;

أسرار عبد الحليم حافظ على التليفون: قصص تُكشف لأول مرة عن العندليب

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 مارس 2020
أسرار عبد الحليم حافظ على التليفون: قصص تُكشف لأول مرة عن العندليب

يقضي أكثر من نصف يومه في السرير يلازمه شعور دائم بالتعب عند القيام بأقل مجهود كلمات كتبتها إحدى الصحف تعليقاً على صورة عبد الحليم حافظ في الفراش، الفراش الذي تحوّل إلى مكان عمل أحياناً كثيرة ويكمن سر هذا التحول في الهواتف المجاورة له.


غرفة نوم عبد الحليم حافظ

لم تكن غرفة نوم عبد الحليم حافظ غرفة عادية، فبجانب اللمسة الكلاسيكية الخاصة التي تمتعت بها وهي ما نراها في الإطار المذهب للسرير والكرسي الصغير بجانب ثلاث أو أربع طاولات جميعها تحمل نفس الذوق العتيق كل هذا يكسره أحدث أدوات العصر وقتها من جهاز راديو وتلفاز صغير وأكثر من هاتف ظهروا فقط في غرفة النوم تلك.

أما بالنسبة للمنزل ككل، فـالصور تُظهر أن به أكثر من هاتف أبرزها هاتف القصر الملكي الذي ينتمي لعصرٍ آخر بجانب ثلاثة هواتف كان يُطلق عليها هواتف المصلحة نسباً إلى مصلحة التليفونات في مصر وقتها بألوان الأبيض والأسود والرمادي.
هذه الهواتف جميعها لم تغني عن وجود هاتف إضافي بحجم أكبر كان رفيق عبد الحليم في الأيام الأخيرة وهو الهاتف الذي نراه يحمله في أيامه الأخيرة وكان يمكنه باستخدام هذا الهاتف إجراء وتلقي المكالمات الدولية.

قارئة الفنجان

أغنية قارئة الفنجان هي كلمة السر وراء الهاتف الدولي الأكبر حجماً، فبعد أن عرض عليه الشاعر نزار قباني كلمات الأغنية لم يتمكن وقتها الشاعر السوري من التواجد في القاهرة للعمل مع حليم على هذه القصيدة لذلك كان الهاتف هو وسيلة التواصل بينهما، فلساعاتٍ طويلة عملا الثنائي حليم وقباني على الأغنية عبر الهاتف حتى وصل عدد المكالمات بينهما إلى ثمانٍ وثلاثين مكالمة كانت تصل أحياناً مدة المكالمة الواحدة إلى ساعة ونصف لتخرج الأغنية بعدها بهذا الشكل الذي نعرفه.
قارئة الفنجان من ألحان محمد الموجي الذي جمعته علاقة خاصة مع حليم ووضع ألحان الأغنية على 6 شرائط كاسيت تم تطويرها من خلال عمل ليلي متواصل كان يبدأ في الـ9 مساءاً وينتهي في الـ7 صباحاً.

وفاة عبد الحليم حافظ

الهاتف لم يكن وسيلة عبد الحليم حافظ للعمل فحسب، بل كان وسيلته للتعبير عن مشاعر الحب والارتباط العاطفي والحفاظ على علاقاته بعائلته، أصدقائه أو حتى النساء في حياته، بخاصة سعاد الحسني والتي لم تتكشف الجوانب الكاملة لعلاقته بها إلى اليوم، ووفقاً لما رواه الإعلامي مفيد فوزي في واحدة من أكثر زيجات المشاهير إثارة للجدل، تم الزواج عندما كانت سعاد في الـ17 من عمرها وحالة عبد الحليم الصحية بدأت في التأخر.

لكن المكالمات الأخيرة كانت من نصيب شقيقته الكبرى عليه والتي كانت بمثابة أمٍ له حتى أنها تروي عن آخر مكالمة بأن صوت حليم كان متعب جداً إلا أنها لم تشك للحظة أنها المكالمة الأخيرة.
نفس المكالمة بعث بها حليم إلى جمهوره من خلال الإذاعة وتحدث إلى الملايين مؤكداً أنه تماثل إلى الشفاء وسيعود إلى مصر في غضون 10 أيام فقط لكنه لم يعد أبداً.

يروي شقيق عبد الحليم عن أحد أمنياته في الأيام الأخيرة حيث صارحه بأنه كان يتمنى أن يعيش طويلاً ويمتلك صحة جيدة حتى لو عاش فقيراً بجلباب ممزق ليكون سند حقيقي لهم ويقدم للفن ما لم يتمكن من تقديمه خلال مشواره القصير.
من المكالمات اللطيفة تلك المكالمة التي جمعت بين عبد الحليم حافظ و محمد عبد الوهاب عن أغاني فيلم معبودة الجماهير وما نلاحظة فيها روح الدعابة التي كان يتمتع بها حليم وتكرار كلمة حبيبي في حواره مع عبد الوهاب.
يبقى الهاتف هو الرفيق الأقرب لعبد الحليم والشريك الخفي الذي ظهر بجواره في الكثير من الصور حتى لو لم يستخدمه.