;

حادث سيارة يثير غضبا وسخرية في بغداد بسبب "كهرمانة".. ما القصة؟

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 03 مايو 2022
حادث سيارة يثير غضبا وسخرية في بغداد بسبب "كهرمانة".. ما القصة؟

أثار حادث غريب في العاصمة العراقية بغداد، ليلة العيد، مزيجا بين الجدل والغضب والسخرية في البلاد، بعد أن اصطدمت سيارة مسرعة بتمثال "كهرمانة والأربعين حرامي" الشهير ببغداد.

المثير للسخرية، من وجهة نظر متداولي المقطع، هو أن السيارة لم تصطدم بالمارة أو أحد الأرصفة، لكنها تجاوزت كل ذلك لتصطدم بالتمثال والنصب الضخم.

أما الغضب، فكان بسبب الأضرار التي سببتها السيارة للتمثال الفني المهم، حيث حطمت 3 جرات منه.

وأظهرت صور ملتقطة تناولتها مواقع التواصل الاجتماعي لسيارة نوع "لاند كروزر"، رباعية الدفع، وهي تقع في الخندق الذي يحيط بمقتربات تمثال كهرمانة.

كان على متن السيارة شخصان نقلا إلى المستشفى.

وتناول مغردون الحادثة بشيء من التلطف والفكاهة، بعد أن علقوا على ذلك المنشور عبارات عديدة من بينها "وفاة أحد حرامية بغداد جراء حادث سيارة"، فيما تساءل آخر "هل بقيت كهرمانة أم انهزمت؟".

 وبعد أن رجح عراقيون على مواقع التواصل أن يكون سبب الحادث الغريب هو أن السائق لم يكن في وعيه وتحت تأثير مواد كحولية، أصدرت الشرطة بيانا نفت فيه تلك الفرضية، وقالت إن سبب الحادث هو سوء الأحوال الجوية.

وكانت موجة غبار كثيف ضربت العديد من مناطق العراق استمرت شدتها أكثر من 15 ساعة، على إثرها علقت سلطة الطيران المدني تسيير الرحلات في مطاري بغداد والنجف قبل أن تعاود رفع الحظر مع تحسن الظروف الجوية.

لكن رغم هذا البيان طالب كثيرون بمعاقبة السائق لأنه ألحق أضرارا بتمثال له قيمة جمالية في المنطقة، معتبرين أن سبب الحادث الحقيقي هو  الاستهتار والقيادة برعونة في ظل غياب تطبيق القانون بالشكل الرادع.

وساحة كهرمانة هي منطقة فاصلة ما بين منطقتي الكرادة وشارع السعدون وسط العاصمة بغداد، وجاءت تسميتها من التمثال الذي يجسد فتاة إحدى الشخصيات المشهورة في حكايات علي بابا ضمن "ألف ليلة وليلة".

ما هو تمثال كهرمانة والأربعين حرامي؟.. وما هي قصته؟

تمثال ونصب كهرمانة هي نافورة تقع في شارع السعدون ببغداد تصور مشهدًا من أسطورة علي بابا والأربعون حرامي، وهي قصة مأخوذة من ألف ليلة وليلة، حيث تغلبت الخادمة مرجانا أو "كهرمانا" على اللصوص بخداعهم للاختباء داخل الجرار ثم سكبت عليها الزيت الساخن.

تم افتتاح النصب رسمياً عام 1971 وكان من عمل النحات العراقي "محمد غني حكمت".

وأصبح أحد أكثر الأعمال الفنية العامة شهرة في بغداد.

وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، اتخذ العمل معاني جديدة للشعب العراقي.

وعن قصة هذا التمثال، تنقل مواقع عراقية عن المؤرخ "ياسين الحلي" قوله إن "الحكايات القديمة تروي وجود فتاة اسمها قهرمانة وبمرور الأيام سمي التمثال بـ(كهرمانة) لخفة الكلمة، حيث كانت ذكية وشجاعة وكان والدها يمتلك خان وهو أشبه بالفندق حاليا، فضلا عن امتلاكه عربة يعمل عليها من خلال بيع جرار من الزيت صباح كل يوم".

وأضاف: "وفي ليلة من ليالي الشتاء نهضت كهرمانة من فراشها بعد أن سمعت أصواتا غريبة وشاهدت عددا من اللصوص اختبأوا في جرار الزيت الفارغة ولكنهم أبقوا رؤوسهم خارج الجرار لمراقبة رجال الشرطة الذين أحاطوا المكان فأسرعت كهرمانة لإخبار والدها واتفقا على إحداث أصوات في الخان لكي يخفي اللصوص رؤوسهم وتم لهما ما أرادا".

وتابع: "وهنا قامت كهرمانة بملء إحدى الأواني بالزيت الحار وراحت تصبه في الجرار الواحدة تلو الأخرى ولما شارفت الجرار على الامتلاء نهض اللصوص وأخذوا بالصراخ والعويل، مما دفع رجال الشرطة للإمساك بهم".

وكان النصب محاطا بالأضواء المميزة، وكانت هناك آلة تصب المياه من التمثال إلى الجرار، لكنها تعاني من الإهمال وعدم الصيانة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه