;

مزارع يحوِّل مساحات ضخمة من الأراضي القاحلة إلى جنة خضراء

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 30 مارس 2021
مزارع يحوِّل مساحات ضخمة من الأراضي القاحلة إلى جنة خضراء

عندما تشرع في تحقيق حلم يبدو أن من المستحيل تحقيقه قد يصفك مَن حولك بالجنون، هذا مع حدث بالضبط مع رجل أندونيسي حقق ما لا يمكن وصفه إلا بأنه معجزة مدهشة.

تحويل التلال القاحلة إلي جنة خضراء

الرجل الإندونيسي الذي اتهمه أفراد مجتمعه بالجنون وسخروا منه، يُرحَب به الآن باعتباره بطلاً بعد أن أمضى ربع قرن في تغطية 250 هكتاراً أي ما يقارب ثلاثة ملايين متر مربع من سفوح التلال القاحلة حول منزله بالأشجار المورقة. [1]

بدأت قصة الرجل الإندونيسي الذي يُدعى سديمان بإعادة إحياء هذه الغابات بمفرده في أوائل التسعينيات، لكن المشكلة التي ساعد في حلها يمكن إرجاعها إلى الستينيات.

حيث دمرت الحرائق الغابات على المنحدر الجنوبي لجبل لاو في جاوة الوسطى وحولت مئات الهكتارات من غابات الصنوبر المملوكة للدولة إلى رماد وتركت التلال قاحلة وفي حالة يُرثى لها.

لعقود من الزمان، قاتلت عشرات القرى في ريجنسي ونوجيري المجاعات، حتى أخذ هذا البطل على عاتقه إعادة الغابة إلي الحياة وخلق حياة أفضل له ولمجتمعه بإصرار عجيب.

سديمان هو مزارع في منتصف الأربعينيات من عمره، كان أول من أدرك أن قلة الحياة النباتية حول قريته هي التي تتسبب في حدوث فجوات جعلت الوصول إلى المياه العذبة أمراً صعباً للغاية.

لسوء الحظ، لفترة طويلة من الزمن كان هو الشخص الوحيد الذي اهتم بهذه المشكلة، حيث لم تهتم السلطات أو أي من السكان المحليين بفعل أي شيء حيال الأمر والأسوأ من ذلك بدأ الناس يتهمونه بالجنون لمحاولته إحداث فرق، لأنهم اعتبروا جهوده غير مجدية.

لكن لكي نكون منصفين، فإن فكرة أن شخصاً واحداً يمكنه إعادة مئات الهكتارات من الغابة إلى الحياة مرة أخرى تبدو فكرة مجنونة ومستحيلة، لكننا رأينا ذلك يحدث في أماكن مختلفة حول العالم مرات عديدة.

قد أصبح سديمان في الواقع بطلاً محلياً شهيراً، إلا أن الأمر استغرق أكثر من عقد من الزمان حتى يتحقق ذلك.

عندما بدأ سديمان في إنفاق أمواله لأول مرة على بعض الشتلات وفي بعض الأحيان كان يتاجر في الماشية التي يرعاها مقابل الحصول على الأشجار الصغيرة، أطلق عليه الناس لقب المجنون.

حيث لم يتمكنوا من فهم سبب قيام أي شخص بشيء من هذا القبيل، حتى أن البعض اعتقد اعتقاد غريب وهو أن الأشجار تحتوي على أرواح وإلا لماذا يستميت في الحصول عليها، لكن على الرغم من المعارضة والسخرية المستمرة ممن حوله، كان ساديمان عازماً على إتمام مهمته.

أمضى المزارع الإندونيسي كل يوم في زراعة شتلات نباتات معينة في التلال القاحلة حول قريته، حيث كان يعلم أن هذه النباتات جيدة جداً في الاحتفاظ بالمياه وكان مقتنعاً بأن إعادة الحياة النباتية يمكن أن يضع نهاية للجفاف ولقد كان على حق.

تشير التقديرات إلى أن سديمان قد زرع بمفرده أكثر من 11000 شجرة على مدار 25 عاماً ولكن الأمر استغرق حوالي عقد حتى يؤتي عمله ثماره، مع نمو الآلاف من الشتلات التي زرعها، بدأت الحياة النباتية في التطور والازدهار.

في حين أن المزارعين في ريجنسي ونوجيري كانوا في يوم من الأيام مقتصرين على محصول واحد في السنة بسبب نقص المياه، فإن مصادر المياه الوفيرة التي أنشأتها غابة سديمان تضمن الآن محصولين أو ثلاثة محاصيل في السنة.

مع بدء هطول الأمطار بشكل متكرر وفهم الناس أخيراً الغرض من الأشجار، لم يعد سديمان بالنسبة لهم مجنوناً ولكنه بطل يستحق الثناء والاحتفال.

حصل على جائزة Kalpataru للحفاظ على البيئة من حكومة بلده وجائزة Kick Andy Heroes أيضاً في عام 2016.

على مر السنين، أصبحت الغابة المورقة التي تبلغ مساحتها 25 هكتاراً تُعرف باسم غابة سديمان وأصبحت واحدة من الوجهات الأكثر شعبية للسياحة الطبيعية في إندونيسيا.

كما أنها ألهمت منذ ذلك الحين العديد من مزارع الأشجار الجماعية الأخرى في المنطقة ولا تزال رمزاً لما يمكن تحقيقه من خلال التفاني والمثابرة، حتى من قبل شخص واحد.

قصة هذا المزارع المجتهد تشبه إلى حد كبير قصة بعض الأشخاص المذهلين الآخرين مثل الرجل الذي قام بمفرده بتحويل الأرض القاحلة إلى بستان من 10000 شجرة ومثل مصور وناشط بيئي آخر حول رقعة من الأرض القاحلة إلى محمية خضراء للنمور.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه