;

هل أبدع دافنشي في لوحاته بسبب «الحول»؟

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الأحد، 11 أبريل 2021
هل أبدع دافنشي في لوحاته بسبب «الحول»؟

كان ليوناردو دافينشي عالما إيطاليا متعدد الثقافات في عصر النهضة، واعتبر واحدا من أكثر الأفراد موهبةً وتنوعًا كذلك.

كانت شهرة دافنشي قائمةً على كونه أحد أعظم الرسامين في عصره، بل ربما أعظمهم على الإطلاق، بينما لم يمنعه ذلك من أن يكون مفكرا عظيما، فقد اشتهر بتدوينه لعديد الملاحظات بدفتره الخاص، الذي تضمن مجموعة كبيرة من الموضوعات حول العلوم والاختراعات المختلفة.

لذلك، كان يُنظر إلى فنه كفن أكثر وعيا ونضجًا، لكن السؤال المطروح حاليا، هل كانت ثقافة دافينشي وموهبته السببين الوحيدين في أعماله الفنية الرائعة؟

الإجابة عند سلفاتور موندي

لوحة سالفاتور موندي هي إحدى أعمال دافنشي التي تركها لنا، وهي عبارة عن لوحة تصوّر المسيح ‑حسب زعمهم- في ثوب عصر النهضة، بينما يحمل بلورة شفافة غير قابلة للكسر، حاول خلالها دافنشي أن يصوّر المسيح كمنقذ للعالم بينما تشير البلورة للجنة.

وفقا لورقة بحثية، يعتقد العلماء بأن السبب في تصورّات دافنشي قد حدث بسبب مشكلة طبية بعينه تعرف بالـ«حول»، ولوحة سلفاتور موندي هي السبب في أن يفتح «كريستوفر تايلر»، الباحث في علم الرؤية والأعصاب بجامعة لندن، بابًا ليستزيد في البحث عن ما إذا كان هنالك رابط ما بين إصابة دافنشي بهذه الحالة وبين رؤيته للأشياء والعالم من حوله.

فرضيات

يشير تقرير تايلر الذي حلل 6 أعمال فنية من المحتمل أن تكون لدافنشي إلى أن الفنّان نفسه ربما كان يعاني من نوع نادر من الحول، وهي حالة لا تنظر فيها عينا الشخص في نفس الاتجاه بنفس الوقت.

بنفس الصدد، يرى كاتب التقرير بأنه في بعض الحالات يتم كبت رؤية «العين الشاردة» ما يمنح الشخص رؤية مختلفة قد تكون ميزة للفنانين، بالتالي، ربما يكون ذلك سببا في قدرة دافنشي على التقاط مساحات نادرة على القماش المسطح، أضفت جمالية وبعدا جديدا لأعماله.

في ذات السياق، كشفت أبحاث علمية بأن هنالك عددا من الفنانين قد عانوا أيضًا من حالة مشابهة لتلك التي عانى منها دافنشي حسب فرضية تايلر، أمثال بابلو بيكاسو ورامبرانت فان راين، وتم استنتاج ذلك، عبر تحليل صور شخصية لهم، لهذا يفترض أن الفنانين هم أكثر عرضةً للتعرض لمشاكل في الرؤية المجسمة (إدراك العمق باستخدام العينين) ما ينشأ بسببه حالة تعرف بـ«الحول المتقطع».

يقول دافنشي: «الروح هي من تقود ذراع الرسّام نحو التعريف بنفسه»، بالتالي فربما كان منظور دافنشي الشخصي ورؤيته الخاصة للأشياء هي السبب في تفرده، وإذا صح ذلك الطرح، إذن بعد تحليل موضع بؤبؤ العين بلوحة سلفاتور موندي، والتي كان يعاني الشخص المرسوم بها من تقاطع بعينيه، فقد نصل إلى الإجابة بالفعل، وهي أنه من الممكن أن الحالة المرضية النادرة قد جعلت من دافنشي رسامًا أكثر تفردًا، وفق ما أكد تايلر في بحثه، حيث استطاع طوال حياته أن يرى الأجسام المسطحة مجسمةً، فأدرك مناطق نادرة على لوحاته لم يدركها أحد سواه.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه