;

الروتين والذكاء العاطفي: كيف يشكّل التكرار قدرتنا على فهم الذات والآخرين

  • تاريخ النشر: منذ يومين زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ 8 ساعات
الروتين والذكاء العاطفي: كيف يشكّل التكرار قدرتنا على فهم الذات والآخرين

يلعب الذكاء العاطفي دورًا جوهريًا في حياة الإنسان، إذ يمكّنه من التعاطف، وفهم مشاعره ومشاعر الآخرين، واتخاذ قرارات متوازنة في المواقف العاطفية المعقدة. غير أنّ الروتين اليومي، رغم فوائده في تنظيم الحياة، قد يؤثر بشكل مباشر على تنمية هذا النوع من الذكاء. فبين الاستقرار الذي يوفّره الروتين وبين الجمود الذي قد يسبّبه، يكمن أثره على قدرتنا على التعامل العاطفي بشكل مرن وواعي.

كيف يشكّل التكرار قدرتنا على فهم الذات والآخرين؟

الروتين كأداة لتعزيز الاستقرار النفسي

يساعد الروتين المنتظم في خلق بيئة مأمونة وموثوقة، تقلّل من الضغوط اليومية وتمنح الفرد شعورًا بالتحكّم. هذا الاستقرار النفسي يعزّز القدرة على إدارة المشاعر بوضوح، ويتيح التركيز على مهارات الذكاء العاطفي، مثل التعاطف والتواصل الفعّال، بدل الانشغال بردود الفعل العشوائية أو الفوضى اليومية.

خطر الجمود والتكرار المفرط

مع ذلك، قد يؤدي الروتين الصارم إلى تقليص فرص التعلم العاطفي، إذ يقلّل من التعرض لمواقف جديدة تتطلّب التفكير في مشاعر الآخرين أو مواجهة تحديات غير متوقعة. ينعكس ذلك على القدرة على التكيّف العاطفي، ويزيد من احتمالية الانغماس في ردود أفعال نمطية بدلاً من استجابات واعية.

الروتين والوعي الذاتي

يسهم الروتين المدروس في دعم التأمل الذاتي وتقييم المشاعر بشكل دوري. من خلال تخصيص أوقات منتظمة للتفكير في النفس، يستطيع الفرد مراقبة تحفيزاته، واستجابات غريزيته، والتعرف على نقاط القوة والضعف العاطفية لديه، مما يعزز الذكاء العاطفي بشكل تدريجي ومستدام.

دمج التغيير ضمن الروتين

يمكن الحفاظ على فوائد الروتين مع تنمية الذكاء العاطفي عبر إدخال تغييرات متعمدة: مثل تجربة أنشطة جديدة، التواصل مع أشخاص مختلفين، أو مواجهة تحديات عاطفية متنوعة. هذا الدمج بين الاستقرار والتجدد يخلق بيئة مثالية لتطوير قدرة الفرد على فهم الذات والآخرين بمرونة ووعي.

يشكّل الروتين سيفًا ذا حدين بالنسبة للذكاء العاطفي؛ فهو يوفر الاستقرار النفسي ويسهّل إدارة المشاعر، لكنه قد يحدّ من فرص التعلم العاطفي إذا تحوّل إلى جمود مطلق. يكمن الحلّ في تنظيم الروتين بوعي، مع إدخال عناصر جديدة تحفّز التفكير العاطفي، ليصبح الروتين أداة لتعزيز الذكاء العاطفي لا حاجزًا أمامه.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه