;

العثور على أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد.. عمرها 20 ألف عام

يعتبر هذا الاكتشاف دليلا قاطعا على التطور المعرفي والمهارات الفنية العالية التي يتمتع بها الإنسان منذ آلاف السنين

  • تاريخ النشر: الجمعة، 10 يناير 2025
العثور على أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد.. عمرها 20 ألف عام

عثر علماء الجيولوجيا داخل قلب كهف صغير جنوبي باريس، على أقدم خريطة ثلاثية الأبعاد معروفة حتى الآن. تعود هذه الخريطة إلى أراضي الصيادين وجامعي الثمار في هذه المنطقة منذ ما يقرب من 20 ألف عام مضت، حيث قام سكان الكهف القدماء بنحت وتصميم أرضية الكهف بشكل دقيق، مما أدى إلى ظهور ما يشبه نموذجا مصغرا للوادي المحيط.

تم تصميم هذه الخريطة بحيث تتسرب المياه من خارج الكهف عبر القنوات والمسابح والمنخفضات المنحوتة في أرضيتها، مما يخلق مشهدا مائيا يشبه الأنهار والدلتا والبرك والتلال.

وعلى الرغم من أن هذه الخريطة لا تعد نسخة طبق الأصل للمنظر الطبيعي الخارجي، إلا أنها تعكس بشكل واضح معالمه الرئيسية، حيث يبدو أن جوانب الوادي المحيط مقلوبة على أرضية الكهف، ربما للتكيف مع انحدار الأرض الطبيعي.

اكتشاف لا مثيل له

يؤكد الباحثون أن هذا التصميم المبتكر للشبكة المائية يشير إلى قدرة فائقة على التفكير المجرد لدى سكان الكهف القدماء، الذين استطاعوا تجسيد مفهوم الأنهار والجداول والمسطحات المائية في هذا النموذج المذهل. ويعتبر هذا الاكتشاف دليلا قاطعا على التطور المعرفي والمهارات الفنية العالية التي يتمتع بها الإنسان منذ آلاف السنين.

أقدم خريطة

الخريطة ليست كل شيء داخل الكهف

يحمل الكهف الذي عثر على الخريطة بداخله اسم "سيغونول 3"، ويقع ضمن مجمع فريد من نوعه في فرنسا يحتوي على أكثر من ألفي نقش صخري يعود تاريخها إلى العصر الحجري. يتميز هذا الكهف بأهمية خاصة؛ لأنه يعود إلى أواخر العصر الحجري الأعلى، وهي الفترة التي شهدت بداية ظهور المستوطنات البشرية الأولى.

على الرغم من ندرة الفنون الصخرية التي تعود إلى هذه الحقبة الزمنية، فقد تم اكتشاف نقشين لخيول على جدران كهف "سيغونول 3".

ولم يقتصر الأمر على النقوش فقط، فقد لاحظ الباحثون وجود مجموعة من الأخاديد المنحوتة في الصخر على شكل مثلث. تشبه هذه الأخاديد شكل الحوض البشري. كما لوحظ وجود قناة تمر عبر مركز هذا الشكل، والتي يعتقد أنها كانت تستخدم لتصريف مياه الأمطار.

لاحظ الباحثون أن مياه الأمطار تتسرب إلى داخل الكهف من خلال الشقوق في الصخر، ثم تتجمع في أحواض طبيعية في أرضية الكهف. وقد لاحظوا أن أحد هذه الأحواض، وهو الأكبر والأعلى، يبدو أنه تم توسيعه وتعميقه بواسطة الإنسان، مما يشير إلى أنه كان يستخدم كخزان للمياه.

يتفرع مجرى المياه بعد ذلك إلى قسمين. يتدفق أحد هذه القسمين عبر "الحوض البشري" المنحوت في الصخر، بينما يملأ القسم الآخر قنوات تشكل ما يشبه خريطة مصغرة محفورة على جدران الكهف. وتتميز هذه الخريطة بوجود تلال مستديرة الشكل، بعضها محاط بأخاديد عميقة، مما يشير إلى وجود تصميم متقن ومدروس في هذا النحت الصخري.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه