;

الحرب العالمية الأولى

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
الحرب العالمية الأولى

كانت الحروب السمة البارزة للعلاقات الدولية منذ القدم، ولكنها لم تصل إلى درجة الشمولية؛ إلا في عام 1914، حيث اندلعت حربٌ قوية سعى من خلالها المتحاربون لتحقيق النصر بكل الوسائل المتاحة، فانقسم العالم إلى تكتلين.

التكتل الأول، دول تكتل الوسط (وهي الدول التي تتوسط أوربا) ؛ "ألمانيا، الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، والدولة العثمانية"، أما التكتل الثاني، دول التفاهم (وهي دول مختلفة المصالح لكنها اتفقت بسبب ظروف الحرب) ؛ وهي "روسيا القيصرية، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، صربيا، بلغاريا، بلجيكا، هولندا، واليونان، والعرب الذين كانوا تحت الحكم العثماني"، إضافة إلى اليهود الطامحين لتأسيس دولة في فلسطين.

الظروف الدولية قبل الحرب العالمية الأولى

  • كانت الولايات المتحدة الأمريكية ملتزمة بمبدأ الحياد الذي أقره الرئيس الأمريكي جيمس مونرو؛ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من 4مارس/آذار 1817 – 13 سبتمبر 1841، واشتهر بمبدأ مونرو وهو عبارة عن رسالة وجهها الرئيس الأمريكي للكونغرس آنذاك، في 2 ديسمبر/كانون الأول من عام 1823،  رسم من خلالها السياسة الخارجية الأمريكية ويقوم على فكرة مفادها، عدم تدخل الولايات المتحدة الأمريكية بشؤون القارة الأوروبية، مقابل عدم السماح للبلدان الأوروبية بالتدخل في شؤون القارات الأمريكية (أمريكا الشمالية، والوسطى، والجنوبية).
  • أما بالنسبة للدول الأوروبية فقد كان الصراع سمة العلاقات بينها، الذي بدأ بتنافس استعماري وانتهى بحرب عالمية غيرت وجه أوروبا ومعها العالم بأسره، لقد ساهمت الثورة الصناعية في زيادة الإنتاج ما خلق مشكلة لدى الدول الأوروبية تتلخص بالتالي: (ضرورة تأمين المواد الأولية اللازمة لضمان استمرارية الإنتاج في المعامل والمصانع الأوروبية وبالتالي استمرار النمو الاقتصادي وارتفاع نسبة العائدات، وهذا يتطلب تأمين المزيد من الأسواق لتصريف المنتجات التي تفيض عن حاجة السوق المحلية)، الأمر الذي دفع الدول للتنافس على احتلال البلدان الأخرى كوسيلة متفق عليها للحفاظ على النمو الاقتصادي، فكانت بريطانيا أكثر دولة تسيطر على أراض في العالم، حتى أطلق عليها لقب الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس (بمعنى أن الشمس تتنقل من أرض إلى أرض وغالبيتها تحت سيطرة بريطانيا ومن هنا أخذت بريطانيا هذا اللقب)، ومن أبرز هذه الأراضي (الهند التي كانت تسمى جوهرة التاج البريطاني (1600)، بالإضافة إلى مصر التي احتلتها بريطانيا عام (1882) والسودان).
  • على ذات الدرب سارت فرنسا، التي كانت في تلك الفترة الدولة الثانية من حيث عدد الأراضي التي استعمرتها بعد بريطانيا، ومن أبرز مستعمراتها (الجزائر 1830، تونس 1881، السنغال 1902)، وكانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت سباق الاستعمار فاحتلت ليبيا في عام 1912.
  • لكن ألمانيا كانت البلد الوحيد التي لم تسيطر على أي مستعمرة وهذا ما دفعها للتقرب من الدولة العثمانية لتحصد في السياسة ما لم تحصده في الميدان، وكانت نتيجة التقارب بناء الخط الحديدي الحجازي في عام 1900.
  • عشية الحرب العالمية الأولى كان لكل دولة هدف من هذه الحرب، ألمانيا تريد بسط سيطرتها على العالم عبر هزيمة بريطانيا وفرنسا الدولتان الأكثر امتلاكاً للمستعمرات آنذاك، والدولة العثمانية تريد استعادة السيطرة على الأراضي التي احتلتها فرنسا وبريطانيا منها كمصر وتونس والجزائر وليبيا، أما فرنسا فتريد استعادة الألزاس واللورين التي احتلتها ألمانيا بعد الحرب البروسية الفرنسية في عام 1870، حيث كان لإعلان المستشار بسمارك قيام الوحدة الألمانية في قصر فرساي الفرنسي بالغ الأثر لدى الفرنسيين الذين لم ينسوا هذه الإهانة.

صحيح أن لكل دولة مصلحة في قيام الحرب لتصفية حساباتها مع أعدائها، لكن غياب الدافع المفجر للحرب جعل الدول الأوروبية تنتظر سنوات قبل أن تقرع طبول الحرب، فما هو السبب المباشر للحرب العالمية الأولى؟

إعلان الحرب العالمية الأولى والسبب المباشر لإعلانها

ربما لم يكن يدري ذلك الشاب الصربي جافريلو أن اغتياله لولي عهد الإمبراطورية الهنغارية النمساوية فرانس فرديناند في 28 يونيو/ حزيران من عام 1914 سيكون شرارة حرب ستمتد لأربع سنوات، هي الحرب العالمية الأولى.

وفي التفاصيل، وعلى حادثة الاغتيال وجهت الإمبراطورية الهنغارية النمساوية أصابع الاتهام لجارتها صربيا محملة إياها مسؤولية اغتيال فرديناند وطالبتها بتسليم الجاني ودفع التعويضات.

اتصلت على الفور بألمانيا التي دعمت مطالبها ضد صربيا، في المقابل رفضت صربيا اتهامات الإمبراطورية الهنغارية النمساوية فاتصلت بروسيا التي وقفت إلى جانبها في وجه الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، وأعلنت التعبئة الجزئية في المناطق العسكرية كموسكو وقازان في 24 يوليو/تموز من عام 1914.

وفي اليوم التالي أي في 25 يوليو/تموز من عام 1914 أعلنت صربيا التعبئة العامة ضد الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، وفي 28 من يوليو/ تموز من عام 1914 رفضت صربيا تسليم الجاني للإمبراطورية الهنغارية النمساوية فأعلنت الأخيرة الحرب على صربيا في 28 يوليو/تموز من عام 1914.

ثم أعلنت روسيا التعبئة العامة في 24 يوليو/ تموز من عام 1914 في بعض المناطق العسكرية على رأسها موسكو، وقازان، لكنها لم تعلن التعبئة الجزئية ضد الإمبراطورية الهنغارية النمساوية إلا في 29 يوليو/ تموز من عام 1914.

وفي 30 يوليو/ تموز من عام 1914 أعلنت روسيا التعبئة العامة ضد ألمانيا، فأعلنت هي الأخرى بدورها التعبئة العامة ضد روسيا، ووجّهت إنذاراً لروسيا في نفس اليوم بالتخلي عن دعم صربيا فرفضت روسيا الطلب الألماني، لتعلن ألمانيا الحرب عليها في 1 أغسطس/ آب من عام 1914.

كما وجّهت وفي نفس اليوم إنذاراً إلى فرنسا تطالبها بعدم الانجرار لما تقوم به روسيا، فاستجابت فرنسا للطلب الألماني، لأنها لم تكن مستعدة لدخول الحرب، وسحب قواتها عشرة كيلومترات بعيداً عن الحدود مع ألمانيا كبادرة حسن نية، وهو ما ستستغله ألمانيا لاحتلال فرنسا لاحقا، ونتيجة لإعلان ألمانيا الحرب على روسيا، وفي نفس اليوم أي في الأول من أغسطس/آب من عام 1914 أعلنت فرنسا التعبئة العامة.

أسباب ومراحل تطور الحرب العالمية الأولى

  • بدأت ألمانيا الحرب العالمية الأولى باحتلال لوكسمبورغ (البلد المحايد في الحرب) في 2 أغسطس/آب من عام 1914، ووجهت إنذاراً لبلجيكا (المحايدة هي أيضاً) للسماح للقوات الألمانية بالمرور في أراضيها (والدولة المحايدة هي دولة لا تقف مع أي من طرفي الحرب.. وسنكون في مقالة تتحدث عن الدولة المحايدة حقوقه وواجباتها)  رفضت بلجيكا الإنذار الألماني، وفي اليوم ذاته أي في 2 أغسطس/آب من عام 1914، وقعت ألمانيا مع الدولة العثمانية تحالفاً ضد روسيا، وفي 3 أغسطس/آب من عام 1914 طلبت ألمانيا من فرنسا الوقوف على الحياد وتسلميها ثلاث مناطق فرنسية من ضمنها فردان، رفضت فرنسا وأعلنت أنها ستتصرف وفقاً لمصالحها فأعلنت ألمانيا الحرب عليها، وعندا أعلنت بريطانيا ضمان حياد بلجيكا، دخلتها ألمانيا، فردت بريطانيا بإعلان الحرب على ألمانيا في نفس اليوم في 3 أغسطس/آب من عام 1914، أما إيطاليا العضو في التحالف الثلاثي مع ألمانيا والإمبراطورية الهنغارية النمساوية الموقع في عام 1882 (وينص ميثاق التحالف على تعهد كل عضو بدعم أي عضو آخر في حالة وقوع هجوم عليه من جانب أي قوتين عظميين أخريين والمقصود فرنسا وبريطانيا، لكن لاحقاً أعلنت دول التحالف أن التحالف موجه فقط ضد فرنسا وليس ضد بريطانيا)، وبناءً على ذلك أعلنت أنها تحتفظ لنفسها بقرار إعلان الحرب لاحقاً وبحسب ظروف الحرب.
  • وفي 6 أغسطس/آب من عام 1914 أعلنت الإمبراطورية الهنغارية النمساوية الحرب على روسيا إلى جانب ألمانيا، وفي 11 أغسطس/آب من عام 1914 أعلنت فرنسا الحرب على الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، كذلك أعلنت بريطانيا في 13 أغسطس/آب من عام 1914 الحرب على الإمبراطورية الهنغارية النمساوية، وهذا الالتزام بالحرب امتد إلى المستعمرات، فأصبحت حرباً شاملة، حيث دخلت كندا، وأستراليا، والهند ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا تلقائياً الحرب ضد ألمانيا، وكذلك المستعمرات الفرنسية والبلجيكية.
  • وفي 23 أغسطس/آب من عام 1914 قدمت اليابان دعماً لقوات دول التفاهم وأعلنت الحرب على ألمانيا، وفي 1 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1914 انضمت الدولة العثمانية إلى ألمانيا والإمبراطورية الهنغارية النمساوية وأعلنت الحرب على فرنسا وبريطانيا.
  • وفي 20 أغسطس/آب من عام 1914 احتلت القوات الألمانية العاصمة البلجيكية بروكسل بعد أن هزمت الجيوش الفرنسية والبلجيكية المدافعة عنها، ودخلت الجيوش الألمانية فرنسا، ونجحت ألمانيا في هزيمة القوات الفرنسية والبريطانية، وبين 20 و25 أغسطس/آب من عام 1914 خسرت فرنسا 40 ألف جندي، بينهم 27 ألف جندي في يوم واحد وهو 22 أغسطس/آب من عام914 واعتبر ذلك اليوم  هو اليوم الأكثر دموية في تاريخ فرنسا. قاومت العاصمة الفرنسية الغزاة الألمان من 29 أغسطس/آب وحتى 2 سبتمبر/أيلول من عام 1914 حيث نجحت ألمانيا في احتلال فرنسا، ما دفع الحكومة الفرنسية لمغادرة العاصمة والانتقال إلى مدينة بوردو الفرنسية، وبعد ذلك حاصر الجيش الألماني الجيش الفرنسي في مدينة ريمس الفرنسية وتمكن من هزيمته والسيطرة على المدينة في 4 سبتمبر/أيلول من عام 1914.
  • في 27 أكتوبر /تشرين الأول من عام 1914 شنت ألمانيا هجوماً في بلجيكا للسيطرة على المدن الساحلية، ولكنها لم تنجح، فأعلنت بريطانيا في 3 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1914 بحر الشمال منطقة حرب، وذلك بهدف فرض الحصار على القوات الألمانية الموجودة في فرنسا وبلجيكا.
  • وفي ديسمبر/ كانون من عام 1914 فشلت الجيوش الألمانية في اختراق جبهة فلاندرز  البلجيكية نتيجة التحصينات التي قام بها الحلفاء من خلال الخنادق، وهنا ظهر شكل جديد من أشكال الحرب وهو حرب الخنادق.
  • وعلى الجبهة الشرقية دخل الجيش الروسي بروسيا الشرقية الألمانية في 17 أغسطس/ آب من عام 1914، وواصل الجيش الروسي تقدمه في ولاية غاليسيا ويمبورغ التابعة للإمبراطورية الهنغارية النمساوية بين شهري أغسطس/آب وديسمبر/ كانون الأول من عام 1914، وفي 3 ديسمبر /كانون الأول من عام 1914 سيطر الجيش الروسي على مدينتي فوف وبوكوفينا التابعتين للإمبراطورية الهنغارية النمساوية.
  • وعلى الجبهة الجنوبية الشرقية، حاول النمساويون ثلاث مرات لغزو صربيا، ولكنهم هزموا في 24 أغسطس/آب من عام 1914، وفي الفترة بين 29 أكتوبر/تشرين الأول و 20 نوفمبر/ تشرين الثاني، قصف الأتراك الساحل الروسي على البحر الأسود.
  • دخلت الحرب العالمية الأولى مرحلة جديدة في عام 1915 مع استخدام التطورات التكنولوجية، ففي 19 يناير/كانون الثاني من عام 1915، ولأول مرة في التاريخ العسكري، قصفت ألمانيا المدنيين في بريطانيا وفرنسا من خلال مناطيد مفخخة، كما أعلنت الحكومة الألمانية المياه الإقليمية البريطانية منطقة حرب واستخدمت خلالها حرب الغواصات، ورداً على ذلك أعلنت دول التفاهم محاصرة كل البضائع الألمانية في البحر، أطلق الروس هجوم في منطقة الكاربات في القوقاز، ولكنه واجه هجوماً كبيراً من الأتراك في محاولة لاختراق الجيوش الروسية في العمق لكنها فشلت، ولتخفيف الضغط عن الجيوش الروسية من خلال جذب الحد الأقصى للقوات الألمانية في الغرب هاجمت فرنسا وبريطانيا الشمبانيا، في 16 فبراير/ شباط من عام 1915، لكنهم فشلوا وانتصرت ألمانيا في 20 مارس/آذار من عام 1915.
  • وفي 22 أبريل/ نيسان من عام 1915 استخدمت ألمانيا الغازات السامة ضد القوات الفرنسية والبريطانية مما أدى إلى مقتل عدد كبير من الجنود، هذا التطور دفع دول التفاهم لتوقيع معاهدة لندن مع إيطاليا في 26 أبريل/نيسان من عام 1915 وافقت بموجبها إيطاليا إعلان الحرب على دول تكتل الوسط (ألمانيا والإمبراطورية الهنغارية النمساوية والدولة العثمانية) خلال شهر واحد، وفي 23 مايو/أيار من عام 1915 أعلنت إيطاليا الحرب إلى جانب دول التفاهم مما ساهم في قطع طريق إمداد دول تكتل الوسط، وسمح بفتح جبهة جديدة ضدها.
  • وفي 11 مارس/آذار من عام 1915 وافقت دول التفاهم على إعطاء إسطنبول لروسيا، وفي 25 أبريل/نيسان من عام 1915 قررت دول التفاهم مهاجمة تكتل الوسط من أضعف نقطة منه وهي الدولة العثمانية، حيث نزلت قوات التدخل السريع التابعة للحلفاء في مضيق الدردنيل بهدف فتح طرق الإمداد لروسيا وتطويق دول تكتل الوسط، ولكنهم فشلوا.
  • وفي 7 فبراير/شباط من عام 1915 أخذ الألمان زمام المبادرة على الجبهة الروسية وحققوا انتصارات هامة أفضت إلى سيطرتهم على بولندا وليتوانيا وجزء من لاتفيا التابعة لروسيا، وهذا ما سيدفع الروس لاحقاً للانسحاب من الحرب.
  • في أوائل عام 1916، قررت ألمانيا إجبار الجيش الفرنسي على القتال إلى جانبها، فهاجم الجيش الألماني مدينة فردان الفرنسية حيث يتجمع الجيش الفرنسي، واستمر الهجوم حتى مارس/آذار من عام 1916 حيث قامت روسيا بهجوم مضاد على ألمانيا في الجبهة الشرقية ما دفع ألمانيا لوقف الهجوم، وفي الفترة بين 1 يوليو/تموز و18 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1916 اندلعت معركة السوم بين القوات الفرنسية والبريطانية من جهة والقوات الألمانية من جهة أخرى، مما أدى لوقع خسائر كبيرة في القوات الفرنسية والبريطانية نتيجة استخدم ألمانيا للقذائف ضدهم وبلغت خسائر الفرنسيين والبريطانيين 650 ألف جندي، بينما بلغت الخسائر الألمانية 580 ألف جندي، ولم تتمكن قوات التحالف من التقدم سوى 13 كيلو متر في المدينة.
  • بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران من عام 1917 بدأت هجمات دول التفاهم ضد ألمانيا حيث تمكنت من السيطرة على بعض القرى الألمانية.
  • وعلى الجبهة الجنوبية الشرقية بدأت الثورة العربية الكبرى ضد الدولة العثمانية في عام 1916 وحققت انتصارات كبيرة ضد العثمانيين بالتعاون مع بريطانيا ما دفع الدولة العثمانية للموافقة على هدنة مودرس في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1918.
  • في الجنوب، اشتبكت القوات الإيطالية والهنغارية النمساوية ففي عام 1916 استولى الإيطاليون على مدينة غوريزيا واخترقوا عدة كيلومترات في تيرول، ولكن من دون نتائج كبيرة، ولكن في خريف عام 1917 قرر الألمان دعم حلفائهم الهنغاريين النمساويين على الجبهة الإيطالية فتمكن الجيش الهنغاري النمساوي من وقف تقدم الجيش الإيطالي في 14 أكتوبر/تشرين الأول من عام 1917، في معركة كابوريتو، تصدى الجنود الإيطاليون لهجوم الإمبراطورية النمساوية الألمانية، وفي 7 نوفمبر /تشرين الثاني من عام 1917 هزمت إيطاليا أمام الإمبراطورية الهنغارية النمساوية في معركة كابوريتو،  فأرسلت فرنسا وبريطانيا تعزيزات إلى إيطاليا وشكلوا مجلس الحرب الأعلى لتنسيق المجهود الحربي لدول التفاهم.
  • وفي عام 1917 ونتيجة إغراق ألمانيا لسفينة بريطانية على متنها 128 أمريكي، كما قررت ألمانيا دعم المكسيك ضد الولايات المتحدة الأمريكية قررت الأخيرة أي الولايات المتحدة الأمريكية دخول الحرب إلى جانب دول التفاهم ضد ألمانيا.
  • وفي الجبهة الشرقية استنفدت روسيا إمكاناتها في وجه ألمانيا في بداية عام 1917، فاندلعت الثورة الروسية الأولى  في مارس/آذار من عام 1917، وقضت على حكم القيصر واستلمت السلطة، وفي أكتوبر/ تشرين الأول من عام  1917 نظم لينين وتروتسكي الثورة الثانية وهي الثورة البلشفية، وعلى إثرها قرر  لينين وتروتسكي وقف الحرب والشروع في محادثات سلام مع دول تكتل الوسط.
  • وفي 2 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1917 أطلق وزير الخارجية البريطاني، اللورد آرثر بلفور، وعده بإنشاء دولة يهودية في فلسطين،  وفي نفس العام، احتل البريطانيون فلسطين وبقوا فيها يدعمون هجرة اليهود حتى 1948.
  • في وقت مبكر من عام 1918، خسر الحلفاء جبهة واحدة بخروج روسيا من الحرب، بتوقيع معاهدة بريست ليتوفسك في مارس/آذار من عام 1918حيث احتفظت ألمانيا ببولندا، أوكرانيا وفنلندا ودول البلطيق وجزء من روسيا البيضاء، وبذلك تعززت القوات الألمانية وتفرغت للقتال على الجبهة الغربية في محاولة للحصول على نصر سريع قبل وصول القوات الأمريكية إلى الجبهة.
  • في ربيع عام 1918 وصلت القوات الأمريكية إلى الجبهة الغربية فانتقل زمام المبادرة من الألمان إلى دول التفاهم، وفي 8 أغسطس/آب من عام 1918 هزم الألمان فاستسلم وللمرة الأولى، الآلاف من الجنود الألمان من دون قتال.
  • وفي 29 سبتمبر/أيلول طلبت بلغاريا الهدنة من دول التفاهم، أما على الجبهة الإيطالية فقد حاول الجيش الهنغاري النمساوي اختراق الخطوط الإيطالية، لكنه واجه مقاومة شرسة في معركة بيافي، وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1918، شن الجيش الإيطالي هجوماً كبيراً ضد القوات الهنغارية النمساوية حيث تمكن الإيطاليون من الانتصار في معركة فيتوريو فينيتو، وفي 3 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1918 سيطر الإيطاليون على مدينتي ترينتو و تريستا وسلوفينيا وهزموا الجيش الهنغاري النمساوي الذي خسر 350 ألف جندي وأكثر من 5000 قطعة مدفعية، وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1918 أجبرت الإمبراطورية النمساوية المجرية على التوقيع على في فيلا جوستي في شمال إيطاليا وكانت نتيجة الهدنة تخلي الملك الهنغاري النمساوي تشارلز الأول عن العرش، وانشقاق الإمبراطورية الهنغارية النمساوية إلى دولتين هنغاريا والنمسا ما شكل ضربة قوية للألمان.
  • وبعد الهجوم الألماني على طول الجبهة الغربية في عام 1918 قاد ت دول التفاهم  سلسلة من الهجمات الناجحة وبدأ ظهور حرب الخنادق، ولكن بسبب الثورة الألمانية في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1918 فوافقت ألمانيا على هدنة فرساي في 11 نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1918، وهكذا انتهت الحرب بفوز دول التفاهم على دول تكتل الوسط.

ملخص الكلام وأحداث جرت بعد الحرب العالمية الأولى

وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها، مخلفة ملايين القتلى، ليأتي بعدها مؤتمر الصلح في باريس ويرسم معالم الخريطة العالمية ومعها السياسة حتى عام 1939 تاريخ اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وأبرز سمات مرحلة ما بين الحربين ظهور عصبة الأمم وإقرار نظام الانتداب، واختفاء الدولة العثمانية والإمبراطورية الهنغارية النمساوية من الخارطة، وظهور الدولة التركية كوريثة للدولة العثمانية.

ووقوع العرب ضحية التقسيم فطبقت اتفاقية سايكس بيكو، وتحولت إلى واقع بمؤتمر سان ريمو عام 1920، لتتحول مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون الأربعة عشر وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها التي أعلنها في يناير/كانون الثاني من عام 1918 إلى مجرد حبر على ورق.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه