الذهب والفضة عند مستويات تاريخية مع نهاية العام

واصلت أسعار الذهب والفضة تسجيل مكاسب قوية مع اقتراب نهاية العام، بعدما قفزت إلى مستويات تاريخية خلال تعاملات يوم الجمعة، مدفوعة بجملة من المتغيرات الاقتصادية والنقدية، إلى جانب تصاعد المخاطر الجيوسياسية التي أعادت المعادن النفيسة إلى واجهة المشهد الاستثماري العالمي.

وأظهرت بيانات التداول صباح اليوم، ارتفاع العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.86 في المئة، لتسجل الأونصة نحو 4541 دولارًا، بعد أن لامست في وقت سابق من الجلسة مستوى قياسيًا بلغ 4561.4 دولارًا للأونصة، في إشارة واضحة إلى تنامي الطلب على المعدن الأصفر.

وفي السياق ذاته، حققت الفضة صعودًا لافتًا، إذ ارتفعت العقود الآجلة لشهر مارس بنسبة 4.83 في المئة، لتصل إلى 75.145 دولارًا للأونصة، بعدما سجلت في بداية التعاملات مستوى قياسيًا جديدًا، ما يعكس موجة شراء قوية شملت سوق المعادن النفيسة ككل.

ويرجع محللون هذا الارتفاع الحاد إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، حيث أوضح كيلفين وونغ، كبير محللي الأسواق في شركة "واندا"، أن المضاربات النشطة في ظل انخفاض السيولة مع نهاية العام لعبت دورًا رئيسيًا في دفع الأسعار نحو مستويات غير مسبوقة.

وأضاف أن توقعات استمرار السياسة النقدية الميسرة في الولايات المتحدة، واحتمالات بقاء أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول، عززت جاذبية الذهب والفضة كأدوات تحوط، بالتوازي مع تصاعد التوترات الجيوسياسية العالمية التي دفعت المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة.

وتشير مؤشرات السوق إلى أن موجة الصعود قد تستمر خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميًا، ما يعزز توجه المستثمرين نحو المعادن النفيسة كخيار استثماري أكثر أمانًا مع نهاية العام وبداية عام جديد حافل بالتحديات.