;

قصائد وأبيات شعرية لمحمود درويش

  • تاريخ النشر: الخميس، 04 نوفمبر 2021 آخر تحديث: الإثنين، 12 سبتمبر 2022

قدم الشاعر محمود درويش العديد من الأبيات الشعرية والقصائد حول الكثير من الموضوعات المختلفة عن الحياة وغيرها من أمور الإنسان كالحب، الزعل والموت.

خلال السطور القادمة مجموعة من الأبيات الشعرية التي قدمها درويش عبر تاريخه الطويل الحافل بالقصائد.

شعر محمود درويش

لا أَحنُّ إلى أيِّ شيءٍ
فلا أَمس يمضي , ولا الغَدُ يأتي
ولا حاضري يتقدِّمُ أَو يتراجَعُ
لا شيء يحدث لي !
ليتني حَجَرٌ ـ قُلْتُ ـ يا ليتني
حَجَرٌ ما ليصقُلَني الماءُ
أَخضرُّ ، أَصفَرُّ ... أُوضَعُ في حُجْرَة
مثلَ مَنْحُوتةٍ ، أَو تماريـنَ في النحت...
أو مادَّةً لانبثاق الضروريِّ
من عبث اللا ضروريّ ...
يا ليتني حجرٌ
كي أَحنَّ إلي أيِّ شيء !

أبيات شعرية لمحمود درويش

رفٌّ من الحمام ينقشع فجأة من خلل الدخان .
يلمع كبارقة سِلْمٍ سماوية. يحلِّق بين الرماديّ
وفُتات الأزرق على مدينة من ركام . ويذكِّرنا
بأن الجمال ما زال موجوداً ، وبأن اللا موجود
لا يعبث بنا تماماً إذ يَعِدُنا ، أو نظنُّ أنه
يعدنا بتجلِّي اختلافه عن العدم . في الحرب
لا يشعر أَحد منا بأنه مات إذا أَحسَّ
بالألـم . الـموت يسبق الألـم . والألـم هـو
النعمة الوحيدة في الحرب. ينتقل من حيّ إلي
حيّ مع وقف التنفيذ . وإذا حالف الحظّ أحداً
نسيَ مشاريعه البعيدة ، وانتظر اللا موجود
وقد وُجِدَ مُـحَلِّقاً في رفِّ حمام . أرى في سماء
لبنان كثيراً من الحمام العابث بدخان يتصاعد
من جهة العدم !

قصيدة الجدار محمود درويش

أَفعى معدنية ضخمة تلتفُّ حولنا . تبتلع
جدراننا الصغيرة الفاصلة بين غرفة النوم
والحمام والمطبخ وغرفة الاستقبال . أَفعى
لا تسعى بخط مستقيم لئلاً تَتَشَبَّه
بنظراتنا إلى أمام . تتلوَّى وترفع كابوسها
المصنوع من فقرت إسمنت مُقَوَّى بحديد
مرن... يُسَهِّلُ عليها الحركة إلى ما تبقَّى
لنا من فُتات جهاتٍ وأحواضِ نعناع .
أَفعى تسعى لوضع بيضها بين زفيرنا
والشهيق : لنقول مرة واحدة : نحن ,
من فرط نختنق , نحن الغرباء .
ننظر في مرايانا فلا نرى غير اقتراب الأفعى
من أعناقنا . لكننا , وبقليل من جهد
الرؤيا , ما فوقها : نرى سماء
تتثاءب ضجراً من مهندسين يسقفونها
بالبنادق والبيارق . ونراها في الليل
تتلألأ بكواكب تحدِّق إلينا بحنان . ونرى
أيضاً ما خلف جدار الأفعى : نرى
حُرَّاس الـچيتو خائفين مما نفعل خلف
ما تبقى لنا من جداران صغيرة ... نراهم
يُزَيِّتون أَسلحتهم لقتل العنقاء التي
ظنوها تختبئ عندنا , في قنّ دجاج .
فلا نملك إلاّ أَن نضحك !

 أجمل ما قاله محمود درويش

 إذا كان الله قد عاقب آدم , بطرده من
الأبدية إلى الزمن , فإن الأرض منفى , والتاريخ
مأساة ... بدأت بحرب عائلية بين قابيل
وهابيل, ثم تطورت إلى حروب أهلية وإقليمية
وعالمية , ما زالت مستمرة إلى أن يقضي
أحفاد التاريخ على التاريخ. فماذا بعده؟
ماذا بعد التاريخ ؟ يبدو أن حق
العودة إلى الجنة محفوف بالعدم وبالأسرار
الإلهية. أما الطريق الممهّد الوحيد فهو
الطريق إلى الهاوية, حتى إشعار آخر ...
حتى صدور العفو الإلهي.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه