;

نظرية قلب العالم (Heartland Theory)

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
نظرية قلب العالم (Heartland Theory)

شكلت نظرية هالفورد جون ماكندر البوصلة بالنسبة للسياسات الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى التي انتهت في عام 1918، وللاستراتيجية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام 1945.. فماهي هذه النظرية؟ ما هو مضمونها؟ كيف أثرت على السياسة؟ من هو هالفورد ماكندر وما أبرز محطات حياته العملية وكتبه؟ هذا ما سنجيب عنه في هذه المقالة.

ماهية نظرية قلب العالم أو (الهارت لاند)

نظرية قلب العالم أو الهارت لاند هي النظرية التي صاغها العالم البريطاني هالفورد جون ماكندر في عام 1904 في كتابه (المحور الجغرافي للتاريخ) (Democratic Ideals and Reality)، مبدؤها أن للعالم قلب ومن يسيطر عليه يسيطر على العالم، وتعتبر هذه النظرية أن التاريخ السياسي هو صراع مستمر للسيطرة على العالم بين القوى القارية والقوى البحرية، وإذا تمكنت قوة برية من السيطرة على العالم فهي ستهزم القوى البحرية.

مضمون ومسلمات نظرية قلب العالم

كتب هارلفورد جون ماكندر عن مفهوم قلب العالم (Heart Land) ليفسر للإمبراطورية البريطانية ضرورة الوقوف في وجه التوسع الروسي في منطقة الخليج العربي، في وقت كانت روسيا تعزز فيه قوتها في الخليج العربي، للوقوف في وجه بريطانيا كقوة بحرية، وهو ما يمثل صراعاً بين القوة البرية والقوة البحرية، حيث تقوم نظرية هالفورد جون ماكندر على المسلمات التالية، وفق ما ورد في كتاب (النظريات الجيو استراتيجية العالمية) للكاتب الدكتور كامل أبو ضاهر:

  • الماء يشغل ثلاثة أرباع الكرة الأرضية واليابسة تشغل الربع المتبقي.
  • قارات العالم القديم الثلاثة (آسيا، إفريقيا، أوروبا) تشكل ثلث مساحة اليابسة، ويسكنها تسعون في المئة من سكان العالم، وهذه القارات تشكل كتلة واحدة ضخمة أسماها أوراسيا (جزيرة العالم) (World Island)، ومن يسيطر على هذه الجزيرة يسيطر على العالم.
  • أن أي قوة بحرية لن تقف في وجه القوة البرية بسبب سيطرتها على هوامش جزيرة العالم، بما في ذلك القواعد البحرية في جبل طارق وعدن وبومباي وسنغافورة.
  • القوة البرية بما تمتلكه من إمكانيات بشرية وموارد طبيعية؛ ستكون أقوى ويمكنها غزو أي قارة أخرى والسيطرة عليها.
  • الدولة التي تسيطر على قلب العالم ستكون هي القوة العظمى، لأنها ستكون بمنأى عن أي هجوم باستثناء الغرب، تتمتع هذه الدولة بأمانٍ كافٍ، يجعلها تستغل مواردها وإمكاناتها بشكل كبير بحيث تصبح دولة متقدمة في كافة المجالات وتتحول إلى قوة اقتصادية كبيرة، كما تستطيع بناء قوة عسكرية كبيرة قادرة على الزحف في كل الاتجاهات، بالتالي يرى هالفورد جون ماكندر أن "السيطرة على جزيرة العالم لن تتحقق من دون السيطرة على قلب هذا العالم".

قلب العالم أعظم قلعة دفاعية طبيعية على وجه الأرض

قلب العالم (Heart Land) بحسب نظرية هالفورد جون ماكيندر يمتد من نهر الفولغا إلى نهر اليانغتسى ومن جبال الهيمالايا إلى المحيط المتجمد الشمالي، ويتميز بأنه يضم ثلث قارة آسيا، وربع قارة أوروبا، كما أنه يشكل منطقة سهلية واسعة، تحيط بها حواجز طبيعية (الأنهار، الجبال، المحيط المتجمد الشمالي) تحميها من الغزو باستثناء جهة الغرب، فجهة الشمال تطل على المحيط المتجمد الشمالي فمن المستحيل اختراقه.

ومن الشرق (سيبيريا) يوجد ثلاثة أنهار هي (أوب، اليانسي، لينا) تصب هذه الأنهار في المحيط المتجمد الشمالي لذلك لا يمكن استخدامها كواصلات بحرية أو نهرية، وفي جنوب سيبيريا توجد بحار مغلقة فيها أنهار داخلية كنهر الفولجا، ونهري سيحون وجيحون تصب في بحر آرال، كما أن تضاريس الحدود الجنوبية وعرة (إيران، أفغانستان).

بالتالي تعد منطقة قلب العالم (Heart Land) أعظم قلعة دفاعية طبيعية على وجه الأرض وفق هالفورد جون ماكندر، بمساحة تعادل 3309 مليون كيلو مترٍ مربع، وأوضح هالفورد جون ماكندر أن "من يتحكم في منطقة العالم هي قوة أخرى أقوى بكثير من أي دولة بمفردها وأن أي قوة تتحكم في منطقة جزيرة العالم فإنها تتحكم في ثلثي مساحة العالم و سبعة أثمان سكانه، بالتالي تسيطر على جزيرة العالم".

الهلالان الداخلي والخارجي لقلب العالم

يحيط بقلب العالم هلالان داخلي وخارجي:

  • الهلال الداخلي (Inter - crescent)، يتكون هذا الهلال من (المناطق الساحلية الأوروبية غرب جبال الأورال، شبه الجزيرة العربية والصحراء العربية الكبرى، الهند وجنوب شرق آسيا)، يتميز هذا الهلال بأنهاره الصالحة للملاحة، يقع خلف وراء قلب العالم، وينفصل عنه بمجموعة من العوائق الطبيعية.
  • الهلال الخارجي (Oute - rcrescent)، يتكون من الأمريكيتين وجنوب الصحراء العربية الكبرى، وأستراليا وبريطانيا واليابان، ويشكل هذا الهلال نطاق القوة البحرية.

الأهمية الاستراتيجية لأوروبا الشرقية

قسم هالفورد جون ماكندر أوروبا إلى شرق وغرب واعتمد الخط الفاصل بين القسمين الخط الواصل بين البحر الأدرياتيكي إلى بحر البلطيق، تبعاً لذلك لخّص هالفورد جون ماكندر أهمية أوروبا الشرقية في عام 1919، من خلال صياغة نظريته على النحو التالي: "من يسيطر على أوروبا الشرقية يسيطر على قلب العالم أو الهارت لاند، ومن يسيطر على الهارت لاند يسيطر على جزيرة العالم، ومن يسيطر على جزيرة العالم يحكم العالم".

كيفية السيطرة على قلب العالم من ثم السيطرة على العالم كله

وضع هالفورد جون ماكندر السؤال الجوهري التالي المشتق من نظريته وهذا السؤل هو: كيف يمكن تأمين السيطرة على قلب العالم أو الهارت لاند؟ قد يبدو هذا السؤال بلا معنى في عام 1904 على اعتبار أن الإمبراطورية الروسية حكمت معظم المنطقة الممتدة من نهر الفولغا إلى سيبيريا الشرقية لقرون، لكن في القرن التاسع عشر سعت قوى أوروبا الغربية مجتمعة لمنع التوسع الروسي، كما أن الإمبراطورية الروسية ضخمة ولكنها تتراجع اجتماعياً وسياسياً وتقنياً وهي أقل شأناً من أوروبا الغربية.

الهيمنة السياسية على قلب العالم من قبل قوة سياسية واحدة غير قابلة للتحقيق

اعتقد هالفورد جون ماكيندر أن الهيمنة السياسية الفعالة على قلب العالم أو الهارت لاند من قبل قوة واحدة كانت غير قابلة للتحقيق في الماضي للأسباب التالية:

  • كان قلب العالم أو الهارت لاند محمياً ومحاطاً من القوة البحرية التي شكلها الجليد في الشمال والجبال والصحاري في الجنوب.
  • وكانت الغزوات لقلب العالم أو الهارت لاند من الشرق إلى الغرب والعكس بالعكس فاشلة؛ بسبب نقص وسائل النقل ذات الكفاءة العالية، مما جعل من المستحيل ضمان وجود تدفق مستمر من الرجال والإمدادات.

طرق الهيمنة على العالم

على اعتبار أن السيطرة على العالم هي الهدف والسيطرة على قلبه هي الوسيلة، حدد هالفورد جون ماكندر الطرق التالية للسيطرة على العالم في القرن العشرين، وهذه الطرق هي:

  • أن تقوم إحدى الدول الأوروبية بغزو ناجح لروسيا، حيث اعتقد هالفورد ماكندر أن إدخال خط سكة الحديد قد أزال الحصانة عن قلب العالم أو الهارت لاند، حيث أصبحت أوراسيا مغطاةً بشبكة واسعة من خطوط السكك الحديدية؛ الأمر الذي مثّل فرصةً ممتازة لتشكيل أمة قارية قوية قد تمتد سيطرتها السياسية من بوابة أوروبا الشرقية إلى أوراسيا، أي من "يحكم أوروبا الشرقية يحكم العالم".
  • إمكانية قيام تحالف روسي ألماني مكوناً دولة قارية واحدة قوية تسيطر على أوروبا الشرقية؛ بالتالي تسيطر على قلب العالم فالعالم بأسره.
  • غزو ​​روسيا - اليابان للصين، سيجعلها إمبراطورية كبيرة، ويجعلها قوة بحرية مهمة تشكل خطراً على القوى البحرية الأخرى في العالم.

كان الهدف الأساسي من هذه النظرية بالنسبة لهالفورد جون ماكندر تحذير بريطانيا من عدم الاكتفاء بالقوة البحرية التي تمتلكها لأنها ستضعف، وعليها الاعتماد على قوة برية توازيها وتضمن تفوق بريطانيا باعتبارها قوة بحرية وبرية معاً، كما رأى هالفورد جون ماكندر من خلال دراسته للتاريخ بأن أوروبا معرضة للغزو من وسط آسيا، والقوة الجوية تخدم القوة القارية أكثر من القوة البحرية.

تعديل نظرية قلب العالم لماكندر

عدّل هالفورد جون ماكندر نظريته في عام 1943، وفق ما ورد في كتاب حمل عنوان (التنافس الأمريكي الروسي في منطقة الشرق الأوسط) للكاتب عبد الرزاق أبو زيدي، تتلخص بالتالي:

  • توسيع قلب العالم، وأصبح هناك قلبان شمالي الذي تحدث عنه في نظريته السابقة، والقلب الجنوبي، وما يربط بين القلبين هي المنطقة العربية، حيث تصور منطقة ارتكاز أخرى ولو أنها حسب رأيه أقل أهمية من سابقتها وسماها القلب الجنوبي وتتكون من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، فمياه هذا القلب تفيض من الهضاب الداخلية إلى كل من النيجر والكونغو والزمبيزي والأولانج واللمبوبو، وتصلح الأجزاء العليا لهذه الأنهار كلها للملاحة إلى مسافات طويلة، وثمة وجه شبه بين منطقتي القلب الشمالية والجنوبية ذلك أن كلاً منهما يوجد بها غابات وحشائش كثيرة، يتصل القلبان الشمالي والجنوبي ببعضهما البعض عن طريق جسر هو المنطقة العربية، التي تمتد من نهر النيل غرباً إلى ما وراء نهر الفرات شرقاً، ومن سفوح جبال طوروس شمالاً حتى خليج عدن جنوباً، وتمتاز هذه المنطقة بوجود طرق مائية وهي نهر النيل والبحر الأحمر، كذلك نهر الفرات والخليج العربي، كما تشكل المنطقة العربية طريقاً برياً بين القلب الشمالي والقلب الجنوبي.
  • استبعاد (أرض لينا)، نسبة إلى نهر لينا في منطقة القلب التي تقع إلى الشرق من نهر ينسي وذلك لقلة أهميتها الاقتصادية والاستراتيجية، رأى ماكندر أن الدول الواقعة على شاطئ المحيط الأطلنطي الشمالي، غرب أوروبا وأمريكا الشمالية ترتبط بروابط وثيقة وذات قوة صناعية وعسكرية جبارة، واعتبرها منطقة جيو استراتيجية خطيرة.
  • الحوض الأوسط (Mid Land)، استحدث اصطلاح جديد هو الحوض الأوسط ويقصد به شمال المحيط الأطلنطي وشرق الولايات المتحدة الأمريكية وغرب أوروبا.
  • التهديد الحقيقي لقلب العالم هو من الاتحاد السوفيتي وليس من ألمانيا.
  • الموقف السياسي للقوى العالمية لا يعتمد فقط على الموقع الجغرافي لقلب العالم؛ بل على التقدم الصناعي والتكنولوجي.
  • ألمانيا الشرقية تفصل بين الحوض الأوسط والهارت لاند.
  • يوجد مركزان للقوة هما قلب العالم (الهارت لاند) والحوض الأوسط، تحيط بهما صحاري.

تأثير نظرية قلب العالم على السياسة

حددت نظرية هالفورد جون ماكندر الكابوس الجيوسياسي الذي كان يخيم على بريطانيا العظمى ويهدد نفوذها في العالم في القرن العشرين، وهذا الكابوس يتمثل في نجاح روسيا أو ألمانيا بالسيطرة على شرق أوروبا.

بالتالي السيطرة على قلب العالم، الأمر الذي يفضي إلى السيطرة على العالم كله، فتصبح بريطانيا خارج اللعبة، ودولة تحت سيطرة إحدى القوى التي ستنجح في السيطرة على العالم، حيث كانت سياسة بريطانيا في القرن العشرين تعتمد على مبدأ توازن القوى بين فرنسا وألمانيا وعدم السماح لإحداهما بالتفوق على الأخرى كي لا تسيطر على أوروبا القارية، وهو ما ضمن تفوق بريطانيا كقوة بحرية وبسط نفوذها على القارة الأوروبية، فأتت نظرية ماكندر لتضع خطراً جديداً أمام بريطانيا وهو روسيا.

لذلك شارك هالفورد جون ماكندر في مؤتمر الصلح المنعقد في باريس في عام 1919 وقدّم نظريته السياسية التي حملت اسم (قلب العالم) أو (الهارت لاند)، حيث كانت هذه النظرية مواجهة لمبادئ ويلسون الذي يدعو فيها لحق الشعوب في تقرير مصيرها، حيث قال هالفورد جون ماكندر الجملة الأهم في كتابه (المحور الجغرافي للتاريخ) (Democratic Ideals and Reality) المنشور في عام 1904، والتي تلخص نظريته: "من يسيطر على أوروبا الشرقية يسيطر على قلب العالم (الهارت لاند)؛ ومن يسيطر على قلب العالم (الهارت لاند) يسيطر على جزيرة العالم، ومن يسيطر على جزيرة العالم يسيطر على العالم".

وهدف هالفورد جون ماكندر من ذلك لفت انتباه القادة الأوروبيين لأهمية أوروبا الشرقية، وطالب بوضع دولة عازلة بين روسيا وألمانيا، لمنع تمدد الثورة البلشفية إلى كل أوروبا، لكن هذه الخطة التي طبّقتها الدول الأوروبية لم تنجح حيث اندلعت الحرب العالمية الثانية في عام 1939، وهو ما كان يحذر منه ماكندر.

وبعد الحرب العالمية الثانية التي انتهت في عام 1945، استندت الاستراتيجية الأمريكية على نظرية قلب العالم (هارت لاند) خلال الحرب الباردة، حيث كان تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع الاتحاد السوفيتي وفرضها سياسة الاحتواء ضده خير مثال على ذلك، إضافةً لجعل النمسا دولة محايدة تفصل بين الشرق الشيوعي والغرب الليبرالي.

اختراق قلب العالم بالقوة الناعمة من دون غزو عسكري

استمرت نظرية هالفورد جون ماكندر لمدة تقارب القرن، حيث لم تنهار معظم فروضها إلا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي نهاية عام 1990، فعلى الرغم من أن قلب العالم يمتلك العديد من المزايا، إلا أن توسط هذا القلب يجعله عرضة لائتلاف الهوامش ضده والذي قد يركز عليه الغرب بواسطة الأسلحة الجوية الحديثة، إذ قد يركز عليه الغرب بواسطة الأسلحة الجوية الحديثة، من هنا تعرضت نظرية قلب العالم للعديد من الانتقادات، منها:

  • بسّط التاريخ بشكل كبير، ومبالغ به، واختصره بالصراع بين البر والبحر.
  • ربط قوة الدولة بالمساحة الجغرافية فقط، كما ضخّم أهمية الموارد الموجودة في قلب العالم، بالتالي بالغ في قوة قلب العالم.
  • لم يتحدث هالفورد جون ماكيندر عن الصعوبات التي يعاني منها قلب العالم بسبب تضاريسه، ووقوعه في مكان متطرف من العالم أي أنه معزول نوعاً ما.
  • لم يضع في حسبانه عندما وضع نظريته، التطور التكنولوجي وتأثيره على قلب العالم، حث ساهم تطور سلاح الجو والسلاح النووي والصواريخ العابرة للقارات في الحد من الحماية الطبيعية للقلب وأصبح عرضةً للاختراق.
  • لم يأخذ هالفورد جون ماكندر بعين الاعتبار التطوارت الإيديولوجية، فقد أدى قيام الثورات الشيوعية في دول الهلال الداخلي مثل الصين عام 1949، كوريا الشمالية عام 1951، فيتنام عام 1954، كوبا عام 1960 في الهلال الخارجي جميعها أدت لاختراق قلب العالم من دون غزو عسكري، بل بالقوة الناعمة (Soft Power).

أعمال هالفورد جون ماكيندر (Halford John Mackinder)

ولد هالفورد جون ماكيندر في مدينة غينزبورو البريطانية في الخامس عشر من شهر شباط/ فبراير عام 1861، تلقى تعليمه في مدرسة الملكة اليزابيث النحوي في مدينة غينزبورو (تسمى الآن بمدرسة الملكة اليزابيث العليا)، ثم التحق بجامعة أكسفورد ودرس فيها العلوم الطبيعية في عام 1879، وتخصص في علم الحيوان، ثم بدأ الاهتمام بالتاريخ والجغرافيا الطبيعية والبشرية، عين ماكندر رئيساً لاتحاد الطلبة في أكسفورد في عام 1883، ثم تخرج من الكلية حاصلاً على شهادة البكالوريوس في علم الأحياء في عام 1883.

ماكندر مديراً لجامعة ريدينغ

ثم نشر في عام 1887 كتاباً بعنوان (تحت مجهر ونظريات الجغرافيا)، وبعد بضعة أشهر أصبح ماكندر مُدرِّساً للجغرافية في جامعة أكسفورد، وفي عام 1892 أصبح ماكندر مديراً للمدرسة الأولى من فرع جامعة لندن الثاني الذي أصبح في عام 1926 جامعة مستقلة اسمها جامعة ريدينغ، بذلك أصبح ماكندر أصغر مدير للجامعة.

يعد ماكندر أحد مؤسسي الجمعية الجغرافية في عام 1893، التي تشجع على تدريس الجغرافية في المدارس، وفي عام 1916 أصبح رئيساً للجمعية الجغرافية، كما كان ماكندر أحد مؤسسي مدرسة لندن للاقتصاد في جامعة أكسفورد، ويعود الفضل له في إنشاء مدرسة الجغرافية في عام 1899، وفي نفس العام قام ماكندر برحلة استكشافية إلى جبل كينيا.

ترك ماكندر جامعة أكسفورد في عام 1903، وأصبح مديراً لمدرسة لندن للاقتصاد بين عامي 1903 و 1908، وفي شهر كانون الثاني/ يناير عام 1910 أصبح عضواً في مجلس النواب البريطاني، ثم عاد لتدريس الجغرافية في عام 1917 حيث عين مدرساً للجغرافية في جامعتي ويلز وليفربول، ثم أصبح أستاذاً للجغرافيا في كلية لندن للاقتصاد في جامعة لندن في عام 1923.

وفي عام 1934 عيّنته جامعة أكسفورد أستاذاً للجغرافيا في عام 1934، وفي عام 1945 حصل ماكندر على الميدالية الذهبية من الجمعية الجغرافية الملكية في عام 1945 لخدمته في النهوض بعلم الجغرافيا، توفي ماكندر في السادس من شهر آذار/ مارس عام 1947 تاركاً إرثاً من الكتب الهامة، سنستعرضها في الفقرة التالية.

مؤلفات ماكندر

ألّف هالفورد ماكندر العديد من الكتب، هي:

  • تحت مجهر ونظريات الجغرافيا (On the Scope and Methods of Geography)، المنشور في شهر آذار/ مارس عام 1887.
  • تنمية الجامعة: هو مستقبلها؟ (University extension: has it a future?)، المنشور في عام 1890.
  • بريطانيا وبحارها (Britain and the British Seas)، المنشور في شهر أيار/ مايو عام 1900.
  • المحور الجغرافي للتاريخ (The geographical pivot of history)، المنشور في عام 1902.
  • المثل الديمقراطية والواقع (Democratic Ideals and Reality)، المنشور في عام 1904.
  • قوة السلطة مقياس للوطنية وقوة الإمبراطورية (Man-Power as a Measure of National and Imperial Strength)، المنشور في عام 1905.
  • الجغرافيا والتاريخ (Geography and History)، المنشور في التاسع من شهر شباط/ فبراير عام 1905.
  • جزرنا: دراسة في الجغرافيا Our Own Islands: An Elementary Study in) Geography)، المنشور في عام 1907.
  • الراين: الوادي والتاريخ (The Rhine: Its Valley & History)، المنشور في عام 1908.
  • ثمان محاضرات في الهند (Eight Lectures on India)، المنشور في 1910.
  • الدولة البريطانية الحديثة: مقدمة لدراسة التربية المدنية (The Modern British State: An Introduction to the Study of Civics)، المنشور في عام 1914.
  • المثل الديمقراطية والواقع: دراسة في سياسة إعادة الإعمار (Democratic Ideals and Reality: A Study in the Politics of Reconstruction)، المنشور في عام 1919.
  • جولة العالم وفوز السلام (The round world and the winning of the peace)، المنشور في عام 1943.

في الختام.. شكلت نظرية ماكندر التي حملت اسم قلب العالم (هارت لاند) أساساً لاستراتيجية الدول الأوروبية بعد الحرب العالمية الأولى، لكنها لم تمنع اندلاع حرب عالمية ثانية، وبعد الحرب استندت إليها الولايات المتحدة الأمريكية لبلورة استراتيجيتها تجاه الاتحاد السوفيتي، ومن هنا يتبين لنا أهمية هذه النظرية التي صاغها هالفورد ماكندر والذي ربما لم يتوقع أن تحظَ بكل هذا الاهتمام حتى بعد وفاته، حيث أصبحت تدرس في الجامعات كإحدى نظريات الجغرافية السياسية.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه