;

أغرب المصادفات من العالم

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
أغرب المصادفات من العالم

الصدفة؛ دائماً ما تشكل جزءاً كبيراً من حياتنا وتجاربنا، كما أنَّ الناس تختلف فيما بينها بطريقة فهمها للمصادفات التي تحصل من حولها، فالبعض يعتقد أن الصدفة مجرد وهم أي أن الأمور مرتبة بدقة بحيث لا يكون هناك مجال للصدفة، والبعض الآخر يعتقد أنَّنا نميز الأحداث المؤثرة فنقول أنَّها مصادفة سعيدة أو سيئة بينما طريقة الحياة كلِّها تعتمد على سلسلة من الأحداث غير المنتظمة وغير المتوقعة بالنسبة لنا على الأقل، فيما قد يقول البعض أن الصدفة هي أمر لم نشارك نحن بالتخطيط له ولذلك نعتبره أنَّه غير مخططٍ له! بالتالي ما نفعله نحن بشكل منظم ومخطط قد يشكل مصادفة لآخرين.

هل تنبأ إدغار بو بالمستقبل أم أنَّها مجرد صدفة؟!

عام 1838 نشر الكاتب إدغار آلان بو (Edgar Allan Poe) روايته المكتملة الوحيدة، وكانت تنتمي إلى فئة روايات الرعب حيث تروي قصة أربعة ناجين من سفينة غارقة يقضون بضعة أيام على متن قارب نجاة في عرض البحر، يحاول الناجون الحفاظ على حياتهم بشتَّى الوسائل فيحصلون على سلحفاةٍ بحرية يجردونها من قوقعتها ثم يأكلونها، ويبدأ الرعب الحقيقي في الرواية عندما يقرر الناجون أنَّه لا بد من التضحية بواحدٍ منهم للحفاظ على حياة الباقين فيقع الاختيار على ريتشارد باركر البالغ من العمر 17 سنة، فيقوم الناجون الثلاث بقتله والتهام لحمه، ثم يتم إنقاذهم بعد أيام قليلة.

بعد مرور سنوات طويلة على نشر رواية إدغار بو، وتحديداً عام 1884 اتجهت سفينة تدعى (Mignonette) من إنجلترا في طريقها إلى أستراليا، وكانت السفينة فعلياً تحمل نفس الاسم في رواية إدغار بو، كما أن السفينة غرقت في البحر ونجا منها أربعة فقط بواسطة زورق نجاة، ثم ظلّوا في عرض البحر أياماً عدَّة ليقرروا أخيراً قتل واحدٍ منهم والتهامه للبقاء على قيد الحياة، ولم تتوقف هذه المصادفة عند هذا الحد بل وصلت غرابة الأمر إلى أن يكون الضحية شاب يبلغ من العمر سبع عشرة سنة واسمه ريتشارد باركر! فهل تنبأ إدغار بو بالحادثة أم أنَّها مجرد مصادفة عادية؟!.

سفينة التيتانك غارقة قبل غرقها بأعوام!

عام 1898 كتب الروائي مورغان روبرتسون (Morgan Robertson) رواية بعنوان (عبث Futility) وعرفت أيضاً باسم (حطام سفينة تيتان The Wreck of The Titan)، وكانت الرواية تتحدث عن سفينة عملاقة ادَّعى صناعها أنَّها غير قابلة للغرق، لكن السفينة المسماة في الكتاب تيتان (Titan) غرقت في رحلتها الأولى بعد أن اصطدمت بجبلٍ جليدي، بعد كتابة القصة بحوالي 14 سنة أبحرت سفينة التيتانيك المشهورة (Titanic) في رحلتها الأولى وقد تم التسويق لها باعتبارها غير قابلة للغرق، لكن ما حصل أنَّها اصطدمت بجبلٍ جليدي وغرقت في الخامس عشر من نيسان/أبريل عام 1914 وهو نفس الشهر المذكور في الرواية.

فيوليت جوزيف أغرقت ثلاث سفن!

كما أنَّ هناك صدفة أخرى متعلقة بسفينة التيتانك؛ هي قصة فيوليت جوزيف (Violet Jessop) التي أبحرت أول مرَّة عام 1911 للعمل على متن سفينة عملاقة (Olympic)، لكن السفينة غرقت دون أن يكون هناك ضحايا، وفي عام 1914 ذهبت فيوليت للعمل على متن سفينة التيتانك العملاقة التي غرقت بعد خمسة أيام من إبحارها فكانت فيوليت من بين الناجين، والمصادفة الأغرب أن قبطان السفينة الكابتن إدوارد سميث (Edward J. Smith) كان هو ذاته قبطان أولمبيك التي غرقت في المرَّة الأولى، على العموم قررت فيوليت العودة للعمل بعد ثلاثة أعوام على متن سفينة عملاقة أخرى تدعى بريتانيك (Britannic)، ومن المؤسف أن السفينة أيضاً غرقت في البحر وكانت فيوليت من الناجين مجدداّ!.

بحث عن ابنته سنوات طويلة وهي خلفه تماماً!

فقد مايكل ديك (Michael Dick) ابنته ليزا وانقطع الاتصال بينهما لمدَّة عشر سنوات، ثم قرر أن يبحث عنها في جميع أنحاء بريطانيا، فاتفق مع صحيفة محلية أن ينشر عن طريقهم إعلاناً بخصوص ابنته ربما تراه هي أو أحد معارفها، وقامت الصحيفة بالتقاط صورة لميشيل وابنتيه في أحد شوارع لندن ليتم نشرها مع الإعلان، لكن المصادفة كانت أنَّ ليزا ظهرت في خلفية الصورة حيث كانت تمشي في نفس الشارع الذي التقطت الصورة فيه.

الرجل الذي ينقذ الأطفال المتساقطين من النوافذ

كان جوزيف (Joseph Figlock) عامل نظافة في ديترويت ولاية متشجن الأمريكية (Detroit, Michigan)، وفي يوم من الأيام بينما كان يؤدي عمله سقط عليه طفل صغير من نافذة الطابق الرابع، دون أن يبذل جوزيف مجهوداً لإنقاذ الطفل كان يكفي أن يسقط على رأسه لينجو من الموت وكان ذلك عام 1937، وبعد عام واحد من الحادثة سقط طفلٌ آخر فوق رأس جوزيف في نفس الشارع ونجا الاثنان من الحادث، فيما أشارت بعض المصادر أنَّ الطفل الذي سقط كان الطفل ذاته في المرتين!.

نفس التفاصيل اجتمعت لتقتل الأخوين!

هي واحدة من القصص الغريبة التي لا يمكن التأكد من حقيقتها إلا عن طريق المراجع المتوفرة، تقول القصة أنَّ (Neville Ebbin) لقي حتفه بعد أن صدمته سيارة أجرة بينما كان يقطع الشارع بواسطة دراجته الهوائية، وبعد عامٍ واحد من الحادثة تعرض شقيقه (Erskine) لحادث سيارة بنفس الطريقة أدَّى إلى وفاته، حيث صدمته سيارة أجرة في نفس المكان، لكن المصادفة أن السيارة كانت هي ذاتها وكذلك سائقها بل حتى الزبون الذي كان في السيارة هو ذاته، وكان الشقيق الثاني يركب الدراجة نفسها ويعبر الشارع نفسه!.

هل يمكن أن نجد تفسيراً منطقياً لمثل هذه الأحداث؟!

من البديهي أن يكون هناك الكثير من التشكيك في هذه الأحداث أو في بعضها على الأقل، وهذا ما فكرنا به أثناء إعداد هذه المادة، كما أنَّنا لم نذكر كل المصادفات الغريبة المنتشرة على شبكة الإنترنت لأنَّنا تمكنَّا من تعقب مصادر بعضها فوجدناها مجرد قصص للتسلية، أما ما ذكرناه فهي قصص تتمتع بإجماع كبير ولا يوجد ما يثبت أنَّها غير حقيقية.

بالترتيب؛ القصة المتعلقة بالتطابق بين رواية إدغار بو وقصة السفينة والتهام أحد الناجين، كذلك رواية مورغان روبرتسون والتيتانك هي قصصٌ حقيقية! فعلياً كتب هؤلاء الكتَّاب قصصهم قبل أن تتحول إلى أحداث حقيقية بفترة طويلة، يمكن أن نعتبر أنَّهم تنبأوا بهذه الأحداث ضمن إشراق إلهامهم، ويمكن أن تكون مجرد مصادفات بحتة.

لكن ما يلفت انتباهنا أنَّ مورغان نفى تنبأه بغرق التيتانك واعتبر أنَّه كتب عن أمور منطقية من الممكن أن تحصل لأنَّه "يعرف تماماً ما يقوم بكتابته"، كذلك قصَّة العاملة على السفن الغارقة فيوليت لا يمكن أن نعتبرها غير قابلة للتصديق فهي كانت في مكانها الطبيعي على ظهر سفينة عملاقة لأنَّ هذا هو عملها، ومن الممكن أن ينجو المرء من الحوادث مراراً... هذا ممكن.

وإذا عدنا إلى قصة الرجل الذي أضاع ابنته وظهرت خلفه في الصورة كذلك هو أمر ممكن، ربما تكون أكثر القصص غرابة فيما ذكرناه قصة الأخوين الذين دهستهما نفس السيارة بنفس السائق ونفس الزبون في السيارة في ذات الشارع وكانا يستقلان ذات الدراجة، على الرغم أنَّنا لم نجد ما يقطع الشك من مراجع لهذه القصة لك��ها تتمتع بثقة كبيرة في تداولها عبر المواقع والصحف.

مصادفات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر

من بين القصص الكثيرة التي تنشأ مع الأحداث الكبيرة سنجد أن انهيار برجي نيويورك في الحادي عشر من أيلول/سبتمبر أفرز معه العديد من القصص، لكننا وجدنا مقالاً تم نشره عبر موقع (Snopes) يسلط الضوء على حقيقة بعض هذه المصادفات، مثلاً؛ يوسف رمزي هو منفذ الهجوم الانتحاري في نيويورك، وقد قيل أنَّه أمرٌ غريب أن يكون اسمه مكوناً من 11 حرف (Ramsin Yuseb) متقاطعاً مع التاريخ (11)، لكن عند التدقيق سنجد أن هناك عدة طرق لكتابة اسمه بالحروف اللاتينية بعد نقله من العربية، كما أنَّ اسمه بالعربية يتكون من ثمانية حروف ما يجعل منها مصادفة سخيفة، فضلاً عن كون اسمه الحقيقي عبد الباسط كريم!.

القصد من ذلك هو ما قاله ابن خلدون في ميل الإنسان إلى التشويه والتعديل في الحقائق والمعلومات، وذلك رغبة منه في موائمة بعض الأمور مع ما يرغب بأن تكون عليه، لذلك يعتقد أن الكثير من المصادفات التي نسمع عنها قد تعرضت لبعض التعديلات التي جعلت منها مصادفات عجيبة، كقصة الرجل الذي سقط عليه الطفل نفسه فهي غالباً تعرضت لبعض التعديلات لتبدو شديدة الغرابة، وإذا عدنا إلى قصة سيارة الأجرة التي دهست الشقيقين سنجد أن الحادثة وقعت في برمودا عام 1964 مع وجود عددٍ قليل من سيارات الأجرة في البلدة، كما أنَّه من الطبيعي أن يرث شابٌ في السابعة عشرة من عمره دراجة أخيه الهوائية، لكن الإضافات التي يجب التأكد منها هي وجود نفس الزبون مثلاً أو أنَ موقع الحادث كان هو ذاته...إلخ.

ختاماً... ولد مارك توين عام 1835 في يوم ظهر فيه مذنب في السماء، وقال فيما بعد أنَّه سيموت في موعد ظهور ذاك المذنب مرةً ثانية، فتوفي في يوم ظهور المذنب عام 1910، هذه المصادفات ممكنة ولا تعبِّر عن ظواهر خارقة للطبيعة، لكن يجب أن ننتبه إلى أنَّ الإنسان يميل إلى البحث عن التقاطعات بين الأحداث والأرقام، ما يجعله يبني بعض القصص على تحليل قد لا يكون دقيقاً بما يكفي، شاركونا آراءكم.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه