;

المدن المفقودة تحت السدود: قصور وكنائس تختبئ تحت الماء

  • تاريخ النشر: منذ 5 أيام زمن القراءة: 3 دقائق قراءة آخر تحديث: منذ 3 أيام
المدن المفقودة تحت السدود: قصور وكنائس تختبئ تحت الماء

تغيّر بناء السدود في العديد من الدول معالم الطبيعة والمدن الصغيرة بشكل جذري، إذ أدى إنشاء البحيرات الصناعية إلى غمر مساحات واسعة من الأراضي، بما فيها قصور تاريخية وكنائس عريقة. تتحول هذه المواقع الغارقة إلى شهود صامتين على تاريخٍ اختفى تحت المياه، لكنها تثير اهتمام السياح والمؤرخين على حد سواء.

قصور وكنائس غارقة في البحيرات الصناعية

Lake Reschen (Lago di Resia) — إيطاليا / إقليم جنوب تيرول

  • القرية Graun (وأجزاء من مناطق مجاورة) غرِقت عام 1950 حين شُكّل بحيرة Reschen عبر سدّ لغرض توليد الطاقة الكهرومائية. 
  • بقي برج جرس الكنيسة القديمة (من القرن 14) ظاهراً فوق سطح الماء، وأصبح معلماً رمزياً — وما تبقى من القرية غارقٌ تحت الماء. 
  • يُعد هذا البرج إحدى أشهر “الأطلال الغارقة” التي يزورها السيّاح، خاصة عند انجماد البحيرة شتاءً أو عند انخفاض مستويات الماء. 

Sant Romà de Sau — كاتالونيا، إسبانيا

  • هذه القرية ذات جذور ألفية غرِقت خلال ستينيات القرن العشرين عند بناء السد وإنشاء خزان مائي (Sau Reservoir) لتأمين الماء لإسبانيا. 
  • كنيستها التي تعود إلى القرن الحادي عشر، غرِقت بالكامل تحت الماء، وبقيت أبراجها جزءاً مرئياً فوق السطح. 
  • في فترات الجفاف أو انخفاض منسوب الماء، تظهر الكنيسة مع أجزاء من المقبرة وبعض أساسات المنازل، فتتحول إلى مشهد أثري مؤقت يجذب الزوار. 

Mavrovo Lake — مقدونيا الشمالية

  • الكنيسة St. Nicholas Church, Mavrovo بُنيت عام 1850، لكن مع بناء محطة كهرومائية وتشّكُل بحيرة Mavrovo اصطناعياً، غُمرت الكنيسة بالماء عام 1953. 
  • رغم الغمر، ظل البناء قائماً: البرج لا يزال ظاهرًا، لكن السقف انهار والجزء الداخلي تضرّر. 
  • في مواسم الجفاف أو انخفاض منسوب الماء، تظهر الكنيسة — ما يجعلها من الأمثلة الحيّة على المباني الدينية المنسية تحت سطح الماء. 

Kalyazin Bell Tower — روسيا (بحيرة أرغوش / خزان Uglich Reservoir)

  • عند بناء Uglich Dam وتكوين خزان Uglich على نهر الفولغا، غُمرت مدينة Kalyazin القديمة ومناطق مجاورة، ما غيّب عن الوجود مبانيها القديمة. 
  • أبصر العالم من ماء الخزان برج الجرس فقط البرج الذي كان جزءاً من دير/كنيسة تاريخية أصبح "جزيرة صغيرة" في وسط المياه. 
  • اليوم يُعد البرج معلماً سياحياً، ويُقام فيه خدمات دينية دورية، رغم أن المدينة الأصلية لم تعد موجودة. 

أسباب غرق المباني التاريخية

تتمثل الأسباب الرئيسة في بناء السدود الكبيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية أو توفير المياه للاستخدامات الزراعية والصناعية. غالباً ما تُغمر القرى والمزارع، وأحياناً المباني الأثرية، بسبب ارتفاع مستويات المياه بشكل مصطنع. رغم التخطيط الهندسي الدقيق، تتعرض المباني القديمة، التي لم تُنشأ لتحمل المياه، للتلف أو الغمر الكامل، ما يحوّلها إلى آثار تحت سطح الماء.

آثار الغمر على التراث الثقافي

تتعرض القصص التاريخية والمعمارية للتهديد المباشر نتيجة الغمر، إذ تفقد المباني الغارقة خصائصها الأصلية وتتضرر العناصر الفنية مثل النقوش والزخارف. كما يُفقد المجتمع المحلي جزءاً من هويته وتراثه، بينما تبقى الذكريات والأساطير مرتبطة بهذه الأماكن الغارقة. ومع ذلك، تتحول بعض هذه المواقع إلى مناطق جذب سياحي فريدة، حيث يمكن للغواصين اكتشاف الكنائس والأبنية التاريخية تحت الماء، ما يضفي طابعاً غامضاً وجاذباً للباحثين عن التجارب الفريدة.

أمثلة عالمية

تشمل الأمثلة الشهيرة قرى وكنائس غارقة في بحيرات مثل بحيرة أسوان في مصر، وبحيرة كليمانجارو في أوروبا، بالإضافة إلى بحيرة غارميش في ألمانيا. كثير من هذه المواقع تم توثيقها عبر الصور والفيديو، وأصبحت مقصدًا لهواة التصوير والغوص. توفر هذه الأماكن فرصة لدراسة الهندسة المعمارية القديمة والتاريخ المحلي بطريقة غير تقليدية.

التحديات البيئية والاجتماعية

يترتب على غمر المباني التاريخية تحديات بيئية مثل تغير النظام البيئي المحلي وفقدان المواطن الطبيعية لبعض الكائنات. كما يواجه المجتمع المحلي صعوبات اقتصادية واجتماعية نتيجة نقل السكان أو فقدان الموارد التقليدية. لذا يُصبح من الضروري دمج الدراسات التاريخية والبيئية قبل تنفيذ أي مشروع سد، لضمان حماية التراث والموارد الطبيعية.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه