;

قصيدة شعرية قصيرة: مجموعة مختارة

  • تاريخ النشر: الأحد، 26 سبتمبر 2021
قصيدة شعرية قصيرة: مجموعة مختارة

قصيدة شعرية قصيرة للحبيب أو للصديق يمكنك أن تجد مجموعة مختارة من شعر قصير في هذه المقال، لمشاركتها مع من تحب من أشعار المتنبي وفاروق جويدة وغيرهم من الشعراء

قصيدة شعرية قصيرة

ليس الشجيُّ لعاذلٍ بمطيعِ

هَجرُ الشجيِّ العذلَ غيرُ فظيعِ

يا من يُضيعُ ملامةً في عاشقٍ

مذ كان لم يكُن للهوى بِمُضيع

لا تلحُ من خلعَ العذارَ بجعفرٍ

إن الخليعَ به لغيرَ خليع

رشأٌ غضيضُ الطرف كُوِّنَ وَجهُهُ

من جوهرٍ حَسَنِ الكيان بديع

وكأنما كلُّ الزمانِ لما نرى

من وردِ وجنتِهِ زمانُ ربيع

لو بالخضوعِ يُذادُ عَذلُ مُتَيَّمٍ

أَبْدَيْتُ للعُذَّال ثَوبَ خضوع

بل لو ملكتُ عنانَ قلبيَ في الهوى

مَلَّكْتُ أَجفاني عنانَ دموعي

وإذا سترت جوى الغرام أَذاعه

نَفَسٌ يقومُ له اعوجاجُ ضلوعي

شعر لإبراهيم الصولي

بَكى البَينَ قَبلي عاشِقون وَلا أَرى

لِيَوم فُراق آخر الدَّهر باكِياً

أُقيم مُقامَ الحَيّ حَتّى إِذا رمت

بِهِم نِيَّةٌ أَصبَحتُ في الحَيّ غادِياً

أَصدَدن بَعد تَألف الشَمل

وَقَطَعن مِنكَ حَبائِل الوَصلِ

هَيف الحضور قَواصِد النُبل

قَنلننا بِنَواظِر نَجل

كَحل الجَمال جفون أَعيُنِها

فَغَنَينَ مِن كَحلِ بِلا كَحل

في كُل نَظرَةٍ ناظِر عَرَضت

مِنهُنَّ قَتلَة ضائِع العَقل

مِن كُل قاعِدَة عَلى دمث

رابي المَجس كَلابد الرمل

قَعَدت بِه أَردافُها وَهفت

مِنها الخصور بِفاحم جثل

فَكَأَنَّهُن إذا أَرَدن خطأ

يُقلِعنَ أَرجُلُهن من وَحل

شعر لهارون الرشيد

أَيا مَنْ رَدًَّ وُدِّيَ أَمْس

لا أُعْطيكَهُ اليَوْمَ

وَلا واللهِ لا أُعْطيك

إِلاَّ الصَدَّ واللَّوْمَ

وَإِنْ كَانَ بِقَلْبي مِنْك

حُبٌّ يَمْنَعُ النَّوْم

أَيَا من سُمْتُهُ الوَصْلَ

فأغلى المَهْرَ والسَّوْمَ

شعر قصير

سألتك: هزّي بأجمل كف على الأرض 
غصن الزمان!

لتسقط أوراق ماض وحاضر

ويولد في لمحة توأمان:

ملاك.. وشاعر!

ونعرف كيف يعود الرماد لهيبا

إذا اعترف العاشقان!

أتفاحتي! يا أحبّ حرام يباح

إذا فهمت مقلتاك شرودي وصمتي

أنا، عجبا، كيف تشكو الرياح

بقائي لديك؟ وأنت

خلود النبيذ بصوتي

وطعم الأساطير والأرض.. أنت!

لماذا يسافر نجم على برتقالة

و يشرب يشرب يشرب حتى الثمالة

إذا كنت بين يديّ

تفتّت لحن، وصوت ابتهاله

لماذا أحبك؟

كيف تخر بروقي لديك؟

وتتعب ريحي على شفتيك

فأعرف في لحظة

بأن الليلي مخدة

وأن القمر جميل كطلعة وردة

وأني وسيم.. لأني لديك!

أتبقين فوق ذراعي حمامة

تغمّس منقارها في فمي؟

وكفك فوق جبيني شامه

تخلّد وعد الهوى في دمي؟

أتبقين فوق ذراعي حمامه

تجنّحي.. كي أطير

تهدهدني.. كي أنام

وتجعل لا سمي نبض العبير

وتجعل بيتي برج حمام؟

أريدك عندي

خيالا يسير على قدمين

وصخر حقيقة

يطير بغمزة عين!

قصائد قصيرة مكتوبة

مِن أَيَّةِ الطُرقِ يَأتي نَحوَكَ الكَرَمُ

أَينَ المَحاجِمُ يا كافورُ وَالجَلَمُ

جازَ الأُلى مَلَكَت كَفّاكَ قَدرَهُمُ

فَعُرِّفوا بِكَ أَنَّ الكَلبَ فَوقَهُمُ

لا شَيءَ أَقبَحُ مِن فَحلٍ لَهُ ذَكَرٌ

تَقودُهُ أَمَةٌ لَيسَت لَها رَحِمُ

ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ

وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ

أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم

يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ

أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ

كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ

فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها

مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ

ما أَقدَرَ اللَهَ أَن يُخزي خَليقَتَهُ

وَلا يُصَدِّقُ قَوماً في الَّذي زَعَموا

أَراكِ فَتَحْلو لَدَيَّ الحَيَاةُ

ويملأُ نَفسي صَبَاحُ الأَملْ

وتنمو بصدري وُرُودٌ عِذابٌ

وتحنو على قلبيَ المشْتَعِلْ

ويفْتِنُني فيكِ فيضُ الحَيَاةِ

وذاك الشَّبابُ الوديعُ الثَّمِلْ

ويفْتِنُني سِحْرُ تِلْكَ الشِّفاهْ

ترفرفُ مِنْ حَوْلهنَّ القُبَلْ

فأَعبُدُ فيكِ جمالَ السَّماءِ

ورقَّةَ وردِ الرَّبيعِ الخضِلْ

وطُهْرَ الثُّلوجِ وسِحْرَ المروج

مُوَشَّحَةً بشُعاعِ الطَّفَلْ

أَراكِ فأُخْلَقُ خلْقاً جديداً

كأنِّيَ لمْ أَبْلُ حربَ الوُجُودْ

ولم أَحتمل فيه عِبئاً ثقيلاً

من الذِّكْرَياتِ التي لا تَبيدْ

وأَضغاثِ أَيَّاميَ الغابراتِ

وفيها الشَّقيُّ وفيها السَّعيدْ

ويغْمُرُ روحِي ضِياءٌ رَفيقٌ

تُكلِّلهُ رائعاتُ الورودْ

وتُسْمِعُني هاتِهِ الكائِناتُ

رقيقَ الأَغاني وحُلْوَ النَّشيدْ

وتَرْقُصُ حَولي أَمانٍ طِرابٌ

وأَفراحُ عُمْرٍ خَلِيٍّ سَعيدْ

أَراكِ فتخفُقُ أَعصابُ قلبي

وتهتزُّ مِثْلَ اهتزازِ الوَتَرْ

ويُجري عليها الهَوَى في حُنُوٍّ

أَناملَ لُدْناً كرَطْبِ الزَّهَرْ

فتخطو أَناشيدُ قلبيَ سَكْرى

تغرِّدُ تَحْتَ ظِلالِ القَمَرْ

وتملأُني نشوةٌ لا تُحَدُّ

كأَنِّيَ أَصبحتُ فوقَ البَشَرْ

أَودُّ بروحي عِناقَ الوُجُودِ

بما فيهِ مِنْ أَنْفُسٍ أَو شَجَرْ

وليلٍ يفرُّ وفجرٍ يكرُّ

وغَيْمٍ يوَشِّي رداءَ السِّحَرْ

قصيدة ثانية:

خَدَعوها بقولهم حَسْناءُ

والغَواني يَغُرٌهُنَّ الثَّناءُ

أَتراها تناست اسمي لما

كثرت في غرامها الأسماء

إن رَأَْتْنِي تميلُ عني، كأن لم

تك بيني وبينها أشياء

نظرة، فابتسامة، فسلامُ

فكلام، فموعد، فَلِقاءَ

يوم كنا ولا تسل كيف كنا

نتهادى من الهوى ما نشاءُ

وعلينا من العفاف رقيبُ

تعبت في مراسه الأهواء

جَاذَبَتْني ثَوبي العَصيِّ وقالَتْ

أنتم الناس أيها الشعراء

فَاتّقوا الله في قُلوبِ اَلْعَذَارَى

فالعذارى قُلوبُهُن هَواءُ

شعر قصير غزل

بَرقٌ تَأَلَّقَ في الظَلامِ وَأَومَضا

فَذَكَرتُ مَبسِمَ ثَغرِها لَمّا أَضا

وَكَأَنَّهُ لَمّا اِستَطارَ وَميضُهُ

في حِندِسِ الظَلماءِ سَيفٌ مُنتَضى

يَحمَرُّ أَعلاهُ وَيَنصَعُ وَسطُهُ

فَسَناهُ يَلمَعُ مُذهَباً وَمُفضَّضا

بَرقٌ تِهامِيٌّ كَأَنَّ بَرِيقَهُ

لَهَبٌ يَشبُّ إِذا اِستَطارَ وأَومَضا

يَبدُو وَيَغمُضُ في الظَلامِ وَمُقلَتي

مِن ذاكَ يَمنَعُها الجَوى أَن تُغمَضا

وَلَقَد سَرى وَهناً فَجَدَّد بِالهَوى

عَهداً وَهَيَّضَ في الحَشا ما هَيَّضا

وَأَجَدَّ لي كَلفاً وَبَرحَ صَبابَةٍ

وَأَعادَ مِن شَغَفِ الهَوى ما قَد مَضى

رُوحي الفِداءُ لِحائِلٍ عَن عَهدِهِ

عَرَّضتُ بِالشَكوى إِلَيهِ فَأَعرَضا

وَلِساخِطٍ يُرضِيهِ قَتلي في الهَوى

فَأَمُوتُ بَينَ السُخطِ مِنهُ وَالرِضا

نَزَلَ الغَضا فَحَشا الحَشا بِفِراقِهِ

ناراً تَشِبُّ إِذا اِنطَفَت نارُ الغَضا

وَلَئِن تَعَرَّضَ بِالسُلُوِّ فَإِنَّني

أَصبَحتُ بِالمَلِكِ الهُمامِ مُعَوَّضا

وَمُفوِّضاً أَمري إِلَيهِ وَلَم يَخِب

مَن باتَ في أَمرٍ إِلَيهِ مُفَوِّضا

عَونُ الضَعيفِ إِذا اِستَعانَ بِفَضلِهِ

وَغِنى الفقيرِ إِذا أَقَلَّ وَأَنفَضا

سُئِلَ العَطاءَ فَلا بمَطلٍ يُجتَدى

مِنهُ المَقالُ وَلا بِوَعدٍ يُقتَضى

مَلِكٌ برَحبَةٍ مالِكٍ ذُو هِمَّةٍ

رَحُبَت فَضاقَ لِوُسعِها رَحبُ الفَضا

جُدنا وَأَفضَلنا بِفَضلِ نَوالِهِ

وَدَرى فَأَخلَفَ مِن نَداهُ وَعَوَّضا

مُغرىً بِحُبِّ المَكرُماتِ وَمُبغِضٌ

مَن باتَ مِنّا لِلكَرامَةِ مُبغِضا

مُتَحَمِّلٌ ثِقلَ الخُطوبِ إِذا الفَتى

أَعياهُ حَملُ النائِباتِ وَأَجهَضا

وَإِذا تَمَرَّضَتِ اللِئامُ بِنَيلِها

لَم تَلقَهُ بِنَوالِهِ مُتَمَرِّضا

يَهَبُ الجَزِيلَ وَلا يَمُنُّ بِمالِهِ

إِن مَنَّ مَن أَعطى القَليلَ وَبَرضا

غاضَت مَوارِدُ كُلِّ خَلقٍ في النَدى

إِلّا نَداهُ فَإِنَّهُ ما غَيَّضا

قَطَرَت عَلَيَّ سَحائِبٌ مِن جُودِهِ

كَرَماً فَأَخصَب جانِبي وَتَرَوَّضا

أَعلى أَبُو العُلوانِ قَدري بَعدَما

قَد كُنتُ مَهدَودَ البِناءِ مَقَوَّضا

يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي أَعطى الغِنى

وَكَسا وَأَنعَمَ وَاستَمالَ وفَوَّضا

إِنّي حَمَلتُ لِشُكرِ ما أَولَيتَني

حِملاً ضَعُفتُ بِعِبئِهِ أَن أَنهَضا

أُثني عَلَيكَ بِفَضلِ ما أَعطَيتَني

فَأَراهُ أَطولَ مِن ثَنايَ وَأَعرَضا

وَأَرى المَديحَ لِكُلِّ خَلقٍ سُنَّةً

وَأَرى مَديحَكَ واجِباً مُستَفرَضا

وَأَروضُ مَدحَكَ خالياً فَأُصيبُهُ

سَهلاً وَمَدحُ سِواكَ صَعباً رَيِّضا

لا دَرَّ دَرِّي بَعدَما أَرضَيتَني

إِن لَم أَصُغ فيكَ القَريضَ المُرتَضى

يَبقى عَلَيكَ إِلى المَعادِ وَيَنقَضي

أَمَدُ الزَمانِ فَلا يَكُونُ لَهُ اِنقِضا

وَلَقَد صَحِبتُ العَيشَ قَبلَكَ أَسوَداً

وَصَحِبتُهُ لَمّا صَحِبتُكَ أَبيَضا

شعر قصير فاروق جويدة

لا أفتح بابي للغرباء
لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني
أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب
لكن السجن بلا قضبان
والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران
والحلم مليك مطرود
لا جاه لديه ولا سلطان
سجنوه زماناً في قفص
سرقوا الأوسمة مع التيجان
وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهر
وغاصوا في دم الأغصان
صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان
قطعوا أوردة العدل
ونصبوا (سيركاً) للطغيان
في هذا الزمن المجنون
إما أن تغدوا دجالاً
أو تصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران
كي يبقى فيك الإنسان!

شعر قصير للمتنبي

أَفاضِلُ الناسِ أَغراضٌ لِذا الزَمَنِ

يَخلو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُم مِنَ الفِطَنِ

وَإِنَّما نَحنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ

شَرٍّ عَلى الحُرِّ مِن سُقمٍ عَلى بَدَنِ

حَولي بِكُلِّ مَكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ

تُخطي إِذا جِئتَ في اِستِفهامِها بِمَنِ

لا أَقتَري بَلَداً إِلّا عَلى غَرَرٍ

وَلا أَمُرُّ بِخَلقٍ غَيرِ مُضطَغِنِ

وَلا أُعاشِرُ مِن أَملاكِهِم أَحَداً

إِلّا أَحَقَّ بِضَربِ الرَأسِ مِن وَثَنِ

إِنّي لَأَعذِرُهُم مِمّا أُعَنِّفُهُم

حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني

فَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ

فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ

وَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ

عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِ

خُرّابِ بادِيَّةٍ غَرثى بُطونُهُمُ

مَكنُ الضِبابِ لَهُم زادٌ بِلا ثَمَنِ

يَستَخبِرونَ فَلا أُعطيهِمُ خَبَري

وَما يَطيشُ لَهُم سَهمٌ مِنَ الظِنَنِ

وَخَلَّةٍ في جَليسٍ أَتَّقيهِ بِها

كَيما يُرى أَنَّنا مِثلانِ في الوَهَنِ

وَكِلمَةٍ في طَريقٍ خِفتُ أَعرِبُها

فَيُهتَدى لي فَلَم أَقدِر عَلى اللَحنِ

قَد هَوَّنَ الصَبرُ عِندي كُلَّ نازِلَةٍ

وَلَيَّنَ العَزمُ حَدَّ المَركَبِ الخَشِنِ

كَم مَخلَصٍ وَعُلاً في خَوضِ مَهلَكَةٍ

وَقَتلَةٍ قُرِنَت بِالذَمِّ في الجُبُنِ

لا يُعجِبَنَّ مَضيماً حُسنُ بِزَّتِهِ

وَهَل يَروقُ دَفيناً جَودَةُ الكَفَنِ

لِلَّهِ حالٌ أُرَجّيها وَتُخلِفُني

وَأَقتَضي كَونَها دَهري وَيَمطُلُني

مَدَحتُ قَوماً وَإِن عِشنا نَظَمتُ لَهُم

قَصائِداً مِن إِناثِ الخَيلِ وَالحُصُنِ

تَحتَ العَجاجِ قَوافيها مُضَمَّرَةً

إِذا تُنوشِدنَ لَم يَدخُلنَ في أُذُنِ

فَلا أُحارِبُ مَدفوعاً إِلى جُدُرٍ

وَلا أُصالِحُ مَغروراً عَلى دَخَنِ

مُخَيِّمُ الجَمعِ بِالبَيداءِ يَصهَرُهُ

حَرُّ الهَواجِرِ في صُمٍّ مِنَ الفِتَنِ

أَلقى الكِرامُ الأُلى بادوا مَكارِمُهُم

عَلى الخَصيبِيِّ عِندَ الفَرضِ وَالسُنَنِ

فَهُنَّ في الحَجرِ مِنهُ كُلَّما عَرَضَت

لَهُ اليَتامى بَدا بِالمَجدِ وَالمِنَنِ

قاضٍ إِذا اِلتَبَسَ الأَمرانِ عَنَّ لَهُ

رَأيٌ يُخَلِّصُ بَينَ الماءِ وَاللَبَنِ

غَضُّ الشَبابِ بَعيدٌ فَجرُ لَيلَتِهِ

مُجانِبُ العَينِ لِلفَحشاءِ وَالوَسَنِ

شَرابُهُ النَشحُ لا لِلرِيِّ يَطلُبُهُ

وَطَعمُهُ لِقَوامِ الجِسمِ لا السِمَنِ

القائِلُ الصِدقَ فيهِ ما يَضُرُّ بِهِ

وَالواحِدُ الحالَتَينِ السِرِّ وَالعَلَنِ

الفاصِلُ الحُكمَ عَيَّ الأَوَّلونَ بِهِ

وَالمُظهِرُ الحَقَّ لِلساهي عَلى الذِهنِ

أَفعالُهُ نَسَبٌ لَو لَم يَقُل مَعَها

جَدّي الخَصيبُ عَرَفنا العِرقَ بِالغُصُنِ

العارِضُ الهَتِنُ اِبنُ العارِضِ الهَتِنِ اِب

نِ العارِضِ الهَتِنِ اِبنِ العارِضِ الهَتِنِ

قَد صَيَّرَت أَوَّلَ الدُنيا وَآخِرَها

آباؤُهُ مِن مُغارِ العِلمِ في قَرَنِ

كَأَنَّهُم وُلِدوا مِن قَبلِ أَن وُلِدوا

أَو كانَ فَهمُهُمُ أَيّامَ لَم يَكُنِ

الخاطِرينَ عَلى أَعدائِهِم أَبَداً

مِنَ المَحامِدِ في أَوقى مِنَ الجُنَنِ

لِلناظِرينَ إِلى إِقبالِهِ فَرَحٌ

يُزيلُ ما بِجِباهِ القَومِ مِن غَضَنِ

كَأَنَّ مالَ اِبنِ عَبدِ اللَهِ مُغتَرَفٌ

مِن راحَتَيهِ بِأَرضِ الرومِ وَاليَمَنِ

لَم نَفتَقِد بِكَ مِن مُزنٍ سِوى لَثَقٍ

وَلا مِنَ البَحرِ غَيرَ الريحِ وَالسُفُنِ

وَلا مِنَ اللَيثِ إِلّا قُبحَ مَنظَرِهِ

وَمِن سِواهُ سِوى ما لَيسَ بِالحَسَنِ

مُنذُ اِحتَبَيتَ بِأَنطاكِيَّةَ اِعتَدَلَت

حَتّى كَأَنَّ ذَوي الأَوتارِ في هُدَنِ

وَمُذ مَرَرتَ عَلى أَطوادِها قَرِعَت

مِنَ السُجودِ فَلا نَبتٌ عَلى القُنَنِ

أَخلَت مَواهِبُكَ الأَسواقَ مِن صَنَعٍ

أَغنى نَداكَ عَنِ الأَعمالِ وَالمِهَنِ

ذا جودُ مَن لَيسَ مِن دَهرٍ عَلى ثِقَةٍ

وَزُهدُ مَن لَيسَ مِن دُنياهُ في وَطَنِ

وَهَذِهِ هَيبَةٌ لَم يُؤتَها بَشَرٌ

وَذا اِقتِدارُ لِسانٍ لَيسَ في المُنَنِ

فَمُر وَأَومٍ تُطَع قُدِّستَ مِن جَبَلٍ

تَبارَكَ اللَهُ مُجري الروحِ في حَضَنِ

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه