;

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 04 نوفمبر 2019
حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

اذا كنت تتباعون هذا المقال هذا يعني أنكم تملكون وشماً او تريدون الحصول على أحدها!

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

فأربعة من بين كل  10,000 شخصٍ بين سن 18 و 29 يملكون وشماً، و نصف هذا العدد يملكون وشمين أو خمسة وشوم كبيرة, و اغلبهم يُخفي هذه الوشوم تحت ملابسهم و فقاً لتقرير Pew Research Center عام 2010. أما الأجيال السابقة فهي تملك نفس كمية الوشوم: حيث أن 40% منهم أعمارهم الآن بين ال 40 و ال 54.

أصبح جسم الإنسان مكاناً للتعبير عن أفكاره. فكل حركة نطبقها على أجسادنا تُعبر عن تطلعاتنا و افكارنا و ما نحبه و نؤمن به. فعلى سبيل المثال, يمكن أن تعبر الوشوم عن الأشخاص الذين نحبهم سواءاً أن كانوا أطفالنا او عشاقنا أو يمكن أن يكون الوشم عبارة عن تاريخ معين يحمل ذكرى خاصة.

لكن هل الوشوم آمنة؟

رغم تطور و انتشار شعبية الوشوم إلا أن تقنية استعمالها لم تتغير. فحبر الوشم ليس مرخصاً من الحكومة الفيدرالية بعد. رغم ذلك فالرقابة على فناني الوشوم و صالتهم في اميركا ليست شديدة.

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

فبعض الولايات و المدن تمنع وضع الوشم للقاصرين, لكن للأسف لا يملك أغلب فنانو الوشوم و مراكز التجميل رخص خاصة بهم. و حتى و إن كانوا يملكون تلك الرخص, لا توجد رقابة كافية على أدواتهم و مدى تعقيمها و نظافتها.

و في أفضل الحالات, هناك خطر كبير بما يتعلق بعملية الوشم و معالجة الندبات و الجروح الناجمة عنها.

تقول الدكتورة Crystal Aguh بروفسورة الجلدية المساعد في جامعة Johns Hopkins الطبية: " نستقبل في عيادتنا الكثير من المرضى الذين يعانون من التداعيات السيئة لاستعمال الوشم."

 "عند وضع الوشم, يدخل جسم غريب للجسم عن طريق الجلد الأمر الذي يعرضكم الى خطر كبير, لدرجة أن الجسم قد يستجيب للأمر بطرق لن تخطر على بالكم." هذا ما علق عليه الدكتور Shawn Kwatra بروفسور الجلدية المساعد في جامعة Johns Hopkins الطبية.

تأثيرات تحسسية

يمكن أن يحث الوشم بعض التأثيرات الجانبية التحسسية للحبر المستخدم. يمكن أن يحدث التحسس تجاه أي لون إلا أن أكثر الألوان التي تسبب الحساسية هي الأصفر و الأحمر. تبعاً  للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية, يمكن أن تحدث ردة الفعل التحسسية مباشرة بعد الحصول على الوشم او بعد أسابيع او عدة سنوات! تأكدت الأكاديمية الأميركية أن عملية استبدال المفصل أو بداية علاج مرض نقص المناعة المكتسب يمكن أن يحرض أيضاً على حساسية الوشوم.

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحة

يرتبط لون الوشم الأصفر بالحساسية ضد الشمس و سيتوجب على من يعانون من الحساسية ان يغطوا وشمهم لحمايته من الشمس. لكن لحسن الحظ يمكن أن تتلاشى الحساسية ضد الضوء بعد عدة سنين كما وضحت الدكتورة Aguh.

لكن الحساسية الأكثر انتشاراً هي ضد الوشم الأحمر. حيث صرح العديدون عن وجود احمرارٍ و انتفاخات او حكة يمكن معالجتها بالمراهم الستيروئيدية. لكن البعض الآخر يعانون من حساسية شديدة قد تحول الوشم الى كابوس.

كما يمكن أن نتوقع ظهور الحبوب الكبيرة و البثور و البقع المتقشرة, و إن ارتبطت هذه الأعراض بصعوبة بالتنفس او زيادة في ضربات القلب او الدوار او آلام المعدة او الطفح الجلدي عليكم استشارة الطبيب بأسرع وقت. و في بعض الحالات النادرة, يمكن ان يصاب بعض الناس بالتهاب الجلد العصبي و المعروف بالحزار البسيط المزمن.

"إن الالتهاب الحاد هو ما يسبب انتفاخ اللون الأحمر في الوشم لتصبح البشرة أشبه بالجلد المتقرن السميك." أما العلاج فعادةً ما يكون فعالاً لكن البعض لا يستجيبون له مما يؤدي الى تشوه جلدي.

لكن كيف ستعلمون إن كنتم تُعانون من اضطرابات تحسسية شديدة؟

للأسف لا يمكن التنبؤ بذلك, لذلك ينصح أطباء الجلدية بتجربة وشم صغير على جسمكم في مكان مخبأ.

"في البداية يمكن أن يكون وضعكم طبيعياً للغاية, لكن قد يتأثر جسمكم باللون الأحمر بالذات, فإذا كانت تلك هي المرة الأولى التي تجربون فيها الوشم الأحمر, لا يمكن معرفة ما إذا كان جسمكم سيتهيج بسبب هذا اللون أم لا."

العقد اللمفية

أثناء علاج سيدة في ال 32 من عمرها من سرطان عنق الرحم, لاحظ الأطباء وجود عقدتين لمفيتين متورمتين. كانت تلك السيدة تضع نحو 14 وشماً على جسمها, فأثناء تشريح تلك العقدتين ظن الأطباء ان السرطان انتشر في جسمها لكن تبين أنهما مليئتين بحبر الوشم. 

حقائق عن تأثير الوشم (التاتو) على الصحةو في استراليا, كان الأطباء يعالجون سيدة من سرطان الغدد اللمفاوية, حيث كانت تملك كتلاً تحت ابطها بالإضافة إلى تورم العقد اللمفاوية قرب رئتيها. و بالتالي كانت كل الإشارات تدل على وجود سرطان في جسمها. لكن عند فحص تلك العقد وجد حبر الوشم الأسود المتراكم منذ 15 عاماً. و بالتالي لم تكن تعاني من السرطان حيث ان جهازها المناعي كان يدافع عن نفسه ضد حبر الوشم.

قامت مجموعة أخرى من الباحثين بدراسة الجثث التي تحمل وشوماً و وجدوا الحبر الأسود الكربوني في العقد اللمفاوية و الذي يتجزأ بسهولة إلى جزيئاتٍ صغيرة تدعى جزيئات النانو. كما وجدوا جزيئات من أوكسيد التيتانيوم و هو المكون الرئيسي في الحبر الأبيض الذي يستعمل لدمج ألوان الوشم. لكن الاكتشاف الصادم هو وجود المعادن الثقيلة في هذه العقد اللمفاوية مثل الكوبالت و النيكل و الكروم. تساعد هذه المعادن الثقيلة على حفظ جودة لون الوشم. 

تقول الدكتورة Linda Katz مديرة مكتب الغذاء و الدواء في Cosmetics and Colors: " تؤكد التقارير على أن حبر الوشم يمكن أن يحتوي على الألوان المستخدمة في الطابعات و طلاء السيارات. لذلك تقوم الشركة بتحليل حبر الوشم للبحث عن المعادن الثقيلة و المواد الكيميائية السامة مثل مثبتات مستوى ال PH و مبيدات المكروبات و مواد التغطية و غيرها من المواد التي لا يجب ان تدخل إلى أجسامنا."

أمراض الجلد

إذا كنتم تحملون مورثات مرض الصدفية أو أحد الأمراض الجلدية الأخرى, يمكن أن يحرض الوشم على ظهورها. كما يمكن أن ينشط هذه الامراض إذا كنتم مصابين بها سابقاً.

يمكن ان تظهر بعض الأمراض الجلدية الأخرى بعد وضع الوشم مثل: الأكزيما(التهاب, و حكة و بشرة متهيجة) و البهاق(فقدان لون البشرة على شكل بقع) و الساركويد (تهيج في البشرة) و الحزّاز المسطح (بثور بنفسجية متهيجة) و سرطان الجلد.  

إذا كنتم عرضة للتندب أو الجدرة و هي تشبه الندبة التي تكبر أكثر من الجرح, تنصح الجمعية الأميركية للأمراض الجلدية أن تفكروا ملياً قبل الحصول على الوشم.

تقول الدكتورة Aguh: " بالنسبة للجدرة, فهي تتعلق بلون الحبر المستعمل للوشم و مدى حساسية البشرة تجاهه, فيمكن أن يحصل المريض على ندبة كبيرة صعبة العلاج حيث يمكن أن تؤثر على شكل الوشم."

العناية الشخصية

احرصوا على معرفة كيفية العناية بوشمكم الجديد قبل أن يباشر فنان الوشوم بحفره على بشرتكم. فالكثير من الناس أكدوا أنهم لا يحصلون على تعليمات العناية بوشمهم الجديد بعد الحصول عليه من صالونات التجميل.

لذلك حاولوا ان لا تكرروا خطاً هذا الرجل من تكساس. فبعد خمسة أيامٍ من حصوله على الوشم الجديد على ساقه, ذهب للسباحة في خليج المكسيك سرعان ما نقل إلى المشفى بعد أيام قليلة بسبب اصابته بتسمم البكتيريا الضامة التي تتكاثر في مياه المحيطات الساحلية.

قدّر المركز الأميركي للسيطرة على الامراض و الوقاية منها أن هذه البكتيريا تسبب 80,000 حالة مرض و 100 حالة وفاة كل عام في الولايات المتحدة. و بالتالي أصيب ذلك الرجل بصدمة انتانية و فشل كلوي ليفارق الحياة في غضون شهر من العناية الفائقة.  

في نهاية المطاف يجب ان تقوموا ببعض الأبحاث قبل التفكير بالحصول على وشمكم الجديد, إليكم بعض النصائح المقدمة من أطباء الجلدية و خبراء الوشوم:

  • يجب أن يضع خبير الوشوم طبقة من المرهم البترولي قبل تضميد منطقة الوشم. يفضل إبقاء الضمادة من 6 الى 24 ساعة لتزال بحذر بعد ذلك.
  • اغسلوا الوشم بيدين نظيفتين بواسطة  الماء و الصابون المضاد للبكتيريا ثم جففوا المنطقة بمنشفة نظيفة و رقيقة. ضعوا طبقة رقيقة جداً من المرهم المضاد للبكتريا و اتركوا الوشم ليجف. خلال الأسبوعين القادمين عليكم غسل الوشم مرتين يومياً مع وضع كريم مرطب.
  • يمكن أن تشعروا بأن منطقة الوشم دافئة و حمراء بعد وضع الوشم بأيام قليلة و هو امر عادي, لكن إن استمر الاحمرار لفترة أطول عليكم بزيارة طبيب الجلدية, فالجلد المتضرر سيصبح أحمر  و ساخن و مؤلم و يمكن أن يخرج منه القيح.  
  • لا ينصح بالسباحة او البقاء في الماء لفترات طويلة بعد اول أسبوعين من وضع الوشم, و لا بأس بالاستحمام السريع.
  • لا تفركوا منطقة الوشم في محاولة لإزالة الجلد المتقشر, بل حاولوا ان تتركوا الجلد الميت يتساقط من تلقاء نفسه و ذلك للمحافظة على لون الوشم و منعه من التخرش.
  • من الطبيعي أن تشعروا ببعض الحكة فهو دليل على أن الوشم يلتئم, لذلك لا مانع من وضع بعض الكريم المرطب لتخفيف التهيج.
  • ارتدوا ملابس واسعة و طويلة لحماية الوشم من اشعة الشمس, لكن لا تضعوا الواقي الشمسي إلا بعد أن يُشفى جرح الوشم و ذلك بعد ثلاثة أسابيع تقريباً.

يؤكد أطباء الجلدية أن الوشم قد يبدو باهتاً اثناء فترة شفاء الجرح, إلا انه سيعود للونه الحيوي في غضون أربعة اشهر, و هي الفترة التي يحتاجها الجسم لتشفى جميع طبقات الوشم.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على ليالينا. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا