;

لا أحد يعرف سرها وعدد قليل زارها: قلعة الجنيات الغامضة بأذربيجان

  • تاريخ النشر: الإثنين، 21 يونيو 2021
لا أحد يعرف سرها وعدد قليل زارها: قلعة الجنيات الغامضة بأذربيجان

كثير من الأماكن الأثرية حول العالم يحيط بها الألغاز أو تطاردها الأساطير، مثل هذه القلعة التي تقع عند سفوح جبال القوقاز في شمال غرب أذربيجان والتي هي واحدة من أكثر الألغاز الأثرية إثارة للإعجاب حول العالم، القلعة المنحوتة في جرف صخري ولا يزال الهيكل المنحوت والذي يبلغ عمره قروناً لغزاً لا يعرفه أحد تقريباً.

قلعة الجنيات الغامضة

فكرة أن مكاناً رائعاً مثل باريغالا والتي تُعني حرفياً  باللغة الأذربيجانية "قلعة الجنيات"، هو أحد الكنوز الأثرية الأقل شهرة في أذربيجان تحير العقل، لكن يتعلق ذلك بصناعة السياحة التي لا تزال متراجعة في البلاد وصعوبة أنك بحاجة إلى الخروج عن الطريق الممهد للوصول إلى باريغالا.

شارك في صعوبة الوصول إلى القلعة، أن الوصول لها يتطلب سيارة ذات دفع رباعي للتنقل في المسارات الضيقة المؤدية إليها، ثم تسلق منحدر زلق للغاية إلى منحدر شديد الانحدار ومغطى بأوراق الشجر وغابات منحدرة التل، للوصول إلى الجرف المحفور، بالتأكيد ليس الجميع قادراً على القيام بكل هذه الأمور للوصول إلى القلعة.

تتكون قلعة الجنيات الغامضة في أذربيجان من واجهة من الحجر الجيري تسد مدخل القلعة أو الكهف المكون من ثلاث غرف، هذا وفقاً لمصادر المعلومات القليلة المتاحة عن القلعة، لأن قلة قليلة من الناس تجرأوا بالفعل على الصعود لاستكشاف المكان بأنفسهم. [1]

آخر شخص زار قلعة الجنيات

وفقًا لمقال نُشر في عام 2005 في أذربيجان الدولية، كان آخر شخص معروف تسلق الجدار الصخري الذي يصل إلى باريغالا، هو رجلاً محلياً باسم محمد دارودوف، لم يفعل ذلك أحد منذ ذلك الحين، على الرغم من جهود البعض لجعل التسلق أقل صعوبة إلى حد ما من خلال إقامة سلم مؤقت ووضع جذع شجرة رفيع في القاعدة لتسهيل الوصول إليه.

ما سبب بناء قلعة الجنيات؟

الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتفق عليه الجميع هو أنه لا أحد يعرف حقاً مَنْ أو لماذا قاموا ببناء هذه القلعة، لكن التفسير الأكثر شيوعاً هو الأسطورة التي ألهمت اسم المكان، قلعة الجنية والتي يعود تاريخها إلى أيام الفاتح المغولي جنكيز خان وتتحدث الحكاية الشعبية عن حاكم محلي اختاره جنكيز خان ابنته لتصبح إحدى زوجاته وعندما سألها عما إذا كانت تعرف فتاة أجمل منها، أخبرت الفتاة الزعيم المغولي عن أختها باري.

عند سماع أن جنكيز خان ذلك، كان قادماً لضم باري إلى حريمه، فطلبت باري من عمال محليين بناء قلعة لها على منحدر مرتفع، حيث لا يتمكن المغول من الوصول إليها واختبأت هناك ولكن مع تخييم الجيش المغولي عند سفح الجرف وقرب أسرهم لها، قفزت باري من القلعة ولقت حتفها، لا أحد يستطيع تأكيد القصة بنسبة 100%، لكنها للأسف المعلومات الوحيدة المتاحة حول تاريخ باريغالا، هناك شيء واحد مؤكد، أياً مَنْ كان قد بنى القلعة فهو أراد الخصوصية والأمان.

حتى اليوم، مع توفر جميع معدات تسلق الجبال، يعد الوصول إلى قلعة الجنيات مهمة شاقة لأي شخص، حتى لو أن جيش المغول حاول أن يحتل هذا المكان فبالتأكيد سيكون قد واجه صعوبة، لأن الصعود الحاد وحده سيشكل تحدياً كبيراً، ناهيك عن المدافعين أعلاه القادرين على القضاء على أي شخص يقترب ولكن ما إذا كان هذا المكان قد تم فيه الدفاع عن أي شخص أو احتلاله يظل لغزاً. [1]

تكوين بناء قلعة الجنيات

تقع قلعة الجنيات في الجزء العلوي من درج مغلق مبني من طوب الحجر الجيري الخام والمثبت مع ملاط ​​(مادة بناء تستخدم لربط الطوب أو الحجر ولملء الفراغات بينها) قوي للغاية يلتصق بالجبل نفسه.

يبدو أن الجزء العلوي من الدرج قد انهار، مما يجعل الوصول إلى القلعة أكثر خطورة من ذي قبل، وفقاً للصحفي روني غالاغر، فإن تجاوز هذه النقطة ليس لأصحاب القلوب الضعيفة لأنه يتطلب مهارات خفة في الحركة وتسلق الجبال.

وفقاً لما قاله محمد دارودوف، أحد الأشخاص القلائل الذين رأوا ما يوجد بداخل قلعة الجنيات في العقود القليلة الماضية، فإن المكان يتكون من ثلاث غرف، لكل منها نوافذ خاصة بها ومتصلة بالقلعة الرئيسية بواسطة ممرات مسورة وهي عبارة عن مبنى ثانٍ مع غرفتين إضافيتين.

بالنظر إلى أن باريغالا تشير التقديرات إلى أنها تعود إلى الفترة القوقازية الألبانية (بين القرنين الرابع والثامن)، لذلك بالنظر إلى استمرار وجودها مع مرور كل هذا الوقت يعتبر هذا شيء مثير للدهشة وحتى غياب التفاصيل عن القصة ورائها يزيد من سحرها. [1]