;

أغرب كواكب تم اكتشافها في الكون.. من بينها كوكب يمطر زجاجا

تذكرنا هذه الكواكب الغريبة بمدى اتساع الكون وتنوعه، وأن ما نعرفه ما زال قليلا جدا مقارنة بما لم نكتشفه بعد

  • تاريخ النشر: الإثنين، 10 مارس 2025
أغرب كواكب تم اكتشافها في الكون.. من بينها كوكب يمطر زجاجا

مرت أربعة عقود تقريبا منذ اللحظة التاريخية التي تم فيها رصد أول جرم سماوي يدور حول نجم آخر غير الشمس، مما شكل بداية عصر جديد في فهمنا للكون.

منذ ذلك الاكتشاف الرائد، شهدنا تسارعا مذهلا في وتيرة اكتشاف الكواكب الخارجية، حيث تمكن العلماء من رصد وتحديد خصائص أكثر من 5800 عالم متنوع وغريب، موزعة على حوالي 4300 نظام نجمي مختلف.

هذا الكم الهائل من الكواكب المكتشفة يقدم لنا لمحة مذهلة عن التنوع الهائل للعوالم الموجودة في مجرتنا، ويفتح آفاقا واسعة لدراسة تشكل الكواكب وتطورها، واحتمالية وجود حياة خارج كوكب الأرض. ولكن هذا ليس كل شيء، لأن العلماء تمكنوا أيضا من اكتشاف عوالم أخرى غريبة في الكون.

كوكب  WASP-127b

WASP-127b

في أعماق الفضاء الشاسع، تكمن عوالم غريبة ومدهشة، تتحدى تصوراتنا عن الكواكب وظروفها. من بين هذه العوالم، يبرز كوكب WASP-127b كظاهرة فريدة من نوعها، حيث تهب عليه رياح عاتية تفوق سرعة الصوت، مما يجعله موطنا لأسرع تيار نفاث تم اكتشافه في الكون المعروف.

تصل سرعة هذه الرياح إلى ما يقارب 33 ألف كيلومتر في الساعة، وهي سرعة مذهلة تفوق بكثير أسرع الرياح التي تم رصدها في نظامنا الشمسي، والتي تحدث على كوكب نبتون، ولا تتجاوز سرعتها 1200 ميل في الساعة. تخيل قوة هذه الرياح التي يمكن أن تزيل اللحم عن العظام في لحظات، مما يجعل أي رحلة فضائية إلى هذا الكوكب مغامرة قاتلة.

كوكب  HD 189733 b

HD 189733 b

يثير كوكب HD 189733 b الرعب والفضول في آن واحد، فهو كوكب جهنمي يتميز بظروف جوية قاسية ورائحة كريهة لا تطاق. تشير البيانات التي جمعها تلسكوب جيمس ويب الفضائي، إلى أن جو هذا الكوكب يحتوي على كبريتيد الهيدروجين، وهو غاز يمنحه رائحة تشبه رائحة البيض الفاسد.

يبلغ حجم HD 189733 b حجم كوكب المشتري تقريبا، مما يعني أنه يمكن أن يستوعب حوالي 1300 كوكب أرضي داخله. وعلى عكس المشتري البارد، يقع HD 189733 b بالقرب من نجمه، مما يجعله كوكبا ساخنا للغاية، حتى في جانبه المظلم. تصل درجات الحرارة على هذا الكوكب إلى ما يزيد عن 650 درجة مئوية.

الأكثر غرابة في هذا العالم الفضائي هو أنه يمطر زجاجا، وليس ماء، وبشكل جانبي، مع رياح عاتية تفوق قوة الأعاصير الأرضية. هذا المطر الزجاجي القاتل يجعل أي رحلة إلى هذا الكوكب بمثابة انتحار، حيث وصفته وكالة ناسا بأنه "موت بألف جرح".

كوكب TrES-2b

TrES-2b

في رحلة استكشافية عبر أعماق الفضاء الشاسعة، كشف لنا تلسكوب كبلر الفضائي التابع لوكالة ناسا، في عام 2011، عن جرم سماوي فريد من نوعه، أُطلق عليه اسم  TrES-2b، والذي يعتبر الكوكب الخارجي الأكثر ظلمة على الإطلاق.

يتميز TrES-2b بقدرة استثنائية على امتصاص الضوء، حيث يعكس أقل من 1% فقط من الضوء الذي يسقط عليه، مما يجعله أشبه بظل أسود في الفضاء المظلم. وقد وصفت مدى ظلمته بأنها أشد من قطعة فحم سوداء، وأكثر قتامة من طلاء الأكريليك الداكن.

يعتقد العلماء أن درجة حرارة هذا الكوكب مرتفعة للغاية، مما يمنع تكون أي غيوم تعكس الضوء، وهذا ما يجعله خفيا تقريبا عن أعين الفلكيين.

كوكب  KELT-9b

KELT-9b

في عالم الكواكب الخارجية، يبرز جرم سماوي آخر بخصائص استثنائية، وهو كوكب  KELT-9b، الذي يعتبر الأكثر سخونة بين الكواكب المكتشفة حتى الآن. لا يمكن اعتبار KELT-9b مجرد كوكب حار عادي، بل هو كوكب تتجاوز درجة حرارة سطحه 4300 درجة مئوية، أي ما يعادل 7800 درجة فهرنهايت، وهي درجة حرارة تفوق حرارة معظم النجوم.

يتميز KELT-9b أيضا بمدار قصير للغاية، حيث يستغرق دورة كاملة حول نجمه 36 يوما فقط، مما يعني أن السنة على هذا الكوكب لا تتجاوز يوما ونصف اليوم على الأرض.

كوكب Kepler-452b

Kepler-452b

في سعي الإنسان الدؤوب لاستكشاف الكون والبحث عن عوالم أخرى قد تحتضن الحياة، يبرز كوكب Kepler-452b كواحد من أكثر الاكتشافات إثارة للاهتمام. يكمن السر في موقعه ضمن ما يعرف بـ "منطقة جولديلوكس"، وهي المنطقة المحيطة بالنجم حيث تكون الظروف مناسبة لوجود الماء في حالته السائلة على سطح الكوكب.

تعتبر هذه المنطقة حاسمة لصلاحية الكوكب للحياة، حيث إن الماء السائل يعتبر أساسيا لجميع أشكال الحياة المعروفة. وفقا للعلماء، فإن Kepler-452b يقع ضمن هذه المنطقة، مما يجعله مرشحا قويا لاستضافة حياة خارج الأرض، وهو ما يجعله من بين أغرب الكواكب التي تم اكتشافها حتى الآن.

من بين آلاف الكواكب الخارجية التي تم اكتشافها، لم يتم العثور إلا على عدد قليل جدا يقع ضمن منطقة جولديلوكس الخاصة بنجومها. معظم الكواكب الأخرى تتميز بظروف قاسية تجعلها غير صالحة للحياة كما نعرفها، سواء كانت رياحا عاتية أو درجات حرارة مرتفعة للغاية.

Kepler-452b يتميز بكونه أول كوكب خارجي يقارب حجم الأرض ويدور حول نجم يشبه الشمس في حجمه، وفقا لما أعلنته وكالة ناسا. هذا التشابه الكبير مع الأرض يزيد من احتمالية أن يكون الكوكب صخريا، وهو ما يعزز من فرص وجود حياة عليه.

كواكب غريبة أخرى

في سياق متصل، تمكن العلماء أيضا من اكتشاف كواكب تتكون من الماس، حيث يكون الكربون تحت ضغط هائل في باطنها، مما يحوله إلى ماس. هذا بالإضافة إلى الكواكب الحارة جدا الموجودة خارج المجموعة الشمسية، والتي تصل درجة حرارتها إلى آلاف الدرجات المئوية، حيث تذوب الصخور والمعادن على سطحها.

كذلك، هناك ما يعرف باسم الكواكب المتجولة، وهي مجموعة من الكواكب التي لا تدور حول نجم، بل تسبح في الفضاء بمفردها.

في النهاية، تذكرنا هذه الكواكب الغريبة بمدى اتساع الكون وتنوعه، وأن ما نعرفه ما زال قليلا جدا مقارنة بما لم نكتشفه بعد. لذلك، من المتوقع مع استمرار البحث العلمي في مجال الفضاء، والتطورات المستمرة فيه، أن نشهد بعض الاكتشافات الغريبة والمثيرة الأخرى في هذا العالم الواسع، والتي تثير فضول العلماء، وتدفعهم لاستكشاف المزيد.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه