إيران أمام لحظة حاسمة: نقل العاصمة من طهران بات ضرورة لا يمكن تأجيلها

أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الخميس، أنّ بلاده لم تعد تملك ترف تأجيل قرار نقل العاصمة من طهران، مؤكداً أنّ الضغوط البيئية والعمرانية المتفاقمة جعلت استمرار الحياة في المدينة الحالية أمراً بالغ الصعوبة. ورأى أنّ الميزانيات المحدودة عطّلت هذا التحوّل لسنوات، غير أنّ «واقع الجفاف وتراجع البنية التحتية» بات يفرض إعادة رسم خريطة التنمية الوطنية.

نقل العاصمة طهران

وأشار بزشكيان في خطاب رسمي إلى أنّ أزمة المياه تخطّت حدود السيطرة، محذّراً من أنّ استمرار الجفاف قد يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات استثنائية تصل إلى إخلاء بعض المناطق إذا لم تتحسّن الظروف المناخية. وكشف أنّ مشروع نقل المياه من الخليج إلى العاصمة يحمّل البلاد تكلفة غير منطقية اقتصادياً تبلغ نحو 500 ألف تومان لكل متر مكعب، بما يعادل 10 دولارات، وهو ما اعتبره نموذجاً لسياسات لم تعد قابلة للاستمرار.

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنّ التدهور لم يعد مقتصراً على شح المياه، بل امتدّ إلى هبوط خطير في مستوى الأرض يصل في بعض المناطق إلى 30 سنتيمتراً سنوياً، نتيجة التوسع العمراني الجائر وسوء إدارة الموارد، محذّراً من أضرار «قد تتحول إلى واقع لا يمكن إصلاحه» إذا استمرت السياسات الحالية.

أين سيتم نقل العاصمة الإيرانية؟

وتطرّق بزشكيان إلى المقترحات الحكومية الخاصة بنقل العاصمة إلى سواحل مكران جنوب البلاد، حيث يشكّل ميناء تشابهار منفذاً استراتيجياً على المحيط الهندي. وأوضح أنّ الفكرة، التي طُرحت منذ عام 1979، توقّفت مراراً بسبب الخلافات السياسية وارتفاع التكاليف، كما درست الحكومات السابقة بدائل تشمل سمنان وقم وأصفهان.

غير أنّ المشروع يواجه، وفق منتقديه، تحديات جدية تتعلق بضعف البنى التحتية في مكران، والاحتياجات الأمنية والاقتصادية الضخمة، فضلاً عن التكلفة الهائلة التي قد تستنزف ميزانية دولة تعاني أصلاً من التضخم والعقوبات.

وختم بزشكيان بالتأكيد على أنّ تجاوز الأزمة يتطلّب مشاركة شعبية واسعة، قائلاً إنّ معاناة الإيرانيين «لا يمكن مواجهتها دون حضور الناس وثقتهم»، مشدداً على أنّ حماية البيئة صارت «مسألة بقاء لا مجال للاستهانة بها».