;

العلم في مواجهة الشك: قصة مؤيدي نظرية الأرض المسطحة

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: دقيقتين قراءة
العلم في مواجهة الشك: قصة مؤيدي نظرية الأرض المسطحة

في زمن الأقمار الصناعية وصور الأرض الملتقطة من الفضاء، تبدو عودة نظرية الأرض المسطحة أمرًا يثير الدهشة. ورغم أن العلم حسم شكل كوكب الأرض منذ قرون، فإن جماعات جديدة ما زالت تظهر، تؤمن بأن الأرض ليست كروية، بل مسطحة، وتشكك في كل ما عدا ذلك. فكيف عادت هذه الفكرة؟ ولماذا تجد من يصدقها اليوم؟

ما هي نظرية الأرض المسطحة؟

تقوم نظرية الأرض المسطحة على الاعتقاد بأن الأرض سطح مستوٍ، وليس كرة تدور في الفضاء. ويرى مؤيدوها أن الصور الفضائية مزيفة، وأن وكالات الفضاء تشارك في خداع عالمي منظم. هذه الفكرة كانت شائعة في عصور قديمة، قبل تطور علم الفلك والملاحة، لكنها فقدت مصداقيتها مع تقدم المعرفة العلمية.

كيف ظهرت موجة المؤيدين الجدد؟

لم تظهر موجة مؤيدي الأرض المسطحة الجديدة في المعامل العلمية، بل على منصات التواصل الاجتماعي. مقاطع فيديو قصيرة، ورسوم بيانية مبسطة، وخطاب عاطفي قائم على الشك، كلها عوامل أسهمت في جذب جمهور واسع، خصوصًا بين من يشعرون بعدم الثقة في المؤسسات الرسمية.

دور السوشيال ميديا في انتشار الفكرة

تلعب الخوارزميات دورًا محوريًا في تعزيز هذا النوع من المحتوى. فكلما شاهد المستخدم مقطعًا يشكك في كروية الأرض، قُدّم له محتوى مشابه، ما يخلق دائرة مغلقة من القناعات المتشابهة. ومع الوقت، تتحول النظرية من فكرة غريبة إلى اعتقاد راسخ داخل مجتمع رقمي معزول.

لماذا يصدق البعض هذه النظرية؟

لا يرتبط الإيمان بالأرض المسطحة بقلة الذكاء، بل بعوامل نفسية واجتماعية، من أبرزها:

  • الرغبة في الشعور بالتميز وامتلاك "حقيقة خفية"
  • فقدان الثقة في الحكومات والمؤسسات العلمية
  • الميل إلى تفسير العالم عبر نظريات المؤامرة
  • البحث عن إجابات بسيطة لواقع معقد

هذه العوامل تجعل النظرية جذابة، حتى في مواجهة أدلة علمية دامغة.

ماذا يقول العلم؟

يعتمد العلم على أدلة قابلة للاختبار، مثل صور الأقمار الصناعية، وحركة الكواكب، واختلاف التوقيت بين الدول، وظاهرة انحناء الأفق، وتجارب الملاحة الجوية. جميع هذه الأدلة تؤكد كروية الأرض بشكل لا يقبل الجدل العلمي. المشكلة لا تكمن في نقص الأدلة، بل في رفضها المسبق من قبل المؤمنين بالنظرية.

بين حرية التفكير وإنكار العلم

يطرح انتشار نظرية الأرض المسطحة سؤالًا مهمًا: أين ينتهي حق الشك، وأين يبدأ إنكار العلم؟ فالتشكيك الصحي يدفع إلى البحث والتحقق، بينما يتحول إنكار الحقائق المثبتة إلى خطر معرفي، خاصة عندما يُقدَّم كبديل للعلم لا كنقاش حوله.

لماذا لا تموت هذه الفكرة؟

تعيش نظرية الأرض المسطحة لأنها تخاطب المشاعر أكثر من العقل. فهي تمنح أتباعها إحساسًا بالانتماء، وتقدم لهم رواية بديلة تفسر العالم بطريقة بسيطة، حتى لو كانت غير صحيحة علميًا. ولهذا، لا تختفي مثل هذه الأفكار بسهولة، بل تتغير أشكالها مع الزمن.

تكشف عودة نظرية الأرض المسطحة أن التقدم العلمي لا يمنع انتشار الأفكار المنفية، إذا غاب الوعي النقدي. وبينما يواصل العلم تقديم الأدلة، يظل التحدي الحقيقي في تعليم الناس كيفية التفكير، لا ماذا يفكرون.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه