تحدي جديد لتشجع الترشيد السوشيال ميديا

يظهر على منصات تيك توك وإنستغرام في الأسابيع الأخيرة تحدٍّ جديد يلقى انتشاراً واسعاً بين المستخدمين، وهو تحدي “لا شراء لمدة شهر” الذي يعتمد على الامتناع عن شراء أي شيء غير ضروري، ثم توثيق التجربة يومياً بطريقة ممتعة ومفيدة. ويهدف هذا التحدي إلى تشجيع الترشيد وإعادة التفكير في عادات الاستهلاك، مع تحويل الفكرة إلى محتوى تفاعلي خفيف يتابعه المستخدمون بشغف.

فكرة التحدي

يقوم المشاركون في التحدي بالالتزام خلال مدة شهر كامل بعدم شراء أي منتج غير أساسي؛ مثل الملابس، الإكسسوارات، طلبات الأكل السريعة، أو الأشياء التي تُشترى بدافع الملل. ويكتفي المشاركون بالضروريات فقط؛ كالمأكل والدواء ومتطلبات العمل. والفكرة لا تقوم على الحرمان بقدر ما تُركّز على تنظيم الإنفاق واكتشاف العادات التي تُهدر المال دون مبرّر.

كيف يوثق المشاركون تجربتهم؟

يستخدم صانعو المحتوى أساليب متعددة لتوثيق التجربة، منها:

• فيديوهات يومية قصيرة تُظهر أصعب اللحظات، مثل المرور بجانب متجر مفضل دون الشراء.
• تحديات مصغرة داخل التحدي نفسه، كتحضير القهوة في المنزل بدلاً من شرائها.
• مقارنات قبل وبعد توضح كيف تغيّر أسلوب الإنفاق خلال الشهر.
• مفكرة “الرغبات المؤجلة” لتدوين الأشياء التي كانوا سيشترونها، ثم تقييم ما إذا كانت ضرورية بالفعل.
• ويُلاحظ أن أغلب الفيديوهات تأتي بروح كوميدية بسيطة تجعل التجربة أكثر قرباً من المتابعين.

لماذا حقق التحدي انتشاراً كبيراً؟

حقق التحدي انتشاراً لعدة أسباب، من بينها:

• سهولة المشاركة: فهو لا يحتاج تجهيزات أو مهارات، بل يعتمد على تغيير السلوك اليومي.
• الوعي المالي: يميل المستخدمون حالياً إلى البحث عن طرق لتقليل الإنفاق دون الإضرار بالراحة الشخصية.
• طبيعة المحتوى التلقائي: فالتوثيق اليومي يجعل كل فيديو مختلفاً ويحافظ على اهتمام الجمهور.
• عنصر المفاجأة: بعض المشاركين يفاجئون أنفسهم بالمبالغ التي وفروا من دون أي مجهود استثنائي.

فوائد التحدي على المدى الطويل

يشير المشاركون بعد انتهاء الشهر إلى أنهم لاحظوا عدة تغييرات مهمة، أبرزها:

• التحكّم بشكل أفضل بالرغبات اللحظية.
• اكتشاف متعة استخدام الأشياء المتوفرة بدلاً من شراء جديدة.
• التخلص من “الشراء العاطفي” الناتج عن التوتر أو الملل.
• تحقيق وفرة مالية دون شعور بالضغط أو الحرمان.

يبدو واضحاً أن تحدي “لا شراء لمدة شهر” أصبح أكثر من مجرد موضة؛ فهو تحول إلى خطوة عملية تساعد المستخدمين على تحسين علاقتهم بالمال بطريقة بسيطة، مسلية، وقابلة للتطبيق. ويستمر التحدي في جذب المزيد من المشاركين مع كل يوم جديد، خاصة مع ظهور نتائج واقعية تُحفّز الآخرين لتجربة الأمر.