;

ما المقصود بعقدة أوديب؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
ما المقصود بعقدة أوديب؟

تعد عقدة أوديب من المفاهيم الشائعة في مجال الطب النفسي، فقد تقول عن شخص أن لديه عقدة أوديب، أو يقول عنك آخرون أنك مصاب بهذه العقدة، فما هو هذا المفهوم؟

مفهوم مصطلح عقدة أوديب

عقدة أوديب كلمة استخدمها سيغموند فرويد للدلالة على الابن الذي يتعلق بأمه ويغار عليها فيكره أبيه، وهي مستوحاة من قصة صبي يوناني اسمه أوديب عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ، أحب أمه لدرجة قام بقتل والده لايوس عن غير قصد، ليتزوج بعد ذلك أمه جوكاستا، وكتب هذه القصة الروائي اليوناني سوفوكليس، وهي عكس عقدة ألكترا وهي حب بنت تدعى إلكترا لوالدها وغيرتها عليه من أمها.

لكن هناك رواية ثانية عن قصة أوديب تقول: تعني كلمة أدويب الأقدام المتورمة، حيث استمع الملك اليوناني لايوس إلى عرّاف قال له: إن ابنه سيقتله ويتزوج زوجته ويجلس على عرشه، وكانت زوجته حاملاً فعندما ولدت طفلها أمر الملك بدق المسامير في أقدام ولده ورميه على قمة جبل، كي لا تتحقق النبوءة، فتبنى ملك آخر أوديب وعندما كبر أراد العودة إلى موطنه فتشاجر مع أبيه من دون أن يدري وقتله، وعندما عاد إلى موطنه اشترك في مسابقة لمعرفة حزورة (ما هو الحيوان الذي يمشي على أربعة صباحاً، وعلى اثنين ظهراً، وعلى ثلاثة مساءً؟) والجائزة الزواج من أرملة الملك ليوس فعرف الجواب، وهو الإنسان عندما يكون صغيراً يمشي على أربعة وعندما يكبر يمشي على اثنين وعندما يصبح عجوزاً يمشي على ثلاثة قدميه وعصا، فتزوج أمه دون أن يدري وأنجب منها طفلة، وعندما علم أنها أمه فقأ عينه، وانتحرت أمه شنقاً.

استخدامات مصطلح عقدة أوديب وتطوراته

بدأ الطبيب النمساوي سيغموند فرويد استخدام كلمة "عقدة أوديب" عام 1909، وقام بصياغة نظريته حول هذه العقدة وفق نموذج اتبع فيه التسلسل الزمني التالي:

  • المرحلة الأولى بين عامي (1897-1909)، وتبدأ المرحلة بعد وفاة الوالد في الرواية عام 1896، وبعد أن شهدت مسرحية أوديب ريكس، لسوفوكليس، يبدأ فرويد استخدام مصطلح "أوديب"، حيث يتزوج أوديب من والدته، وينجب منها طفلة، قبل أن يعرف أنها والدته.
  • المرحلة الثانية (1909-1914)، وتبدأ المرحلة بتحليل رغبة أوديب المقترحة في "المجمع النووي" وهو هيئة تضم علماء متخصصين بعلم النفس، وتم استخدام "عقدة أوديب" كمفهوم في الطب النفسي في عام 1910.
  • المرحلة الثالثة (1914-1918)، وتتحدث عن الأب وسفاح القربى (أي غرام الشخص بأحد والديه المخالف له بالجنس (البنت تعشق أبيها، والابن يعشق أمه).
  • المرحلة الرابعة (1919-1926)، وتتحدث هذه المرحلة عن حصول عقدة أوديب، حيث تتملك الرغبة بالطفل للحلو محل والده.
  • المرحلة الخامسة (1926-1931)، وتتحدث المرحلة عن نظرة العرف والدين لعقدة أوديب، حيث يصبح الطفل يميز أكثر اقتناعاً أنه لا يستطيع الحول مكان والده.
  • المرحلة السادسة (1931-1938)، ويتضمن التحقيق في "موقف أوديب المؤنث" و "عقدة أوديب سلبي" وتناقش في وقت لاحق في "مجمع إلكترا".

تحليل مرض عقدة أوديب

يقول فرويد تظهر عقدة أوديب عند الأطفال في سن الخامسة، حيث تحدث تغيرات في نفسية الأطفال تدفعهم للميل العاطفي تجاه الوالد المخالف لهم بالجنس، وهذا يبقى طبيعياً طالما أنه لا يتعدى حدود الحب، ولكن يصبح خطراً عندما يصبح هذا الطفل يعادي والده الذي من جنسه لأنه يشكل عائق بحسب رأيه للوصول لوالده الآخر، أي: الولد يميل إلى أمه فتعتبر والده عدوه، والبنت تميل إلى والدها فتعتبر أمها عدوة.

علاج مرض عقدة أوديب

بما أن عقدة أوديب قد تكون موجودة لدى كل منا وإن كانت لم تصل إلى المرحلة الخطيرة فقد اقترح فرويد بعض النصائح للوالدين للتعامل مع أطفالهم منها، معاملة الأطفال بالتساوي بغض النظر عن جنسهم، كما أن على الوالدين أن يسعيا لتقديم قدر متشابه من الثواب والعقاب للولد أو البنت كي لا ينمو لدى الطفل شعور بأن أحد الولدين ظالم والآخر رحيم.

متى تنتهي عقدة أوديب؟

تنتهي عقدة أوديب عند الأطفال عند بلوغهم العام الخامس، حيث يفهم الولد في هذا السن أنه لا يمكنه الحلول مكان والده، فيلجأ الولد عندما يكبر إلى البحث عن فتاة تشبه أمه، الأمر نفسه ينطبق على الفتاة التي تبحث عندما تكبر عن رجل يشبه والدها.

نقد مرض عقدة أوديب

ساهمت نظرية فرويد حول عقدة أوديب في تشكيل النواة الأساسية للتحليل النفسي، إلا أنها فقدت بريقها مع اختراع التكنولوجيا والاتصالات، حيث أثبتت دراسة حديثة قام بها الطبيب النفسي الأمريكي بول فيرهافت في عام 2009، على مجموعة من الأشخاص الأصحاء في أمريكا، "أن العلاقة بين الأم والطفل لا تقوم على الطابع الجنسي الذي يفضي إلى كراهية الطفل لأبيه وعشقه لأمه، وإنما علاقة طبيعية مع الشخص الذي كان سبباً في وجوده واحتضنه تسعة أشهر قبل أن يبصر النور".

واعتبر فيرهافت أن "نظرية فرويد أسطورة دفاعية، هدفها منع الطفل من التمتع بحبه لوالدته، وتجعله مضطراً ربما لإخفاء مشاعره عنها، لأن اكتشاف العقدة كان عند مريض نفسي أما الأصحاء فمن غير المنطقي أن تنطبق عليهم هذه العقدة وبالتالي هذا التحليل".

خلاصة

بغض النظر عن امتلاكنا لعقدة أوديب أو الكترا من عدمها، تبقى المعاملة التي نتلقاها من والدينا والتي ننقلها بدورنا إلى أبنائنا مقياساً يخفف من خطورة هذه الظاهرة، ويمكن القول أن ما حدث مع أوديب جعل الكثيرين منا يفكر في أبعاد عاطفته تجاه والديه، وجعل الوالدين يفكرون في أبعاد علاقتهم بأبنائهم أكثر.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه