كارتون الليدي أوسكار

تتفوق العديد من الفتيات على الفتيان في الكثير من الأشياء إن كنّ قويات ذوات إرادة صلبة، وهذا ما كانته أوسكار، التي سُبق اسمها بلقب الليدي الذي يدل على الصفة النبيلة رفيعة المستوى، نظراً لما كانت عليه من قوة وشجاعة وبسالة في هذا المسلسل الكرتوني الشيّق، الذي لم يكن كغيره من المسلسلات الكرتونية التي تعتمد على تسلية الأطفال وإضفاء جو من المغامرات أثناء المشاهدة، بل كان مسلسل يتمتع بروح الإثارة عبر التعرف إلى التاريخ بشكل بسيط وموضح، ليسهل إيصاله إلى العقول بشكل سلس وشيق أيضاً.

حكاية مسلسل الليدي أوسكار وأحداثه

في يوم من أيام حكم الملكة ماري انطوانيت لفرنسا، كان هناك جنرال يعمل لدى حكومة فرنسا يدعى الجنرال دي جيرجاي، وقد تزوج منذ زمن ويحلم بأن يرزق بصبي لكي يحمل اسم عائلته، لكن زوجته أنجبت خمس فتيات على التوالي، مما دفعه إلى الاستياء والغضب، وما كان منهما إلا أن ينتظر مولوداً جديداً على أمل أن يرزق بصبي، لكن خاب أمله مرة أخرى ورزق بفتاة سادسة.

غضب الجنرال دي جيرجاي، ودخل في حالة جنون قادته لأن يربي ابنته السادسة المولودة حديثاً تربية تشبه تربية الذكور، فكان أول ما فعله هو أن أطلق عليها اسم أوسكار، وأعطاها لقب العائلة فأصبح اسمها أوسكار فرانسوا دي جيرجاي، كما حرص على تعليم أوسكار فنون القتال والمبارزة والتصرف كصبي، إلى أن أصبحت فتاة يافعة متشبهةً بالرجال.

كبرت أوسكار على مبادئ لقنها إياها والدها الجنرال، وعندما وصلت إلى سن الرابعة عشر أصبحت من أبرز المقاتلين والمبارزين في الدولة، وعُينت لاحقاً كقائد لحرس قصر الملكة ماري انطوانيت والمرافق المقرب منها.

ومثلما تلعب المشاعر دوراً مهماً في حياة أي إنسان، تحركت مشاعر الليدي أوسكار تجاه كونت موظف في الدولة، يدعى الكونت هانز اكسل فون فيرزن ووقعت في حبه، لكن الكونت فيرزن لم يكن يبادل أوسكار ذات المشاعر، لأنه كان واقعاً في حب ماري أنطوانيت من خلال علاقة غير شرعية أثناء زواجها من الملك لويس السادس عشر.

كانت أوسكار ترافق منذ طفولتها صديق وفيّ ومقرب منها كثيراً يدعى أندريه، وكلما كبرت أوسكار كبر حبه السريّ لها، ومضت الأيام وتتالت الأحداث إلى أن كشف أندريه حبه لأوسكار وطلب يدها للزواج غير الرسمي، فقبلت أوسكار بحب أندريه وتزوجا لليلة واحدة فقط، نظراً لاندلاع الثورة الفرنسية وعدم تجاهل أوسكار لنداء الشعب الفرنسي لها كمقاتلة بارزة، فذهبت لتلبي النداء برفقة أندريه، الذي توفي أثناء دفاعه عن أوسكار، ثم أصيبت أوسكار وتوفيت بعد أندريه أيضاً؛ وهكذا حان وقت الفراق وختام القصة كما روتها المؤلفة اليابانية ريوكو أكيدا.

أغنية مسلسل الليدي أوسكار بالعربية

لقد كان لأغنية مسلسل الليدي أوسكار وقعاً مختلفاً على مسمعنا عن باقي المسلسلات لجمال لحنها وتناسق كلماتها مع قصة المسلسل، ويجدر بنا أن نذكر أن للمسلسل أغنية للبداية وأغنية للنهاية أدتهما العراقية لنا طالب غالي:

أغنية البداية

"أعوام تمضي والدنيا أسفار

فلنقرأ فيها عن قصة أوسكار

فارسة الفرسان أفق عيناها

فاتنة الشجعان كل يهواها

في صمتها أحلى الكلام في صوتها لحن الكلام

أقوالها حد الحسام

بالحق لا تخشى الملام

بطلة خصمها يتوارى

بطلة سيفها بتار"

أغنية النهاية

"هكذا نشأت هذي الفتاة

هكذا قبّلت وجه الحياة

باسماً عابساً هي لا تحتار

لا لا تيأس أوسكار

قلب خوفه مقطوع

حب صوته مسموع

والليالي مملوءة الأسرار

هي ذي هي ذي

ليدي أوسكار"

القيم والمفاهيم التي حملها مسلسل الليدي أوسكار

بما أن المسلسل قد استخلص من قصة حقيقية، يعني أنه يمتلك العديد من المفاهيم القيّمة والأخلاقية التي تصل إلى قلوب المشاهدين، ولا شك بأن نجاح المسلسل كان يعتمد على تلك القيم التي حملها:

• مصلحة عامة الشعب تعد أهم بكثير من مصلحة الأقلية التي تعيش على الفساد.
• دائماً ما يوصل الفساد إلى نتائج وخيمة لا يمكن السكوت والتغاضي عنها.
• يعد الحب الطاهر أسمى من أي مشاعر قد تحرك في نفس الإنسان شيئاً، وهو الغالب في النهاية.
• لا يجب أن نأخذ فكرة متسرعة حول الشخص قبل أن نكتشف ماهيته، فقد كانت أوسكار تحمل قلباً طيباً وعطوفاً بالرغم من أن الكثيرين يعتبرونها صبي ذو قلب حجري.
• إن التضحية في سبيل الحب هي آخر مرحلة من مراحل الهيام.
• يكون الإنسان متميزاً عندما يكون ما يرغب أن يكون، لا عندما يكون ما يجب أن يكون.

هكذا.. نكون قد تعرفنا على أحداث مسلسل الليدي أوسكار، وقد علمنا أنه مسلسل غير خيالي مستند إلى قصة حقيقية، مع شرح بعض الأحداث التي حصلت عبر حلقاته، والأهداف التي قام عليها المسلسل مع القيم والمفاهيم الهادفة فيه.