;

النهوض من تحت الأنقاض: فنانة تحوّل حطام الانفجار إلى رمز للأمل

  • تاريخ النشر: السبت، 28 نوفمبر 2020
النهوض من تحت الأنقاض: فنانة تحوّل حطام الانفجار إلى رمز للأمل

تقف على ارتفاع نحو ثلاثة أمتار وذراعها مرفوعة والرياح تزيل شعرها عن وجهها المكسور وساعة مكسورة عند قدميها ويداها تظهر 6.08  وهو الوقت الذي هز فيه انفجار ميناء بيروت في يوم 4 أغسطس الماضي.

والتمثال الذي لم يذكر اسمه للفنانة اللبنانية حياة ناظر مصنوع من الزجاج المكسور والمواد الملتوية التي كانت تخص منازل الناس قبل الانفجار الذي أسفر عن مقتل 200 وإصابة 6000 آخرون  ويرمز إلى آمال المدينة في النهوض من تحت الأنقاض.

وقالت الفنانة ناظر في تصريحات صحفية لرويترز "إذا نظرت إلى التمثال نصف ساقه واقفة واليد تبدو مستسلمة وهناك ندبة على الوجه بشعر متطاير والساعة على هذا الجانب وكأن الانفجار ما زال قائما ولكن اليد الأخرى والساق الأخرى تميل كما لو أنها بدأت تمشي واليد مرفوعة وتريد الاستمرار والارتفاع من تحت الأنقاض وقال الشاب البالغ من العمر 33 عاماً هذه هي الحقيقة وهذه هي حقيقتنا في لبنان".

تمثال

وفاقم الانفجار الضخم الذي دوى مساحات شاسعة من بيروت وتسبب في تشريد نحو 300 ألف ساكن وأسوأ أزمة مالية في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من 1975 إلى 1990.

وتؤمن ناظر بالصمود اللبناني وتقول إن المتضررين من الانفجار الذين شاهدوا التمثال البالغ ارتفاعه 2.6 متر معروضًا مؤقتًا أمام الميناء المتضرر واستمدوا قوتهم وأملوا في الاستمرار.

وكانت ناظر قد بدأت بالفعل في نحت تمثال نسائي قبل الانفجار  وتطوعت للمساعدة في تنظيف المنازل والشوارع المدمرة في الليل، كانت تعود إلى التمثال مستخدمة قطع الزجاج والمعدن التي جمعتها.

ناظر

وقالت: "شعرت أن بيروت امرأة رغم ما عانته قوية للغاية مستوحاة من الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي التي وصفتها بيروت سيدة العالم وكلماتها "قم من تحت الأنقاض" ، تقول ناظر إن التمثال استغرق أكثر من شهرين بقليل.

لم تذكر اسم العمل الفني لأنها أرادت من الجمهور القيام بذلك وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها ناظر الحطام في فنها.

تشمل أعمالها السابقة نموذجًا لأسطورة فينيكس مصنوعة من قطع خيام المتظاهرين المحترقة ونحتًا على شكل قلب من الحجارة وعبوات الغاز المسيل للدموع الفارغة التي تم جمعها من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن.