;

آخر من مات من الصحابة

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 04 أغسطس 2020 آخر تحديث: الأحد، 29 يناير 2023

يُقصد بالصحابة هم أولئك الذين آمنوا بالرسول عليه الصلاة والسلام وصحبوه في حياته بالإضافة إلى أنهم حملة رسالة الإسلام الأولين وآخر من مات من الصحابة ظل محافظاً على دينه ودعوة الناس إليه كما لهم مواقف تبث شجاعتهم وتمسكهم بمبادئهم. سنتعرف في هذه المقالة إلى من هو آخر من مات من الصحابة.

آخر من مات من الصحابة:

أجمع العلماء على أن الصحابي أبو الطفيل بن واثلة الكناني هو آخر من مات من الصحابة الذين رأوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أبو الطفيل سيداً من سادات قومه وكان يتمتع بالفصاحة والحكمة وولد في السنة الثالثة للهجرة فأدرك من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- 8 سنين ذلك حيث روى يزيد بن هارون، قال: أخبرني الجُرَيْرِي عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: ما بقي أحد رأى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم غيري، قال: قلت ورأيتَه؟ قال: نعم. قلت: فكيف كانت صِفَتُه؟ قال: كان أبيض مليحًا مُقَصّدًا. كان أبو الطفيل يسكن الكوفة في زمن علي بن ابي طالب فلما مات الإمام علي انتقل أبو الطفيل إلى مكة المكرمة فاستقر فيها حتى وفاته في عام 110 هجري ويعد كذلك الصحابي الذي انطوى بموته لقب الصحبة. كان أبو الطفيل الكناني شاعراً محسناً ومن شعره في مناصرة الخليفة علي بن أبي طالب بمعركة صفيين:

حامت كنانة في حربها             وحامت تميم وحامت أسد

وحامت هوازن يوم اللقا           فما خام منا ومنهم أحد

لقينا قبائل أنسابهم                   إلى حضرموت وأهل الجند

لقينا الفوارس يوم الخميس        والعيد والسبت ثم الأحد

وأمدادهم خلف آذانهم              وليس لنا من سوانا مدد

فلما تنادوا بآبائهم                    دعونا معدا ونعم المعد

فظلنا نفلق هاماتهم                  ولم نك فيها ببيض البلد

ونعم الفوارس يوم اللقاء          فقل في عديد وقل في عدد

وقل في طعان كفرغ الدلاء       وضرب عظيم كنار الوقد

ولكن عَصَفنَا بهم عصفة           وفي الحرب يمن وفيها نكد

طحنا الفوارس وسط العجاج     وسقنا الزعانف سوق النقد

وقلنا علي لنا والد               ونحن له طاعة كالولد

آخر من مات من الصحابة في مكة:

كان الصحابي أبو الطفيل الكناني آخر من مات من الصحابة في مكة المكرمة سنة 110 للهجرة كما ذُكر بأن آخر من مات من الصحابة في مكة قبله كان الصحابي أنس بن مالك سنة 93 للهجرة. ولد أنس بن مالك خادم الرسول -صلى الله عليه وسلم- قبل الهجرة بعشر سنوات وكنيته أبو حمزة، وتربى أنس بن مالك على يد الرسول- عليه الصلاوات والسلام- تربية خاصة منذ أن بلغ من العمر 10 سنوات حيث روى عن أخلاق الرسول معه منذ صغره؛ روى الترمذي بسنده عن أنس رضي الله عنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أفٍّ قَطُّ، وما قال لشيء صنعته لِمَ صنعته، ولا لشيء تركته لِمَ تركته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خُلُقًا، ولا مسست خزًّا قطُّ ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكًا قطُّ ولا عطرًا كان أطيب من عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم".

آخر من مات من الصحابة في المدينة المنورة:

أجمع العلماء على أن الصحابي سهل بن سعد بن مالك كنيته أبو العباس هو آخر من مات من الصحابة في المدينة المنورة كما أنه من الصحابة رضوان الله عليهم الذين غير الرسول -صلى الله عليه وسلم- أسمائهم لقبحها حيث إن سهلا كان اسمه حزن فغيره الرسول عليه الصلاة والسلام إلى سهل، يُذكر أن سعل بن سعد عاش حياة طويلة حتى أدرك زمن الحجاج بن يوسف الثقفي إذ سأله الحجاج ما منعك أن تنصر الخليفة عثمان بن عفان، فقال له سهل لقد فعلت فرد عليه الحجاج وقال كذبت وختم في عنقه إذلالاً له حتى لا يستمتع له أحدٌ مما سيرويه من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، ومن جملة ما رواه عن الرسول إذ قال: " يا رسولَ اللَّهِ دلَّني على عَملٍ إذا أَنا عَمِلْتُهُ أحبَّني اللَّهُ وأحبَّني النَّاسُ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ازهَد في الدُّنيا يحبَّكَ اللَّهُ وازهد فيما في أيدي النَّاسِ يحبُّوكَ".، وتوفي سهل بن سعد في المدينة سنة 91 للهجرة وكان يبلغ من العمر 100 سنة وبذلك فهو آخر من مات من الصحابة في المدينة المنورة.

آخر من مات من الصحابة في الطائف:

أجمع العلماء على ان الصحابة عبدالله بن عباس ابن عم الرسول -صلى الله عليه وسلم- آخر من مات من الصحابة في الطائف وتشير كتب التاريخ إلى أن عبدالله بن العباس كان يسكن مكة المكرمة إلى أن أخرجه ابن الزبير منها لعدم مبايعته فسكن الطائف حتى مات فيها سنة 68 للهجرة، ويعد عبدالله بن عباس أحد الرواة لأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام حيث روى عنه 1660 حديثاً كما كان مستشاراً لعمر بن الخطاب في خلافته على الرغم من حداثة سنه وكان يُلقب بفتى الكهول وشهد ابن عباس فتح إفريقيا وتولى إمامة الحج في عهد الخليفة عثمان بن عفان بالإضافة إلى أنه شهد موقعة الجمل مع علي بن أبي طالب. نصح عبدالله بن عباس الحسين بعدم خروج إلى الكوفة لأخذ البيعة من يزيد بن أبي سفيان،  وبعد وفاة الحسين اعتزل ابن عباس الناس مع الإمام محمد بن الحنفية ولم يبابع عبدالله بن الزبير ولا مروان بن الحكم فخرج إلى الطائف وسكن فيها حتى مماته في عام 68 للهجرة وكان يبلغ من العمر 71 سنة.

آخر من مات من الصحابة في الشام:

يعد الصحابي عبدالله بن بسر المازني آخر من مات من الصحابة في الشام وكان يُلقب ببركة الشام وقد تنبأ له الرسول -صلى الله عليه وسلم- طول العمر؛ حدثنا الحسن بن أيوب الحضرمي قال: أراني عبد الله بن بسر شامة في قرنه، فوضعت أصبعي عليها، فقال: وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصبعه عليها ، ثم قال: لتبلغن قرناً. توفي عبدالله بن بسر المازني سنة 88 للهجر وهو آخر من مات من الصحابة في الشام وكان يبلغ من العمر 100 سنة.

دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- لبعض أصحابه بطول العمر في طاعة الله فكانوا هم آخر من مات من الصحابة إما في مكة أو المدينة المنورة أو في الطائف والشام، وقد أجمع العلماء بأن الصحابي أبو الطفيل الكناني هو آخر من مات من الصحابة الكرام جميعهم.

المصادر:

[1] مقال "أنس بن مالك" منشور من قبل على إسلام ويب.

[2] مقال "سهل بن سعد" منشور من قبل على Wiki Wand.

[3] مقال "عبدالله بن بسر" منشور من قبل على إسلام ويب.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه