;

الارهاب، ما هو وما تعريفه؟

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
الارهاب، ما هو وما تعريفه؟

لطالما شكل الإرهاب مرادفاً للدم والعنف، بمجرد ذكر اسمه، ولطالما شكلت مواجهته هاجساً لكل دول العالم ومعها منظمة الأمم المتحدة؛ المنظمة الدولية الوحيدة التي تضم كل دول العالم، والتي سنت التشريعات ووضعت القوانين علّها تضع حداً لتمدد هذه الظاهرة.

تعريف الإرهاب

تعود كلمة إرهاب إلى الكلمة اللاتينية (Terror)، وتعني الخوف العظيم، أو الرهبة، استخدمت للمرة الأولى في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1794 للدلالة على "عقيدة أنصار الإرهاب" خلال الثورة الفرنسية (مصطلح أطلق على المسلحين المعارضين للثوار الذين استلموا السلطة في فرنسا آنذاك واستخدموا العنف في محاولة للقضاء على الثوار).

أما في اللغة الإنكليزية اُستخدم مصطلح الإرهاب للمرة الأولى في صحيفة التايمز البريطانية في الثلاثين من شهر كانون الثاني/يناير عام 1795، حيث ذُكرت في إحدى أعمدتها: "يوجد أكثر من نظام واحد للإطاحة بحريتنا، والإرهاب أصبح أكثر جرأة من أي وقت مضى".

كما عرف القاموس السياسي الفرنسي الإرهاب بأنه: (استخدام العنف من قبل بعض المنظمات السياسية للضغط على الدولة لإجبار السكان على الطاعة، أو نشر قضية، أو تعزيز أيديولوجية..).

أما موسوعة لاوس الفرنسية فقد عرفت الإرهاب على أنه: (جميع أعمال العنف التي تقوم بها منظمة بغرض خلق مناخ من انعدام الأمن، لابتزاز الحكومة في بلد ما).

وسائل الارهاب وأدواته

للإرهاب وسائل عدة لتحقيق هدف واحد، هو "إثارة الرعب لدى الرأي العام في هذا البلد أو ذاك"، عن طريق:

تنفيذ التفجيرات سواءً بعبوات ناسفة، أم بسيارات مفخخة

مثل تفجيرات لندن في السابع من شهر تموز/يوليو عام 2005، تفجيرات فرنسا عام 2015، عادة ما تودي هذه التفجيرات بحياة العديد من الأبرياء.

تنفيذ اغتيالات بحق شخصيات سياسية

مثل اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات أثناء احتفالات السادس من تشرين الأول/أكتوبر في عام 1981، واغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في الرابع عشر من شهر شباط/فبراير عام 2005.

عمليات الخطف واحتجاز الرهائن

مثل اختطاف طائرة فوق مدينة لوكريي الاسكتلندية في عام 1988، والذي اتهمت ليبيا فيه ودفعت تعويضات لاحقا لأسر الضحايا.

عمليات التخريب

مثل عمليات التخريب التي قامت بها إسرائيل في مدينة القنيطرة قبيل الانسحاب منها في عام 1974، وتدمير تنظيم الدولة الإسلامية للآثار في مدينة تدمر عام 2015.

أنواع الإرهاب

يمكن تصنيف الإرهاب حسب هوية من يقومون به ويخططون له إلى الأنواع التالية:

الإرهاب الفردي (ارهاب الأفراد)

يقوم به شخص واحد ليس له أي ارتباطات بجماعة معينة أو أتباع يحملون فكره، مثل، قيام منشق إيطالي باغتيال ملكة النمسا الملكة إليزابيت في مدينة جنيف السويسرية عام 1898.

الإرهاب المنظم (ارهاب التنظيمات)

تقوم به جماعات ومنظمات للتعبير عن عقيدة مختلفة عن عقيدة السلطة الحاكمة في هذا البلد أو ذاك، كاليسار المتطرف الذي مارس أعمال الإرهاب بفرنسا بين عامي 1960 - 1970.

الإرهاب باسم الدين

حيث تتذرع بعض الجماعات بالدين لتبرير ارتكابها أعمالاً إرهابية ضد المدنيين الذين لا ينتمون لهذا الدين، مثل جماعة بوكو حرام النيجيرية التي ترتكب مجازراً إجرامية ضد المسلمين هناك، وهنا ننوه بمقولة" الإرهاب لا دين له، فهؤلاء مدعين، وينفذوه ويمارسون الارهاب باسم الدين والدين براء منهم.

إرهاب الدولة

ذلك عندما تقوم دولة معينة بالتخطيط لأنشطة إرهابية أو تنفيذها، مثل تفجير غرينبس رينبو واريور الذي نفذه جهاز المخابرات الفرنسي في نيوزيلندا في عام 1984، والاغتيالات التي ترتكبها اسرائيل بحق عناصر من الفصائل الفلسطينية.

الحرب على الإرهاب

أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب على الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001، التي استهدفت مبنى البنتاغون وبرجي منظمة التجارة العالمية، وبعد تحميل حركة طالبان المسؤولية عن هذه الأحداث، شنت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها حرباً على أفغانستان في عام 2001 تحت اسم "مكافحة الإرهاب"، فاحتلت أفغانستان وأسقطت حكم طالبان، لكنها لم تتمكن من القضاء على هذا التنظيم الذي استقر في الجبال وأصبح يُعرف باسم تنظيم القاعدة.

الأمم المتحدة ومكافحة الإرهاب

أقرت الأمم المتحدة من خلال جمعيتها العامة التي تضم في عضويتها كل دول العالم، العديد من الاتفاقيات لمكافحة الإرهاب، من أبرزها:

الاتفاقية الدولية لقمع الهجمات الإرهابية بالقنابل

اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس عشر من شهر كانون الأول/ديسمبر عام 1997، أهم ما تضمنته هذه الاتفاقية، ضرورة أن تتبنى الدول في تشريعاتها الداخلية نص الاتفاقية، المتضمن تجريم هذا النوع من الهجمات ومعاقبة مرتكبيها، مثل الولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبحت تدرج قائمة من المنظمات والأفراد الإرهابيين وتطالب بملاحقتهم

الاتفاقية الدولية لقمع تمويل الإرهاب

اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1999، من أبرز ما تضمنته تجريم تمويل الإرهاب، ولكن هذه الاتفاقية لم تطبق، حيث ما يزال الأمر مرهون بالسياسة وقدرة الدولة أو الفئات التي تحمي هذه المنظمات على الإفلات من العقاب.

الاتفاقية الدولية لقمع أعمال الإرهاب النووي

في عام 2005، وتتضمن إدانة كل من يمتلك وسائل مشعة ويستخدمها ضد البشر أو ضد الممتلكات العامة أو الخاصة حيث لم تتم محاسبة أحد بهذه الجريمة

بدوره ساهم مجلس الأمن في مكافحة الإرهاب من خلال وسم بعض الجماعات المسلحة بالإرهابية، وبالتالي الطلب من الدول الأعضاء إدراجها على قائمتها الإرهابية، وعدم التعامل معها، من هذه المنظمات: (تنظيم القاعدة، تنظيم الدولة الإسلامية، جبهة النصرة، حركة أنصار الشريعة الليبية)، كما أصدر المجلس مجموعة من القرارات المهمة حول مكافحة الإرهاب منها:

  • القرار 1377، الصادر في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2001، أكد في ديباجته أن أعمال الإرهاب تشكل واحداً من أخطر مهددات السلم والأمن الدوليين في القرن الحادي والعشرين، وهي تهديد لكل الدول وللإنسانية جمعاء، كما أكد القرار أهمية المنهج الشامل والصامد الذي ينطوي على الإسهام الإيجابي، والتعاون الشامل وفق الميثاق والقانون الدولي، صدر هذا القرار على خلفية أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية.
  • القرار 2170، الصادر في الخامس عشر من شهر آب/أغسطس عام 2014، دعا فيه الدول للامتناع عن دعم وتمويل وتسليح إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف بـ "داعش" وجبهة النصرة.

القائمة الأوروبية للمنظمات الإرهابية

صنّف الاتحاد الأوروبي الإرهابيين كمنظمات وأشخاص في لائحة أحدثها عام 2015، ومن أبرز المنظمات الإرهابية (منظمة أبو نضال الفلسطينية، الجمعية الإسلامية المصرية، حركة حماس الفلسطينية، حزب الله اللبناني، جبهة النصرة، والدولة الإسلامية المعروفة اختصاراً بـ "داعش").

معايير الاتحاد الأوروبي لإدراج الأشخاص والمنظمات في لائحة الإرهاب

يتم إدراج منظمة أو شخص ما ضمن لائحة الإرهاب على أساس موقف مشترك متخذ من قبل كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، يستند هذا الموقف لمعلومات دقيقة تضعها السلطة القضائية، من خلال التحقيق في أي عمل إرهابي أو الشروع في ارتكابه أو تسهيل مثل هذا الفعل وإدانة الفاعلين، كما يدرج الاتحاد الأوروبي إضافةً لهؤلاء؛ كل الأشخاص والجماعات والكيانات التي حددها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بأنهم على صلة بالإرهاب ويمكن إدراج عقوبات ضدهم.

القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية

وضعت وزارة الخارجية الأمريكية قائمة بالمنظمات الإرهابية، وهي المنظمات التي تشكل تهديداً للأمن القومي للولايات المتحدة الأمريكية، يترتب على هذا التصنيف "أنه لا يجوز لأي شخص في الولايات المتحدة الأمريكية تقديم أي دعم لأي من هذه المنظمات"، سواء مادي أو لوجستي (كتقديم ممتلكات، أماكن اختباء، سكن، تدريب... إلخ)، ومن المنظمات التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية إرهابية نذكر: (منظمة أبو نضال الفلسطينية، منظمة أبو سياف الفلبينية، منظمة أوم شينريكيو، الجماعة الإسلامية المصرية، حماس، حزب العمال الكردستاني، حزب الله اللبناني، نمور التاميل السريلانكية، الدولة الإسلامية، جبهة النصرة وغيرها).

في الختام.. على الرغم من إجماع العالم على خطورة الإرهاب على البشرية جمعاء، إلى أنه لا يوجد حتى الآن تعريف موحد معتمد للإرهاب، فكل دولة تنظر للإرهاب بمنظور خاص يختلف عن غيرها، فما تعتبره الولايات المتحدة الأمريكية منظمة إرهابية قد لا تعتبره دولة أخرى كذلك، على سبيل المثال تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية حزب الله اللبناني منظمة إرهابية فيما يعتبره اللبنانيون حركة مقاومة وطنية ضد إسرائيل.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه