;

ما هي الحرب؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
ما هي الحرب؟

تعرف الحرب على أنها الكفاح المسلح بين طرفين، قد يكونا دولتين كحرب الثلاثين عاما بين فرنسا وبريطانيا في القرن التاسع عشر، وقد تكون بين عدة دول كالحرب العالمية الأولى (1914-1918)، تطور مصطلح الحرب بعد الحرب العالمية الأولى ليظهر مصطلح الحرب الاقتصادية والمقصود بها محاربة الدولة الأخرى بكل أنواع العقوبات الاقتصادية (حظر استيراد منتجات هذه الدولة، منع تصدير منتجات لهذه الدولة، تجميد أرصدة المصارف في البلد الأول، تجميد الاستثمارات،منع التعامل والتجارة مع شخصيات حكومية أو مجتمعية في تلك البلد).

ومثال هذه العقوبات ما نفذته الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ضد دولة إيران والتي استمرت لمدة ثلاثين عاماً لتنتهي برفع هذه العقوبات إثر اتفاق فيينا النووي بين إيران والدول الست والموقع بتاريخ 14 تموز من عام 2015.

أما بعد الحرب العالمية الثانية فقد ظهر مفهوم جديد للحرب وهو الحرب الباردة، حيث استخدم القطبان الأمريكي والسوفييتي كل الوسائل لتحقيق أهدافهما من دون الاشتباك المباشر باستخدام الأسلحة، بل من خلال أساليب أخرى كالحرب بالوكالة، أو التضييق على القطب الآخر من خلال العقوبات والضغوط.

أسباب اندلاع الحروب

اندلعت الحروب عبر التاريخ لأسباب مختلفة، إلا أن من الممكن تصنيف كل هذه الأسباب تحت نوعين رئيسيين هما:

أولا: الأسباب البعيدة أو غير المباشرة للحرب

وتتضمن غالبا الأسباب الحقيقة للحرب، كاحتلال أراضي الدولة الأخرى، الحصول على تنازلات من الدولة الأخرى، مثل احتلال فرنسا للجزائر حيث كان الهدف الغير معلن للحرب هو السيطرة على الأراضي الجزائرية.

ثانيا: الأسباب القريبة أو المباشرة للحرب

وغالباً هي تشعل الحرب، لكي تحقق الدولة البادئة بالحرب أسبابها غير المباشرة، أي فتيلة اندلاع الحرب، وكمثال، فقد تحججت فرنسا بقصة ضرب الداي الجزائري (الرئيس الجزائري) للسفير الفرنسي بمروحته الورقية على أنفه، لتغزو الجزائر وتحتلها محققة بذلك هدفها غير المباشر.

ما هي مراحل الحرب؟

قديماً، كانت الدول تراهن على عنصر المفاجأة في الحرب، فتبدأ الحرب دون إخبار أحد، ولكن بموجب قانون الحرب والذي ينظم العمليات القتالية خلال الحروب، وهو عبارة عن مجموعة من القرارات الصادرة عن مؤتمرات لاهاي (1899 – 1907) واتفاقيات جنيف (1864 و 1906)، والتي قعت عليها غالبية دول العالم، والتزمت بها في الحرب العالمية الثانية حيث قامت فرنسا وبريطانيا بتوجيه إنذار لألمانيا بأن احتلال بولونيا، سيؤدي إلى حرب معها، وعندما لم تستجب ألمانيا للتحذير أعلنت بريطانيا وفرنسا الحرب عليها في عام 1939، وتبدأ الحرب عادة بتوجيه إنذار للدولة الأخرى مفادها سأبدأ حرب ضدك، ثم إعلان الحرب، لتنتهي الحرب بعد ذلك بانتهاء المعارك بين البلدين.

صحيح أن المفاجأة في موعد الحرب باتت صعبة في الوقت الحالي نتيجة وجود قانون الحرب، وكذلك وسائل التجسس كالأقمار الصناعية وغيرها والتي ترصد تحركات جيوش الدولة المعادية، لكن عنصر المفاجأة في الوسائل مازال قائماً، وهو ما استخدمته المقاومة اللبنانية في حرب 2006 مثلا، حين استخدمت صواريخ أصابت عاصمة كيان الاحتلال الصهيوني تل أبيب (تل الربيع)، ما شكل ضغطاً على الكيان دفعه للاستنجاد بمجلس الأمن لإيقاف الحرب.

أنواع الحرب وتصنيفاتها

يمكن تصنيف الحروب وفقا لعدة تصنيفات، من حيث شموليتها ووسائلها وعناصر أخرى عديدة، نطرح في السطور التالية بعضا من هذه التصنيفات:

أنواع الحرب وفقا لدرجة شموليتها

  • الحرب الشاملة: وهي نزاع مسلح تحشد فيه جميع الموارد المتاحة للدولة السياسية (من خلال الحملات الدبلوماسية لتبرير الحرب)، الاقتصادية (من خلال تحويل كل المعامل إلى إنتاج المعدات العسكرية)، البشرية (من خلال إعلان النفير العام أي كل شخص يستطيع حمل السلاح عليه الالتحاق بالجيش). مثل الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية.
  • الحرب الجزئية أو المحدودة: وتكون محدودة النطاق في إطار دولتين كحرب الثلاثين عاما بين فرنسا وبريطانيا.

أنواع الحرب من حيث الوسائل

  • الحرب البرية: حيث تستخدم الأسلحة البرية كالدبابات والمدرعات والمشاة، كالحرب بين الدولة العثمانية والمماليك في القرن السادس عشر والحرب العراقية الإيرانية مثلا.
  • الحرب البحرية: حيث تستخدم الأدوات البحرية كالأساطيل والسفن والبوارج الحربية، مثل الحرب بين الأسطولين البريطاني والفرنسي في ميناء أبي قير المصري عندما احتلت فرنسا مصر عام 1798 ما أدى لتدمير الأسطول الفرنسي بكامله.
  • الحرب الجوية: حيث تستخدم الأدوات الجوية فقط كالطائرات ومثال ذلك العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عام 2012.
  • الحرب المختلطة: وهي تلك التي تستخدم كل أدوات الحرب البرية والبحرية والجوية، كالحروب الحديثة (حرب تموز عام 2006).

نتائج الحرب ونهايتها

لكل حرب هدف وهو فرض شروط طرف على طرف آخر، وهو ما تسعى إليه كل الدول، وكما يقول المفكر الروسي كارل فون كلاوزوفيتز (Carl von Clausewitz) "الحرب امتداد للسياسة ولكن بوسائل أخرى"، وطبقاً لذلك تنتهي الحرب في الحالات التالية غالبا:

الحالة الأولى: تحقيق الطرف الأول نصرا كاملا على الطرف الثاني، وهنا نكون أمام خيارين:

  • الخيار الأول: توقيع اتفاقية مع الطرف المهزوم تتضمن في غالبيتها دفع تكاليف الحرب، كما حصل في الحرب العالمية الأولى حيث وقعت دول التفاهم (بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفييتي) اتفاقية فرساي مع ألمانيا في عام 1919، دفعت خلالها ألمانيا تعويضات كبيرة لدول التفاهم، ووضعت مدينة السار الغنية بالفحم تحت الرعاية الدولية لسنوات قبل أن تنجح ألمانية باستعادتها بموجب استفتاء شعبي.
  • الخيار الثاني: احتلال الدولة المنتصرة كل أو جزء من أراضي الدولة المهزومة، وهذا ما حصل في الحرب العالمية الأولى حيث وقعت دول التفاهم (بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية، الاتحاد السوفييتي) اتفاقية سيفر مع تركيا، حيث تم خلالها احتلال جزء من الأراضي التركية، لتقوم بعد ذلك حركة كمال الدين أتاتورك بعملية عسكرية وقعت بموجبها معاهدة سيفر عام 1923 حتى استعادت تركيا الأراضي المحتلة.
  • الحالة الثالثة: فشل الطرفين في الوصول إلى نصر كامل وهي الحالة المعروفة (باللا غالب ولا مغلوب): حيث تتم تسوية المسائل العالقة بتفاهمات سياسية تعكس ما تحقق على الأرض، وهو ما حصل في حرب غزة حيث تم توقيع تفاهم في عام 2012 حيث أوقف خلالها كيان الاحتلال الصهيوني الحرب مقابل إيقاف المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ، كما انتهت الحرب العراقية الإيرانية بدون تحقيق أي إنجازات تذكر لكلا الطرفين.

وأياً كان المنتصر في الحرب فهي تسبب دماراً سياسياً واقتصادياً وبشرياً لدى الطرفين، ولاسيما مع استخدام الوسائل الحربية الحديثة التي توقع ضحايا من المدنيين، كالقنابل العنقودية التي استخدمها كيان الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين في حرب لبنان في عام 2006.

أخيرا... نتيجة للخسائر الكبيرة التي تسببها الحروب، قررت معظم دول العالم أن تكون الحرب العسكرية إن صح التعبير آخر أسلوب تلجأ إليه لتحقيق أهدافها، وبالتالي أصبحت الحرب الباردة أو الحرب الاقتصادية الأنواع الأكثر استخداما من قبل الدول في عصرنا الحالي، ولكن تبقى نجاعة هذه الحروب مقترنة بمدى نجاح الدولة البادئة بهذه الحرب بتحمل تبعات الحرب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه