;

المفعول المطلق ونائب المفعول المطلق

  • بواسطة: بابونج تاريخ النشر: الأحد، 24 نوفمبر 2019 آخر تحديث: الأحد، 06 فبراير 2022
المفعول المطلق ونائب المفعول المطلق

المفعول المطلق واحدٌ من أبرز الأسماء المنصوبة وأكثرها استخداماً، فهل ما زلتم تذكرون قواعد المفعول المطلق؟

سنذكِّركم تذكيراً عندما تقرؤون هذه المادَّة قراءةً، فقد أعددنا لكم توضيحاً لأحكام المفعول المطلق وحالات ورود عامله وحذفه إعداداً نرجو أن يكون مفيداً.

ما هو المفعول المطلق؟ وما هي وظيفته؟

المفعول المطلق اسم منصوب من لفظ الفعل ويكون مصدره، وهو ليس خبراً ولا حال، حيث يسمى بالمطلق لأنه مطلقٌ من القيود بخلاف المفعولات المقيدة بأحرف (المفعول به، معه، فيه، له).

ويستخدم المفعول المطلق في الجملة لأحد الأغراض التالية:

  1. يأتي المفعول المطلق مؤكداً لعامله، كقولنا: مشيت إلى البيت مشياً، قرأت الصحيفة قراءةً.
  2. كما يأتي المفعول المطلق مبيِّناً للعدد، كقولنا: ضربته ضربتين، قلت له قولين، كتبت كتابتين.
  3. ومن أنواع المفعول المطلق أن يكون مبيِّناً للنوع، كقولنا: سرتُ سيراً حسناً، قاتل خالدٌ قتالَ الشُّجعان.
  4. ويشير بعض النحويين إلى عمل المفعول المطلق ببيان المقدار، كقوله تعالى في سورة النساء: (إنَّ الله لا يظلم مثقالَ ذرَّةٍ) فالقصد بقدر مثقال ذرة.

متى يكون المصدر الصريح مفعولاً مطلقاً؟

الفعل يدلُّ على زمان الفعل وعلى الحادثة كقولنا (جلستُ) للماضي و(أجلسُ) للحاضر، بينما مصدر الفعل لا يدلُّ على الزمان (الجلوس) وإنما يدلُّ على الحدث فقط، ومنه تُشتقُّ الأفعال.

يُعرب المصدر حسب موقعه من الجملة، فإما أن يكون مبتدأ أو خبر أو مفعول به أو فاعل أو مفعولاً مطلقاً....إلخ، ويستدل على المصدر أنَّه مفعولٌ مطلق عندما يكون مطابقاً للتعريف الذي ذكرناه، أي أنَّه:

  • مصدر الفعل نفسه (قمتُ قياماً).
  • اسم منصوب.
  • مطلق من القيود بعده، ويقال له المفعول الحقيقي لأنَّ الفاعل هو من أوجده.
  • عندما يعمل على توكيد عامله أو بيان نوعه أو بيان عدده.

هناك أربعة أحكام أساسية للمفعول المطلق؛ هي كالآتي:

  • الأول: أنَّ المفعول المطلق منصوبٌ وجوباً.
  • الثاني: يقع المفعول المطلق بعد عامله وجوباً إذا كان مؤكِّداً، على غرار: جلست (العامل) جلوساً (المفعول المطلق)، فيما يجوز وقوعه قبل عامله وبعده إذا أتى المفعول المطلق مبيِّناً للنوع أو العدد، كقولنا:

جلوسَ العقلاء اجلس/ اجلس جلوسَ العقلاء، وسنبين لكم حالات حذف المفعول المطلق ونوَّاب المفعول المطلق لاحقاً.

  • الثالث: يجوز جمع وتثنية المفعول المطلق إذا كان مبيِّناً للعدد، كقولنا: جلست جلستين، وثلاث جلسات، كما يجوز جمع وتثنية المفعول المطلق المبيِّن للنوع، فيما يكون المفعول المطلق المؤكِّد مفرداً وجوباً.
  • الرابع: يجوز حذف عامل المفعول المطلق إذا كان مبيِّناً للنوع أو العدد بشرط وجود قرينة تدل على المحذوف، كجوابنا على السؤال: هل نمت؟ والجواب (نوماً هانئاً) والأصل فيها (نمت نوماً هانئاً).

أما مع المفعول المطلق المؤكِّد فلا يجوز حذف عامله، إنَّما يحذف وجوباً في مواضع معينة؛ فما هذه المواضع؟ ستجدونها في فقرة مستقلة.

يأتي عامل المفعول المطلق بصيغ مختلفة هي:

  • يمكن أن يكون عامل المفعول المطلق مصدراً مثله، وذلك نحو قولنا (الامتناعُ عن التدخين امتناعاً كاملاً)، فالامتناعُ مصدر، وهي عامل المفعول المطلق (امتناعاً).
  • وقد يكون عامل المفعول المطلق فعلاً تاماً متصرفاً من المصدر، كقولنا: قمتُ قياماً.
  • ويأتي المفعول المطلق بصيغة اسم فاعل، كقولنا: (الساعي إلى الخير سعياً)، الساعي هنا هو عامل المفعول المطلق الذي هو سعياً.
  • كما يأتي عامل المفعول المطلق بصيغة اسم مفعول، كقولنا: الباب المقفول قَفلاً قوياً يحمي البيت من السرقة.
  • ويأتي عامل المفعول المطلق صفة مشبَّهة، على غرار: صديقي بخيلٌ بخلاً مقيتاً.
  • وأحياناً يغيب الفعل أو العامل ويبقى المصدر فقط، كقولنا (جلوساً) ونقصد بها الأمر.

حذف عامل المفعول المطلق وجوباً

يحذف عامل المفعول المطلق وجوباً إذا كان المفعول المطلق مؤكِّداً، وينوب المصدر عن عامله شريطة أن تنطبق عليه إحدى هذه الحالات:

1. أن يدل المصدر على أمر، كقولنا: جلوساً/ قياماً/ دخولاً، ومنها قول الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهر: دمشق صبراً على البلوى فكم صُهرت سبائك الذهب الغالي فما احترقا.
2. كذلك في النهي وجب حذف عامل المفعول المطلق، كقولنا: تقدماً لا تراجعاً/ تريثاً لا إسراعاً.
3. وهو الأمر ذاته في الدعاء، على غرار: سحقاً لأعدائنا/ نصراً لأمتنا.
4. ويحذف عامل المفعول المطلق وجوباً في التوبيخ المسبق بالاستفهام، كقولنا: أعُذراً وأنت من الأصدقاء؟ أبُخلاً وأنت من الأغنياء؟
5. كذلك في التعجب المسبوق باستفهام، كقول الشاعر: أشوقاً ولما يمضي لي غير ليلةٍ فكيف إذا خبَّ المطي بنا عشراً؟!.
6. كذلك التوجع المسبوق بالاستفهام، كقول الشاعر: أسجناً وقتلاً واشتياقاً وغربةً ونأيَ حبيبٍ؟ إنَّ ذا لعظيمُ.
7. ويحذف عامل المفعول المطلق وجوباً إذا كان المصدر مسموعاً جارياً مجرى المثل، كقولنا: (سمعاً وطاعةً) والأصل فيها (أسمعك سمعاً وأطيعك طاعةً)، ومنها أيضاً ألفاظ: لبيك، سعديك، دواليك، حذاريك، وهذه مثناة القصد فيها التكثير لا التثنية، فلفظة حنانيك القصد منها تحنُّناً بعد تحنن.
8. يحذف عامل المفعول المطلق إذا وقع المصدر بعد جملة تضمنت تفصيلاً لعاقبة، وخير مثال قوله تعالى في سورة محمد: (إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً) والقصد إما تمنون منَّاً أو تفدون فداءً.

كذلك قول الشاعر: لأجهدن فإما درءَ واقعة تُخشى وإما بلوغَ السؤل والأمل.

9. كما يحذف عامل المفعول المطلق إذا كان المصدر مؤكِّداً لجملة قبله، نحو قولنا: (لك عليَّ دينٌ اعترافاً) والقصد أعترف لك اعترافاً.
10. أن يقع المصدر مكرراً (الأستاذ تفسيراً تفسيراً) أو محصوراً (ما عليَّ إلَّا درساً)، وأن يكون معناه متصلاً إلى وقت التكلم لا منفصلاً ولا منقطعاً (إنَّما الوزراءُ اجتماعاً) وأن يقع عامله خبراً لمبتدأ على أن يكون هذا المبتدأ اسم عين (عمرو كتاباً كتابةً).
11. أخيراً، يحذف عامل المفعول المطلق إذا كان المصدر مشعراً بالحدوث، يدلُّ على التشبيه بعد جملة مشتملة على معناه وفاعله في المعنى، وليس فيها ما يصلح عاملاً غير المح��وف، كقولنا: للمرأة بكاءٌ بكاءَ الثكالى.

  • فإذا لم يكن المصدر طارئ مشعر بالحدوث بل ثابتاً لم يكن مفعولاً مطلقاً كقولنا: لفلان ذكاءٌ ذكاءُ الحكماء.
  • وإن تقدم المصدر مفرد نحو قولنا: (صوتُ فلانٍ صوتُ عندليب) لم يكن مفعولاً مطلقاً.
  • وإذا تقدم المصدر جملة لا تشتمل على فاعل المصدر لم يكن مفعولاً مطلقاً: دخلت البيت فإذا فيه غناءٌ غناءُ العصافير.

نائب المفعول المطلق

وينوب عن المصدر الصريح الواقع مفعولاً مطلقاً عشرة نوَّاب تعرب نائباً له أو في محل نصب نائب المفعول المطلق وهي:

  1. اسم المصدر، والمقصود باسم المصدر الاسم الدَّال على الحدث مجرداً من الزمان ويختلف بأحرفه عن أحرف فعله لفظاً أو تقديراً، كقولنا مثلاً: سلَّمت على الحاضرين سلاماً، والأصل تسليماً.
  2. كما ينوب عن المفعول المطلق مرادفه، ويكون مصدر من معناه ومن غير لفظه، كقولنا: سررتُ فرحاً، قمت وقوفاً.
  3. تنوب صفة المفعول المطلق عنه، كقولنا: (تتطور الحياة سريعاً) والأصل: تتطور الحياة تطوراً سريعاً.
  4. كما ينوب عن المفعول المطلق نوع من أنواعه، كقولنا: قعدتُ القرفصاء.
  5. وينوب عن المفعول المطلق العدد الذي يدل عليه نحو قولنا: ضربته خمسَ ضرباتٍ.
  6. وينوب عن المفعول المطلق أيضاً آلته المعهودة لفعله، كقولنا: ضرب الفلاح الشجرة فأساً.
  7. كما ينوب اسم الإشارة عن المفعول المطلق على غرار: قلتُ ذلك القول، فرحت هذا الفرح. وقد تأتي جواباً على سؤال كقولنا: هل نمت نوماً مريحاً؟ نعم نمت ذلك.
  8. وينوب وقت المفعول المطلق عنه، كقول الأعشى: (ألم تغتمض عيناك ليلةَ أرمدا) والأصل فيها (ألم تغتمض عيناك اغتماضَ ليلة الأرمد).
  9. ينوب عن المفعول المطلق ضميره العائد إليه، نحو قوله تعالى في سورة المائدة: (فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَّا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ) فالهاء في أعذِّبه الثانية نائب عن المفعول المطلق، والتقدير (لا أعذب العذاب أحداً من العالمين).
  10. وتأتي لفظات (كلّ، بعض، أيّ، والألفاظ التي بمعناها نحو: جميع، نصف، شطر) نائباً للمفعول المطلق شريطة أن تضاف إلى مصدر كالمصدر المحذوف، على غرار: أظن كلَّ الظنِ/ انتظرتك أيّ انتظارٍ/ مرضت بعض المرضِ، والقصد هنا تحديد كلية المصدر لأنَّ المصدر بطبيعته لا يدل على كمية أو زمان أو جزء أو كل، فبدل أن أقول (مرضت مرضاً) أقول (مرضت بعض المرض)، كذلك تفعل كثيراً وقليلاً في نيابتها عن المفعول المطلق، كقوله تعالى في سورة التوبة: (فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
  11. وهناك مواضع أخرى؛ مثل (ما وأي الاستفهاميتان) و(ما، مهما، أي، الشرطيات).

أمثلة إعرابية للمفعول المطلق

  • خطوتُ خطوتين: (خطوتين) مفعول مطلق منصوب بالياء لأنَّه مثنى.
  • شكراً لك: (شكراً) مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أشكرك (أشكرك شكراً).
  • لا تميلوا كلَّ الميل: (كلَّ) نائب مفعول مطلق منصوب وهو مضاف.
  • فإني أعذِّبه عذاباً لا أعذِّبه أحداً من العالمين: (أعذِّبه التي تحتها خط) أعذِّب فعل مضارع مرفوع والفاعل مستتر وجوباً تقديره أنا، والهاء ضمير متصل مبني في محل نصب نائب مفعول مطلق.

ختاماً.... قدمنا لكم أحكام المفعول المطلق وأحكام عامله، بإمكانكم أن تحتفظوا برابط هذه المادَّة للرجوع إليها عند الحاجة، كما ننصحكم بزيارة قسم اللغة العربية وقواعدها في موقع بابونج من هنا.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه