرى خبراء أن مع امتلاك السوقين ما يقارب 42% من حجم استهلاك معجون الأسنان العالمي الذي أثار الجدل (25% للولايات المتحدة و17% للهند)، فإن أي ارتباك في الحملات الإعلانية ينعكس مباشرة على الأرباح، حيث تشير الدراسات إلى أن نجاح الإعلان قد يرفع العوائد بنحو 30%.

ولمواجهة هذه التحديات، تلجأ الشركات إلى أدوات تحليل متقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، لفهم اتجاهات الجمهور وتعديل الحملات قبل إطلاقها، كما باتت الشفافية في التسويق أولوية قصوى، حيث تسعى العلامات التجارية إلى بناء الثقة عبر مشاركة قصصها وخلفيات تطوير منتجاتها.

وبحسب "رويترز" فأن الواقعة سالفة الذكر، ليست الأولى من نوعها، إذ شهدت أسواق أخرى حوادث مشابهة، كما حدث في الصين عام 2020 عندما أثار إعلان اعتُبر "غير حساس ثقافياً" موجة انتقادات ضد شركة عالمية، ما ينذر الشركات إلى الحاجة لإعادة النظر في استراتيجياتها الإعلانية، وإلى الاستثمار أكثر في فهم السياقات الثقافية والسياسية لكل سوق.

  • اقرأ أيضاً:

اصنع معجون أسنانك من مكونات موجودة في مطبخك

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه