;

حديث الطاعون

  • تاريخ النشر: الجمعة، 10 يوليو 2020
حديث الطاعون

يُنبئنا حديث الطاعون عن مبادئ الحجر الصحي قبل 14 قرناً التي ما تزال تُطبق حتى اليوم  في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد ومرض الطاعون في الصين. سنتعرف في هذه المقالة إلى معاني حديث الطاعون وأحاديث شريفة عن الوقاية من الأمراض.

مرض الطاعون:

يعتبر مرض الطاعون The Plague من أكثر الأمراض فتكاً في تاريخ البشرية ويأتي في المرتبة الثانية بعد مرض الجدري تنتج عن تكاثر بكتيريا Yersinia Pestis داخل جسم العديد من الثدييات الصغيرة بما في ذلك الجرذان والفئران والسنجاب وكلاب البراري لتنتقل بعدها إلى البشر، ويتخذ مرض الطاعون أشكالاً وأنواعاً أشهرها الطاعون الدملي إذ تنتفخ العقد اللمفاوية بشكل كبير في الفخذ والإبط أو الرقبة مما يتحول لون الجلد إلى اللون الأسود ومن أعراضه القيء والغيثان والحمى، وإذا لم يتعالج يتحول إلى الطاعون الرئوي أخطر الأنواع حيث تنتقل البكتيريا إلى الرئتين ويكون معدياً من شخص إلى آخر عبر استنشاق الهواء الملوث بالبكتيريا وسعال الشخص المصاب.

حدثت 3 أوبئة معروفة قبل اكتشاف سبب الطاعون أولهم هو طاعون جستنيان الذي بدأ في عام 542م حيث قتل أكثر من 100مليون شخص آنذاك، وحدث وباء الطاعون أيضاً في عام 1334 في الصين وانتشر على طول الطرق التجارية إلى أوروبا حيث قتل ما يقارب نحو 25 مليون شخص كما تفشى مرض الطاعون في لندن بين عامي 1665 و1666 الذي حصد ما يقارب 70ألف شخص. تعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين والهند وفيتنام ومنغوليا من الدول التي أكدت حالات الإصابة بالطاعون البشري في السنوات الأخيرة ويتم علاجه في هذه الأيام بالمضادات الحيوية.

الطاعون في عهد الرسول محمد:

أول وباء الطاعون واجهه المسلمون كانت طاعون عمواس الذي اندلع في عام 639م بعد 7 سنوات من وفاة الرسول محمد-صلى الله عليه وسلم- وانتشر في بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية حدث أثناء الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام بقيادة أبو عبيدة بن الجراح في زمن الخليفة عمر بن الخطاب الذي بدوره منع الجيوش الإسلامية من دخول الشام تطبيقاً لأوامر الرسول محمد بعدم دخول الأرض المنكوبة التي انتشر فيها الوباء مما أصبحت فيما بعد قاعدة الحجر الصحي يطبق في كل دول العالم.

حديث الطاعون:

جاء في حديث الطاعون بما رواه الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قلت: قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تفنى أمتي إلا بطالعن والطاعون، قلت: يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال : غدة كغدة البعير، المقيم بها كالشهيد، والفار منها كالفار من الزحف)، ويوضح هذا حديث الطاعون بمنع الشخص المقيم في أرض الوباء أن يخرج منها حتى وإن كان غير مصاب حيث إنه يكون حاملاً للمرض بدون أن تظهر عليه أعراض وهذا بدوره يمنع من تفشي المرض في أنحاء العالم تنفيذاً لما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: في حديث الطاعون "إذا سمعتم بالطاعون في بلد فلا تدخولها، وإن كنتم فيها فلا تخرجوا منها"

حديث عن الأمراض في آخر الزمان:

 قال النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا"

حديث شريف عن الوقاية من الأمراض:

أمر الإسلام بالبعد عن مسببات الأمراض وعدم مخالطة المصابين وكذلك اهتمام بالنظافة الشخصية لما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:  "من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره" واهتمام بنظام الغذاء حيث قال: "ما ملأ ابن آدم وعاء شرًّا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا بد فاعلاً فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، و قال رسول الله "غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا ينزل عليه الوباء"

ما تزال جميع الدول تطبق ما جاء في حديث الطاعون أن لا يغادر الشخص البلاد المنكوبة حتى وإن كان سليماً وعدم مخالطة الأشخاص في ظل تفشي الأوبئة.

المصادر:

[1] مقال "الطاعون" منشور من قبل على National geographic.

[2] مقال "الموت الأسود وصعود العثمانيين" منشور من قبل على Canbridge Core.

[3] مقال "حديث الطاعون" منشور من قبل على اسلام ويب.