;

متلازمة الحظِّ السيء وقانون الجذب

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الثلاثاء، 04 أكتوبر 2022

نتعرض جميعنا لمواقف سيئة في حياتنا نعتقد أنَّها نتجت عن حظٍّ سيء، أو أنَّها كانت لتكون أقل تأثيراً على حياتنا لو أنَّ تفصيلاً صغيراً جداً تغير في اللحظة الأخيرة، فنقول "لو أسعفنا الحظُّ لما كان ذلك"، فلا يمكن أن تعتبر مرورك من مسرح جريمةٍ ما في اليوم التالي من وقوعها حظّاً جيداً، كما يمكن أن تتأخر دقائق قليلة بالخروج من منزلك لتجد أنَّ هذه الدقائق قد غيرت مسيرة حياتك كلِّها، ولو وصلت إلى العمل في الموعد المحدد كنت ستحصل على صفقة مميزة تجعل منك ثرياً مثلاً، هل هذا حظٌّ سيء؟! وهل جربت تطبيق قانون الجذب؟!

 

في كل ثقافة حول العالم هناك مجموعة من الأفعال والأيام التي تعتبر نذير شؤم

حول العالم دون استثناء وبغض النظر عن مدى التقدم والتخلف سنجد سلسلة كبيرة من العادات والطقوس التي تستدعي الحظَّ الجيد أو تطرد الحظ السيء، وغالباً ما ترتبط هذه الأمور أيضاً بطقوس السحر والشعوذة.

ومن هذه الرموز التي تعتبر جالبة للحظ السيء ونذير شؤم مثلاً؛ المقص المفتوح الذي يعتقد أنَّه يستدعي الشر في أغلب الثقافات حول العالم، كذلك تعليق حذوة الحصان عند المدخل التي تعتبر طاردة للشؤم والحظ السيء، كما سنجد أنَّ الصين ألغت الرقم 4 من المصاعد أو حتى من المستشفيات وذلك لأن لفظ الرقم أربعة هو نفس لفظ كلمة موت ما اعتبروه جالباً للحظ السيء والشؤم؛ وهذا ما يعرف بـ(Tetraphobia) أو فوبيا الرقم أربعة، وهي ما نجده أيضاً في كوريا وفيتنام واليابان.

نحن لا ندري إن كان تكرار كلمة موت قد يؤدي إلى الموت فعلاً، ولا يمكننا أن نجزم أنَّ إقامة طائر الغراب فوق المنزل تعني حدوث مصيبة ما، لكن على العموم أغلب الناس يتجنبون التعرض لما قد يجلب الحظ السيء، فالجميع يرغب أن تكون الحياة بسيطة ورغيدة وسهلة.

كما أنَّ لا أحد يرغب في خوض العقبات أو التعرض للمشاكل، لذلك نستخدم ما يجلب الحظَّ الجيد مثل نبتة البامبو في الصالة، أو ما يطرد الحظَّ السيء مثل حذوة الحصان فوق باب البيت، ومن بين العادات الشرقية المشهورة في الزفاف أن تقوم العروس بوضع قطعة من الطين الرطب أو العجين على مدخل بيت الزوجية للتنبؤ بالحظِّ، فإذا دام التصاق القطعة فترة طويلة يكون دخول العروس إلى العائلة أمراً جيداً، لكننا في المحاكم سنجد الكثير من دعاوى التفريق والطلاق بين زوجين التصقت عجينتهم على باب البيت لأيام!.

 

الحظ السيء، كتاب السّر ونظرية الجذب

عام 2006 أصدرت روندا بايرن (Rhonda Byrne) كتابها المشهور بعنوان السرّ (The Secret) مع فيلم تسجيلي بنفس العنوان، ليكون واحداً من أكثر الكتب المتخصصة بتنمية الذات مبيعاً حول العالم، والنظرية التي تطرحها روندا وشهودها في الفيلم والكتاب بسيطة جداً يمكن أن نلخصها كالآتي:

تستطيع الحصول على كل ما ترغب به عندما تريد ذلك، كما أن كل ما تحصل عليه أنت ترغب به سواء أكنت تعلم ذلك أم لا، فأنت تجذب الأحداث إليك السيئة منها والجيدة، لكن عندما تؤمن أنَّكَ تقوم بذلك حقاً ستستطيع إدراك طريقة طرد الأحداث السيئة وجذب الجيدة! وهذا هو ما يطلق عليه "قانون الجذب"، حيث أنَّ الإنسان يقوم باجتذاب ما سيحصل وطرد ما لا يريده أن يحصل بصورة طبيعية، فإذا أدرك حقيقة قانون الجذب سيتمكن من العمل على ذلك بطريقة إرادية منظمة.

حقيقة أمر قانون الجذب

لنتفق على أمر في غاية الأهمية، وهو أنَّ قانون الجذب وما يتعلق به من شهادات أو ممارسات لا يمكن رصدها علمياً، بمعنى آخر أنَّ المؤمنين بقانون الجذب سيحاولون إيجاد براهين كثيرة على صحة هذا القانون لكنَّها غير قابلة للتحليل المخبري، بينما المشككون بمدى تأثير هذا القانون على الحياة يكون لديهم الكثير من التأويلات لكلِّ الأحداث التي يُّعتقد أنَّها مجتذبة إرادياً.

لكن تبريراتهم أيضاً لا يمكن تحليلها تحليلاً علمياً، إنَّ الأمر شبيه بالحديث عن المعجزات! لنفترض مثلاً أنَّ أحد الجيران روى لنا حادثة عن شخص تمكن من شفاء الناس من مرضٍ عضال بواسطة الطاقة ودون استخدام عقاقير طبية أو عشبية، كم واحداً سيصدق ذلك ما لم يراه ويتابعه بعينه؟.

لذلك لا يمكن أن نقول بصحة قانون الجذب القطعية أو عدم فعاليته، بل سنترك لكم التجربة والاستنتاج، وسنذكر لكم في نهاية هذه المادة إحدى الطرق التي يستخدمها المؤمنون بقانون الجذب لتحقيق أغراضهم، لكن قبل ذلك ما علاقة كلِّ ذلك بالحظ السيء؟.

 

ماهيّة متلازمة الحظ السيء

إذا افترضنا صحة نظرية قانون الجذب، فنحن نلغي تماماً فكرة الحظِّ السيء والحظِّ الجيد، فأنت إذا كنت تسير في طريقك إلى العمل وتقول بينك وبين نفسك (لا بد أنَّني سأتأخر ... سأتأخر... مع أنَّني نهضت باكراً لكنني سأتأخر)؛ عندها ستصادف في طريقك كل ما يمكن أن يجعلك تتأخر عن العمل.

فيما لو كنت تعتقد وتصر أنَّك ستصل في الوقت المناسب فهذا ما سيحصل، لكن في نفس الوقت سنجد نظريات مضادة تماماً، ومن الغريب أنَّها ستكون أكثر قابلية للمقارنة بما يحصل معنا في حياتنا اليومية، منها ما يعرف بـقوانين مورفي (Murphy"s law) والتي ابتكرها أول مرة الكابتن إدوارد مورفي (Edward A. Murphy) عندما علق على خطأ أحد الفنيين بقوله "إذا كان هناك احتمال أن يقع خطأ ما... هذا ما سيحدث".

ثم بدأت قوانين مورفي تتوسع وتنتشر كسلسلة من القواعد التي تسخر من طريقة سير الحياة وأحداثها، ولا بد أن من شارك في إضافة بعض هذه العبارات أو من آمن بها هو مؤمنٌ بمتلازمة الحظِّ السيء والنحس، فالبنية الأساسية لقوانين مورفي هي أن كلَّ الأشياء السيئة ستجد طريقة ما لتحصل في التوقيت السيء! ومن أكثر قواعد مورفي شهرةً:

  • إذا سارت الأمور بشكل جيد، فأنت لم تلحظ الخطأ!.
  • احتمال حدوث الخطأ يتناسب طردياً مع كمية الضرر الذي سيسببه ذلك الخطأ.
  • الشيء الذي يسقط، سيسقط في أكثر مكان يسبب الضرر.
  • كلُّ الحلول ينتج عنها مشاكل جديدة.
  • يمكنكم الاطلاع على قوانين مورفي من خلال الموقع الخاص بها.
 

قصص الحظِّ السيء

فيما يلي سنذكر لكم الشخصيات الأسوأ حظّاً على الإطلاق، أو على الأقل الأشخاص الذين نعرف أنَّهم الأسوأ حظّاً، حيث أنَّ الأحداث والمصادفات الغريبة التي تعرضوا لها جعلت منهم شخصيات عامة في الصحف والمجلات حول العالم!.

هل غرقت سفينة التايتنك نتيجة الحظ السيء؟

هناك من يعتقد أن قصة فيوليت جوزيف (Violet Jessop) من قصص الحظ الجيد! لكن هناك من يعتبرها أيضاً مصدر شؤم وسوء طالع، حيث كانت فيوليت تعمل على متن سفينة أولومبيك (Olympic) عام 1911، فتعرضت السفينة لحادثة اصطدام في العشرين من أيلول/سبتمبر من العام نفسه، لكن أحداً لم يصب بأذى كما أنَّ فيوليت بقيت بعيدة عن الأنظار ولا علاقة لوجودها بالحادث.

لكنَّها قررت أن تنتقل لتعمل في سفينة غير قابلة للغرق (Unsinkable Ship)، ولم تتوقع أنَّ تغرق سفينتها مرَّة ثانية ومن الرحلة الأولى! حيث اصطدمت سفينة التايتنك (RMS Titanic) بجبل جليدي أدَّى إلى غرقها في الخامس عشر من نيسان/أبريل عام 1912 بعد خمسة أيام من إبحارها لأول مرة!.

كما أن قائد التايتنك كان نفسه قائد أولمبيك القبطان (Edward J. Smith)! لكن فيوليت نجت من الغرق مرَّة ثانية بواسطة قارب نجاة وكان هذا حظاً جيداً، كما قررت أن تتوقف عن الإبحار حتى عادت لتعمل ممرضةً عام 1916 على متن الشقيقة الثالثة للسفن العملاقة (Britannic)، وللمرة الثالثة غرقت السفينة في البحر واضطرت فيوليت أن تلقي بنفسها في الماء.

لكنها تمكنت من النجاة لتموت أخيراً بقصور القلب عام 1971، ربما كان حظها جيداً في النجاة من الغرق لكن لا بد أنَّ حظها سيء لتشهد ثلاث كوارث بحرية من أكبر الكوارث في تاريخ الملاحة.

 

قصة رجل الصواعق

عموماً يعتبر احتمال أن يتعرض الإنسان للإصابة بصاعقة أمراً نادراً، حيث لا تتعدى فرصة إصابة الإنسان بالبرق واحد من ثلاثة آلاف (3000/1)، فما بالكَ أن يضربه البرق سبع مرات! هذا هو الرجل سيء الحظ الذي طارده البرق طيلة حياته وأصابه سبع مرات!.

كانت المرة الأولى عام 1942 عندما كان روي سوليفان (Roy Sullivan) يعمل حارساً لحديقة في الولايات المتحدة الأمريكية (Shenandoah National Park)، فأصابته الصاعقة في قدمه، فيما المرة الثانية بعد ثلاثين سنة كان سوليفان عائداً بشاحنته عام 1969 فبدأت العاصفة تشتد إلى أن أصابته الصاعقة.

كذلك عام 1973 أصابته وهو في شاحنته، وفي عام 1970 كان روي يقضي عطلته مستمتعاً في حديقة منزله، فضربته الصاعقة بكتفه وتسببت له بحروق شديدة، أما في المرَّة الرابعة لم تكن صاعقة قوية، حيث بالكاد تسببت باحتراق شعر الرجل! ثم تعرض مجدداً لصاعقة وهو يتمشى في حديقة منزله عام 1976.

أمَّا الضربة السابعة والأخيرة تعرض لها أثناء رحلة لصيد السمك عام 1977، وأدَّت إلى حروق في صدره وبطنه كما أفقدته السمع في واحدة من أذنيه.

سبع صواعق ضربت الرجل ولم تقتله، فقرر أن يقتل نفسه عام 1983 بإطلاق النار على رأسه، من يدري كم صاعقة كانت ستضربه لو أنَّه لم يقتل نفسه!.

 

قصة العطلة المشؤولة

قرر جيسون كيرنز وزوجته جيني (Jason and Jenny Cairns-Lawrence) أن يقضيا العطلة في نيويورك عام 2001، فسافر الزوجان الإنجليزيان إلى نيويورك حيث توقعا قضاء وقتٍ ممتع، لكن للأسف تعرضت المدينة لأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001، فقرر الزوجان أنَّ العطلة القادمة لا بد أن تكون في مدينة أقل عرضة للإرهاب، لذلك قررا أن يتجها إلى لندن العاصمة البريطانية.

وفي السابع من تموز/يوليو عام 2005 تعرضت لندن إلى واحدة من أسوأ الهجمات الانتحارية في أوروبا، حيث قام انتحاريون بتفجير أنفسهم في ميترو الأنفاق وفي حافلات النقل العام، ما أدى إلى سقوط 52 ضحية، وأكثر من 700 جريح.

لم تفسد التفجيرات العطلة فحسب، بل جعلت جيسون وجيني يبتعدان عن أوروبا وأميركا في عطلتهما القادمة، فقررا أن يتجها إلى الهند عام 2008، وأثناء وجودهما في مدينة مومباي في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر تعرضت المدينة لهجوم انتحاري أدى إلى سقوط 180 ضحية، هذه العطلة المشؤومة التي يحاول الزوجان الاستمتاع بها كانت تتحول إلى فيلم رعب في كل مرة، حتى أنَّ صحيفة التلغراف وضعت عنواناً مثيراً في الثاني والعشرين من كانون الأول/ديسمبر عام2008:

"الحمد لله! جيسون وجيني لن يأتيا إلى هنا Thank God! Jason & Jenny aren’t coming here".

 

إحدى طرق تطبيق قانون الجذب

هذه الطريقة التي سنذكرها لكم يتم تدريسها وتعليمها في جلسات التدريب على البرمجة اللغوية العصبية وتطوير الذات، وتعتمد الطريقة على ثلاثة عوامل أساسية، الإيمان، تحفيز العقل، التكرار، لا بد أن نذكركم أنَّنا لا ندافع عن صحة النظرية ولا نهاجمها، بل نترك لكم الحكم على الموضوع.

الإيمان وقانون الجذب

الشرط اللازم لاستخدام قانون الجذب والاستفادة منه هو الإيمان بفعاليته، أو على الأقل الوقوف على طرف الحياد منه وعدم رفضه رفضاً قاطعاً، هذا يذكرنا طبعاً بطريقة العلاج بالوهم (بلاسيبو) التي تعتمد أيضاً على الإيمان بفعالية الدواء ليكون ناجحاً في العلاج على الرغم من أنَّ الكبسولات قد تكون فارغة، عموماً سنحتاج للإيمان بإمكانية نجاحنا في اجتذاب أمرٍ ما لنتمكن من فعل ذلك.

تحفيز العقل ليبدأ بالجذب

سنعتمد على الألوان الفاقعة والتباين في الصورة لنتمكن من تحفيز العقل، إضافة إلى التخيل والمحاكاة، فإذا كنت تريد أن تجذب جهاز موبايل حديث لا بد أن تتخيل نفسك كل يوم وأنتَ تتعامل معه، علماً أنَّ أغلبنا لديه شعور أن ما نتخيله لا بد أن يفشل! لكن نحن الآن ندعوكم للتجربة والتقييم دون أن نقول أن الأمر سينجح أو أنَّه سيفشل، لأنَّنا فعلياً نعرض عليكم الفكرة ولا نحاول التسويق لها.

الرقم سبعة

يتمتع الرقم سبعة (7) بميزات كثيرة في الطقوس الدينية والموروث الشعبي، كذلك يستخدم في شؤون السحر والشعوذة، وبغض النظر عن جذر هذه الهالة المقدسة للرقم سبعة لكن استخدامه مع قانون الجذب يفترض أن يكون فعالاً.

التجربة: اجذب أمراً بسيطاً

ورقة بيضاء وقلم باللون الأحمر (تباين)، اختر أمراً عادياً للتجربة ربما سترغب في الحصول على قداحة (ولاعة) ثمينة أو ساعة جميلة، ربما ترغبين بالحصول على فستانٍ جديد، ليكن الأمر في هذه الحدود أول مرَّة، الآن؛ ستكتبون رغبتكم على الورقة بشكل واضح سبع مرات أو مضاعفات الرقم سبعة (7،14،21) ولتكن صيغة الطلب وكأنَّك تملك ما تريده حقاً؛ مثلاً:

"لدي قداحة ذهبية من ماركة Zippo حصلت عليها كهدية "

"لدي فستان أزرق في الخزانة".

ختاماً... ربما يعتبر البعض أنَّ الحظ السيء أمرٌ حقيقي ومؤثر جداً، فيما يؤمن آخرون أن العمل هو وحده ما يعطي النتائج وأنَّ الحظوظ مجرد خرافات، نحن بانتظار آراءكم وقصصكم عن الحظ السيء، كما أنَّنا ننتظر أن تخبرونا بنتائج تجربة قانون الجذب.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه