;

الزير أنشد شعراً من ضمايره

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 فبراير 2021 آخر تحديث: الثلاثاء، 10 مايو 2022

قصيدة الزير ينشد شعراً من ضمايره كتبها عدي بن ربيعة والملقب بالمهلهل كان يستخدم شعره وكلماته كوسيلة من وسائل الإثارة على الأخذ بالثأر، كان يقيم لأخيه مناحة دائمة في شعره أيضاً إلى جانب أشعاره للإثارة في الحروب.

من صاحب قصيدة الزير ينشد شعراً من ضمايره

الشاعر عديّ بن ربيعة بن الحارث التغلبي الذي توفي في عام 94 ق.هـ/531 م من بني جشم، وهو الملقب بـ أبو ليلى والمهلهل هو شاعر من أبطال العرب في الجاهلية.

ويعد الشاعر عدي بن ربيعة من أهل نجد وهو خال امرؤ القيس، والسبب ورا تلقيبه بالمهلهل، لأنه أول من هلهل نسج الشعر، أي رققه.

وكان من أفصح الناس لسانا حيث عكف عدي بن ربيعة في صباه على اللهو والتغزل بالنساء، فسماه أخوه كليب" زير النساء " أي جليسهن.

وبعد حادث مقتل أخوه كليب انقطع عن الشراب واللهو إلى أن يثأر لأخيه فكانت هناك وقائع بكر وتغلب التي دامت سنوات طويلة، وكان للمهلهل فيها العجائب والأخبار الكثيرة.

وهو صاحب القصيدة الشهيرة التي سنستعرضها لكم الزير ينشد شعراً من ضمايره.

الزير ينشد شعراً من ضمايره

"الزير انشد شعراً من ضمايره 
العز بالسيف ليس العز بالمال 
شيبون أرسل نهار الحرب يطلبني
 يريد حربي و قتلي دون أبطالي 
نصحته عن قتالي لم يطاوعني
 بارزته فهوى للأرض بالحال 
المال يبني بيوتاً لا عماد لها 
و الفقر يهدم بيوتاً سقفها عالي 
دع التقادير تجري في أعنتها 
و لا تبيتن إلا خالي البال 
ما بين لحظة عين و انتفاضتها
 يغير الله من حال إلى حال 
فكن مع الناس كالميزان معتدلاً 
و لا تقولن ذا عمي و ذا خالي 
العم من أنت مغمور بنعمته
 و الخال من كنت من اضراره خالي 
لا يقطع الرأس إلا من يركبه 
و لا ترد المنايا كثرة المال"

سبب كتابة القصيدة

مثلما ذكرنا كان عدي بن ربيعة بطل من أبطال معارك بكر وتغلب، ذات يوم طلب  ابن اخته شيبون مبارزة ونزلا إلى ساحة القتال وقال شيبون حينها:

أنا شيبون ابن همام الامير فارس الفرسان في يوم النكير

استمع يا زير قولي وافهم لابد من قتالك يا وغدا حقير

ما بقالك مخلص مني ولا من حسامي اليوم لو انك تطير

ثم آخذ ثار اعمامي الجميع كم بطل صنديد صيرته حقير

ليس لك قلب على اختك يحن وأولاد عمك ذاقوا منك النكير

كم قتلت منهم خلق كثير كم يتمت كل طفل صغير

سوف ترى حربي يا مهلهل في لقاء الابطال ما لي نظير

قد أخبروني يوم جئت بانك يا قليل العقل تركب للحمير

ما يقنى الحمار الا الحمار ما انا مثلك ولا عقلي صغير

هات لي سيفك ورمحك والثياب هات أبو حجلان كالطير

يطير حتى اقتلك من حسامي والقنا وتطلب الجير ومثلى من يجير

ان كنت لا تنصح فهذا حربنا ويكون النصر من رب القدير

فلما سمع عدي بن ربيعة القصيدة رد عليه بقصيدة الزير أنشد شعراً من ضمايره.

( قال الراوي ) فلما فرغ الزير من كلامه وانطرح على فراشه من شدة حزنه على ابن أخته ولما بلغ قتل شيبون ابوه همام وأمه ضباع احترق قلبها عليه.

عدي بن ربيعة

 هو الفارس الشاعر البدوي المهلهل عدي بن ربيعة بن الحارث بن زهير بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

كان عدي بن ربيعة الملقب بالمهلهل القائم بحرب البسوس ورئيس تغلب ويقال إن عبدين من عبيد اشتراهما في يوم ليغزوا معه ولكنهم سئما منه، فلما كانا معهم بموضع قفر أجمعا على قتله وبالفعل قتلاه، وبذلك انتهت حياته، وحياة حرب البسوس.