;

ما المقصود بمفهوم الكوزموبوليتانية؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الإثنين، 06 مارس 2023

يجهل كثيرون معنى الكوزموبوليتانية رغم انتشارها، فكيف ظهرت هذه الكلمة ولماذا؟ ومتى تستخدم؟ وما هو معناها الحرفي؟

 

مفهوم الكوزموبوليتانية

تعود جذور كلمة الكوزموبوليتانية إلى الكلمة اللاتينية (politês cosmos) وهي عبارة عن مقطعين: المقطع الأول، (cosmos) ويعني الكون، والمقطع الثاني، (Politês) وتعني العالمية.

عرف علم الاجتماع الكوزموبوليتانية: بأنها مجموعة من الناس أو العناصر من مختلف البلدان تتفق بسمات عابرة للحدود تتميز بها عن غيرها، وللمصطلح معاني مختلفة ومتداخلة بحسب المجال المستخدم به، وهو يعطي انطباعات إيجابية أو سلبية، المعنى الإيجابي، في الانتشار في مناطق عدة، والمعنى السلبي، في أنه ليس لها وطن واحد.

 

استخدامات الكوزموبوليتانية

يستخدم مصطلح الكوزموبوليتانية في مجالات شتى أبرزها:

لوصف الأشخاص

لوصف الأشخاص الكوزمزبوليتانيين الذين يستوعبون أخلاق وعادات وتقاليد البلدان الأخرى، ويتقنون لغات عدة، ومطلعون على ثقافات مختلفة، وهم بذلك يشعرون أن وطنهم ليس محصوراً في بلد واحد، مثال: مواطن فرنسي يتقن اللغات العربية والإسبانية واليونانية والروسية؛ وبالتالي يصبح فكره أكثر انفتاحاً ويتحول من مواطن فرنسي من حيث جنسيته إلى مواطن عالمي من حيث سعة تفكيره وثقافته، وهذه ناحية إيجابية، لكن الناحية السلبية في أن ولاء هذا المواطن سيصبح مشتت، فهو ليس لفرنسا، بل لكل البلدان.

الأماكن والبلدان

البلدان الكوزموبوليتانية هي التي تستوعب هجرات من مختلف البلدان، على سبيل المثال: الولايات المتحدة الأمريكية تستقبل العمالة والطلبة من كل البلدان العربية والإفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية وهي بهذا المعنى بلد عالمي، وهذا ناحية إيجابية، لكن الناحية السلبية في أن هذه المدينة تفقد هوية وطنها، لتصبح متعددة الثقافات.

وقد يقتصر مصطلح الكوزموبوليتانية على عاصمة أو مدينة كباريس أو نيويورك، حيث تتجمع الثقافات المختلفة والجنسيات المتنوعة نتيجة الهجرة إلى هذه المدينة للعمل أو الدراسة.

وليس المقصود بهذا المصطلح هنا وجود تعايش سلمي بين ثقافات متعددة فقط، بل تطوير أساليب الحياة والتفكير أيضاً والتي تتأصل من خلال الثقافات التي يأخذها الإنسان من مجتمعه الذي عاش فيه، يضاف إليها الحياة الجديدة التي يعيشها الإنسان بعد الهجرة، وهنا يصبح هدف الإنسان الوصول لحياة مختلطة ثقافياً تتجسد فيها مختلف الأفكار والتقاليد والابتكارات المتنوعة .

البيئات المختلفة

حيث توصف بيئات فنية وفكرية، إضافة للتجارية والتمويلية، بالكوزموبوليتانية، ويختلف استخدام المصطلح على هذه البيئات حسب التقييم والأفكار المتعلقة بهذه البيئة، فالبيئة الفكرية على سبيل المثال تتميز بلغة ثقافية خاصة مرتفعة، إضافة للثقافة الأدبية، في حين أن مجتمع التجارة له أسلوب خاص.

فمثلاً: توصف شركة بأنها كوزموبوليتانية إذا كانت تضم عدة أشخاص من جنسيات مختلفة ويتوزع نشاطها على عدة بلدان.

في علم الأحياء

حيث يطلق مصطلح الكوزموبوليتانية على النباتات والحيوانات التي تتواجد في أكثر من منطقة حول العالم، كالزيتون الذي يزرع في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

في المجال الطبي

يطلق المصطلح على الأمراض المنتشرة في أكثر من مكان في العالم، مثل: مرض الأنفلونزا، السل، الكوليرا.

خلاصة

الكوزموبوليتانية صفة تنسب للإنسان والحيوان والنبات والأمكنة والبلدان على حد سواء قاسمها المشترك مهما تعددت استخداماتها، توسيع نشاطها على أكثر من مكان، أو تجمع عدد من الثقافات في مكان واحد، ويعد المصطلح مرادفاً لكلمة عالمي باللغة العربية.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه