;

ما هي الاشتراكية وما اهم مبادؤها

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
ما هي الاشتراكية وما اهم مبادؤها

ظهرت الاشتراكية كنتيجة طبيعية بعد الثورة الصناعية التي أدت بدورها لظهور طبقة غنية قليلة العدد أطلق عليها البرجوازية وهي تحتكر المعامل والمصانع، مقابل طبقة فقيرة كثيرة العدد محرومة من الكثير من حقوقها وهي العمال أو البروليتاريا، فكانت الاشتراكية الحل لبعض المجتمعات لتحقيق شيء من المساواة الاجتماعية بين أفراد المجتمع.

ظهور الاشتراكية

ظهر معنى الاشتراكية قبل ظهورها ككلمة، ويعود هذا المعنى إلى العصور القديمة، حيث دعا الفيلسوف اليوناني أفلاطون لتنظيم المدن في كتابه (الجمهورية الفاضلة) ولكن لم يدعُ في الوقت ذاته للمساواة الاجتماعية، ويقول: "في مدينتي الفاضلة هناك انسجام داخل النخبة الاجتماعية رغم وجود نظام هرمي صارم"، ومع ظهور الأديان تطورت الكلمة؛ فدعت الديانة المسيحية والإسلامية إلى تقاسم الممتلكات، وطالبت بالمساواة.

تعود جذور كلمة اشتراكية إلى الكلمة اللاتينية (Socius)، وتعني مصاحب ورفيق أو شريك، حيث بدأ استخدام الكلمة في عام 1820 في أعقاب الثورة الصناعية للدلالة على مجموعة المطالبات والأفكار لتحسين أوضاع العمال، من خلال استبدال المجتمع للرأسمالية بنظام أكثر عدلاً.

ولكن معنى الاشتراكية تغير مع مرور الزمن ففي عام 1931 كانت تشير إلى عقيدة أخلاقية ذات دلالة دينية قوية، وترى الإنسان كائن اجتماعي، وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ومع ظهور الماركسية نسبة للفيلسوف الألماني كارل ماركس الذي عاش بين عامي 1818-1883، وأصبحت الاشتراكية تشير إلى الرغبة في تحقيق المساواة في المجتمع، واستبدال الملكية الفردية لوسائل الإنتاج بالملكية الجماعية.

هذا المعنى الاقتصادي لكلمة الاشتراكية لم يكن الوحيد، بل صار لها معنى سياسي وهو الطموح إلى عالم أفضل من خلال ظهور أحزاب تحمل مسميات مثل: (الحزب الاشتراكي، الحزب الاجتماعي الديمقراطي، حزب العمل..).

وفي عام 1920 تمايزت الأحزاب الاشتراكية التي تتحدث عن نظام المساواة الاجتماعية، عن الأحزاب الشيوعية الطامحة لمرحلة اللادولة حيث تصبح المساواة نتيجة غياب الحاكم والمحكوم، والعودة بالحياة إلى بداياتها ما قبل الدولة.

ما هو مفهوم الاشتراكية؟

حظيت كلمة الاشتراكية بتعاريفَ عدة تناسبت مع طريقة تفكير الجهة التي تبنت هذا التعريف أو ذاك، حيث عرّفها القاموس الموسوعي الكبير بأنها "نظرية لتجديد المنظمة الاجتماعية في مصلحة العدالة".

وعرفها الأكاديمي الفرنسي جورج بيير (Georges Pierre) على أنها: "شكل من أشكال الشركة التي تمتلك أسس هي: الملكية الاجتماعية لأدوات الإنتاج؛ الإدارة الديمقراطية لهذه الصكوك؛ توجيه الإنتاج لتلبية الاحتياجات الفردية والجماعية من العمال".

وعرّف الفيلسوف الفرنسي إيلي هاليفي (Élie Halévy) الذي عاش بين عامي 1870- 1937، الاشتراكية على أنها فرصة "استبدال المبادرة الحرة للأفراد بالجهود المشتركة للمجتمع في مجال إنتاج وتوزيع الثروة".

الفيلسوف الإنكليزي برتراند راسل (Bertrand Russell) الذي عاش بين عامي (1872-1970)، وصف في عام 1918 "جوهر الاشتراكية" بأنها: " ملكية دولة ديمقراطية لوسائل الإنتاج".

من هم منظرو الاشتراكية

روبرت أوين (Robert Owen)

منظّر سياسي بريطاني، عاش بين عامي 1771- 1858، دعا إلى حل المشاكل الناجمة عن النزعة الفردية الرأسمالية، والاشتراكية برأيه منظمة جديدة للمجتمع من خلال إنشاء مجتمعات بعنوان "شارك في القرى" بين 500 و 2000 شخص شكلت مجموعات متساوية من العمال والفلاحين تنظيم اكتفائهم الذاتي على النموذج التعاوني، كما لعب روبرت أوين نفسه دوراً هاماً في ظهور النقابات العمالية الجماعية في المملكة المتحدة بين 1836 و 1848، ولقي صدى كبير بين العمال البريطانيين.

جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill)

فيلسوف بريطاني، عاش بين عامي 1806-1873، دعا للابتعاد عن الليبرالية الاقتصادية الكلاسيكية، وطالب بتحقيق تقدم اقتصادي في المجتمع الذي التقدم الاقتصادي بالتزامن من سعي أفراد المجتمع لتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال توزيع عادل للثروة والعمل، فضلاً عن تنظيم المدارة ذاتياً من العمال الذين أنفسهم تولي مسؤولية مصيرهم في التعاونيات.

سان سيمون (Saint-Simon)

فيلسوف فرنسي، عاش بيت عامي 1760-1825، نادى بضرورة تحقيق اشتراكية تكنوقراطية، وتقوم هذا النوع من الاشتراكية على نشر النخبة الاجتماعية المعرفة بين الأشخاص الآخرين.

شارل فورييه (Charles Fourier)

فيلسوف فرنسي، عاش بين عامي 1772- 1873، دعا للفوضى الصناعية وتفتت الملكية والتطفل التجاري برأيه سيؤدي إلى اضطراب المجتمع الذي لا يمكن المحافظة عليه إلا بالقوة، ودعا فورييه جمعية المنتجين إلى إعادة تنظيم المجتمع على مبدأ الملكية الجماعية، ودان فورييه كل أشكال العنف، ورأى السياسة منفصلة عن الواقع الاجتماعي.

بيير جوزيف برودون (Pierre-Joseph Proudhon)

فيلسوف فرنسي، عاش بين عامي 1809-1865، من أبرز مؤيدي "الاشتراكية التحررية"، واعتبر في كتابه ما هي الملكية، الملكية سرقة تقوم على الظلم الاجتماعي، رفض برودون ملكية الدولة وأي شكل من أشكال الملكية الجماعية المركزية، وبذلك يعد برودون منظّراً للاشتراكية الفوضوية.

فردريك أنغلز (1820- 1895) وكارل ماركس (1818-1883)

ألفا كتاب "العائلة المقدسة"، أسسا عام 1847 عصبة الشيوعيين وهي جمعية تعنى بالعمال، في عام 1848 أصدرا البيان الشيوعي تحت شعار "يا عمال العالم اتحدوا"، يرى الفيلسوفان الألمانيان أن العلاقات بين طبقات المجتمع تقوم على الصراع بين طبقتي الرأسماليين والعمال، وفي عام 1864 أسس كارل ماركس جمعية العمال العالمية 1864، ويعتبر ماركس أن علاقات البنية الفوقية (نظام الحكم) هي انعكاس لعلاقات البنية التحتية (العلاقة بين العمال وأرباب العمل).

فلاديمير لينين (Vladimir Lenin)

عاش بين عامي 1870-1924، أسس المذهب اللينيني الذي يقوم على شعار " الأرض والخبز والسلام"، وفي عام 1921 أصدر السياسة الاقتصادية الجديدة لروسيا بعد الثورة البلشفية حيث سمح بموجبها للمزارعين وصغار الحرفيين بالتصرف بمنتجاتهم وهو ما ساهم في الانفتاح الأوروبي على روسيا الشيوعية.

الانتقادات التي تعرضت لها الاشتراكية

تعرضت الاشتراكية للعديد من الانتقادات من الرأسماليين:

  • اعتبروا أن الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج تعدياً على الحرية الفردية، وعلى حق الأفراد في امتلاك وسائل الإنتاج.
  • الملكية الجماعية تجعل العمال غير محفزين لتحسين جودة الإنتاج أو زيادة كميته لأن مدخولهم ثابت ولن يتغير، وبالتالي تنتشر البطالة المقنعة وتنخفض جودة الإنتاج مقارنة مع المعامل والمصانع الخاصة التي تعطي حوافز للعمال الكفوئين وتعاقب العمال المهملين.

خلاصة

لطالما شكّلت الاشتراكية نموذجاً اقتصادياً يحتذى على الصعيد النظري، لكن التطبيق فشل في إعطاء النتائج المرجوة، حيث سيطر البطالة المقنعة على المعامل والمصانع، وضاع جهد المثابر والكفء، تطبيقاً لشعار "المساواة الاجتماعية".

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه