;

معابد مصرية تشهد ظاهرة فلكية فريدة.. الشمس تتعامد على "قدس الأقداس"

  • تاريخ النشر: الخميس، 21 ديسمبر 2023
معابد مصرية تشهد ظاهرة فلكية فريدة.. الشمس تتعامد على "قدس الأقداس"

شهدت معابد الكرنك في محافظة الأقصر، صباح اليوم الخميس، تعامد الشمس على قدس الأقداس، تزامناً مع بداية فصل الشتاء، في واحدة من الظواهر الفلكية والمعمارية المميزة التى يتم رصدها سنوياً في مصر.

وتشهد معابد الكرنك الفرعونية ثلاث ظواهر فلكية، الأولى هي تعامد شمس الظهيرة التي تحدث بالتزامن مع الانقلاب الشمسي وبداية فصل الصيف، وذلك في شهر يونيو من كل عام، والثانية هي تعامد شمس الصباح معلنة عن بداية فصل الشتاء، وذلك في شهر ديسمبر من كل عام، والظاهرة الثالثة هي ما يسمى بـ"تعامد القمر الأزرق" على معبد خنسو إله القمر في مصر القديمة، وهو أحد المعابد التي تتكون منها مجموعة معابد الكرنك.

يُذكر أن المعابد والمقاصير المصرية القديمة، تشهد عددًا من الظواهر الفلكية الفريدة، التي تشير بحسب علماء المصريات إلى تقدم قدماء المصريين في مجال علوم الفلك والهندسة.

ويأتي في مقدمة تلك الظواهر، ظاهرة تعامد الشمس على معبدي أبوسمبل، جنوبي أسوان، التي تتكرر مرتين في العام وتجذب الآلاف من السياح المصريين والأجانب، وباتت من الأحداث المهمة على الأجندة السياحية المصرية.

وأوضح الخبير الأثري أحمد عامر، مفتش الآثار بوزارة السياحة والآثار والمتخصص في علم المصريات، إن ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس في المعابد المصرية، لم يكن صدفة، لأن المصري القديم كان دقيقًا في كل شيء.

وأضاف، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام محلية، أن الظاهرة كانت تتعامد في 14 معبداً وأثراً مصرياً، وظلت ممتدة حتى العصور البطلمية والمسيحية، فالمصري القديم كان بارعاً في علوم الفلك والرياضيات والهندسة.

ولفت "عامر" إلى أن تعامد الشمس على قدس أقداس معبد الكرنك، دليل واضح على تقدم المصريين القدماء في علم الفلك، فاتجاه الشمس كان عاملاً رئيسياً في تحديد اتجاهات المعابد المصرية، سواء كانت تلك المعابد مرتبطة بإله الشمس أو غير مرتبطة.

وأشار إلى أن تعامد الشمس على قدس الأقداس نراه في معبد الكرنك مع انطلاق فصل الشتاء في 21 ديسمبر من كل عام، كما نراها أيضاً في قدس الأقداس لـ"آمون رع" بمعبد الدير البحري في يوم 8 ديسمبر من كل عام، بالإضافة إلى معبد أبوسمبل حيث تتعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني مرتين خلال العام الواحد، في 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام، بالإضافة إلى تمثال أبو الهول، والذي جعله ممثلاً للشمس التي تشرق وتغرب في الأفق، ويمثله هنا هرمي "خوفو" و"خفرع"، ويتأكد ذلك من تخصيص اسم أبو الهول في الدولة الحديثة "حور إم أخت"، بمعنى "حورس في الأفق".

وتابع أن تلك الظواهر الفلكية تؤكد ريادة قدماء المصريين في علوم الفلك والهندسة، وتظهر مدى تمكنهم من تشييد معابدهم بإعجاز فلكي وهندسي جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد وفي أيام محددة من السنة، حيث يتزامن ذلك التعامد مع مناسبات دينية وأعياد شعبية وأحداث تاريخية بعينها في كل عام، مثل تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد في يوم عيد الإله "حورس"، ويوم عيد الربة "حتحور"، ويوم الانقلاب الصيفي، وعيد الإله "آمون"، وغير ذلك من الأحداث التي عرفتها مصر القديمة.

وأشار إلى أن هذه الظاهرة السنوية تثبت عظمة المصريين القدماء في تشييدهم المعابد مواجهة للشمس وفي هذا اليوم ستتعامد في معبدي الكرنك والدير البحري على وجه الإله "آمون"، مما يشير إلى مناسبة خاصة تخص هذا الإله، مما يؤكد أن تشييد المعابد مرتبط بظواهر طبيعية وتغييرات الفصول وبالمواسم الزراعية، فكانت بمثابة رسائل يرسلها المعبد للمزارعين لتحديد أنواع المحاصيل.

ونوه بأن تعامد الشمس على محور المعبد بمجرد شروقها وترتفع في مركز البوابة الشرقية للمعبد، والتي تقع على خط واحد مع البوابة الغربية، وتضيء الشمس في هذا اليوم تمثال الإله "آمون" وزوجته الإلهة "موت" اللذين يحتضن أحدهما الآخر في وضع الجلوس، والمصنوعان من حجر الألباستر، والمتجهان بوجههما نحو الشرق.

وأختتم أن الشمس في هذا اليوم تدخل إلى قدس الأقداس وتضيء القاعدة الحجرية التي كان يقف فوقها في الأصل تمثال الإله آمون "رع" رب الكرنك، وتضيء الشمس أيضا موائد القرابين المقامة على خط واحد بطول محور المعبد والمصنوعة من حجر الألباستر، والتي تنتمي إلى عصور فرعونية مختلفة.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه