;

شعر نزار قباني عن القمر مكتوب

  • تاريخ النشر: الخميس، 26 أغسطس 2021 آخر تحديث: السبت، 22 أكتوبر 2022

يعتبر القمر من أكثر الأشياء التي تحدث عنها الشعراء العرب في أبياتهم الشعرية، ومن أبرز الشعراء الذين تحدثوا عن القمر بصورة رائعة الشاعر نزار قباني.

شعر نزار قباني عن القمر

كتبتُ أُحبّكِ فوقَ جدار القَمَرْ

أُحبّكِ جداً كما لا أحبّكِ يوماً بشَرْ

ألمْ تقرأيها بخطِّ يدي فوق سُور القَمَرْ؟

وفوق كراسي الحديقةِ، فوقَ جذوع الشَجَرْ

وفوق السنابلِ، فوق الجداولِ، فوقَ الثَمَرْ..

وفوق الكواكب تمسح عنها غُبارَ السَفَرْ..

دوَّرنا القمر

قلتُ لها : اللهَ ما أكْرَمَها تلك الذِكَرْ

أيَّامَ كنَّا .. كالعصافير غناءً وسَمَرْ

نسابقُ الفراشةَ البيضاءَ ثمَّ ننتصِرْ

وندفَعُ القواربَ الزرقاءَ في عَرْضِ النَهَرْ

وأخطُفُ القُبْلَةَ من ثغرٍ بريءٍ مُخْتَصَرْ

ونكسِرُ النُجُومَ ذَرَّاتٍ، ونُحصي ما انكسَرْ ..

فيستحيلُ حولَنا الغروبُ شَلالَ صُوَرْ

حكايةٌ نحنُ .. فعندَ كلِّ وردةٍ خَبَرْ !..

 إنْ مرةً سُئِلتِ قُولي : نحنُ دَوَّرنَا القَمَرْ ..

أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ ..

والسلطانةُ ..والشَعْبِيَّةُ .. والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَات

يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي

يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ

يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي

يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ، وأُدْفَنُ فيه

وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي

 طالب همَّاش عن القمر

قمرٌ يسهرُ في البستانِ،‏ فالديجورُ يجري شمعداناتٍ،‏ وأنهارَ شموعٍ‏ وكلامْ!‏

قمرٌ يغرقُ في بحرٍ من الحنّاءِ‏ في ديّارةِ الشهرِ الحرامْ!‏

فتعلّمْ أيُّها العاشقُ‏ إيقادَ الشموعْ!‏

وتعلّم أن تسمّي في غروبِ الشمس‏ أحزانَ اليسوعْ!‏

واسكبِ الخمرَ ولا تسألْ نديماً:‏ ما الذي يجعلُ أرواحَ السكارى‏ في هيامْ!؟‏

شعر عن القمر نزار قباني

جعت .. وجاع المنحدر

ولا أزال أنتظر ..

أنا هنا وحدي .. على

شرقٍ رمادي الستر

مستلقياً على الذرى

تلهث في رأسي الفكر

وأرقب النوافذ الزرق

على شوقٍ كفر ..

أقول : ما أعاقها

فستانها .. أم الزهر ؟

أم وردةٌ تعلقت

بذيل ثوبها العطر؟

أم الفراشات .. ترامت

تحت رجليها .. زمر ؟

وأقبلت .. مسحوبةً

يخضر تحتها الحجر ..

ملتفةً بشالها

لا يرتوي منها النظر

أصبى من الضوء ..

وأصفى من دميعات المطر

تخفي نهيداً .. نصفه

دار .. ونصفٌ لم يدر

قالت : صباح الورد ..

هذا أنت ، صاحب الصغر؟

ألا تزال مثلما

كنت .. غلاماً ذا خطر ؟

تجعلني .. على الثرى

لعباً .. وتقطيع شعر ..

فإن نهضنا .. كان في

وجوهنا ألف أثر

زمان طرزنا الربى

لثماً .. وألعاباً أخر

مخوضين في الندى

مغلغلين في الشجر

أي صبيٍ كنت .. يا

أحب طفلٍ في العمر ؟

قلت لها : الله ..

ما أكرمها تلك الذكر

أيام كنا .. كالعصافير

غناءً .. وسمر

نسابق الفراشة البيضاء

ثم ننتصر

وندفع القوارب الزرقاء ..

في عرض النهر ..

وأخطف القبلة من

ثغرٍ .. بريءٍ .. مختصر ..

ونكسر النجوم .. ذراتٍ

ونحصي ما انكسر ..

فيستحيل حولنا

الغروب .. شلال صور

حكايةٌ نحن .. فعند

كل وردةٍ خبر !..

إن مرةً .. سئلت قولي :

نحن دورنا القمر ..

شعر عن القمر

يا طلعةَ القمر المنير

يا قامةَ الغُصنِ النَّصيرِ

يا جَنّةَ الخُلدِ الّتي

تَركتْ فُؤادي في السَّعيرِ

يا مَنْ يجلُّ عَنِ المشا

بهِ والمماثلِ والنّظيرِ

يا آسرِي في حُبِّهِ

هَلْ من فكاكٍ للأسير

أودَى بعزم تجلّدي

ما في لحاظِكَ من فتورِ

يومٌ تكونُ به لَدَيَّ

يتمّ لي فيهِ سروري

وأقول يا يوم اللّقا

عُمّرتَ من يومٍ قصيرِ

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه