;

صلاة الاستخارة.. طريقتها وكيفية معرفة نتائجها

  • Qallwdallبواسطة: Qallwdall تاريخ النشر: الإثنين، 20 يوليو 2020
صلاة الاستخارة.. طريقتها وكيفية معرفة نتائجها

لما كان الانسان دائما يتعرض في حياته إلى أمر غير معروف النتائج، أو يُقدِم على أمر مجهول العواقب وهو لا يدري إذا كان خيرا أم شرا؛ شرع الله -تعالى- صلاة الاستخارة علاجا للتردد، فيُقبل الإنسان على الأمر وهو مطمئن النفس، هادئ البال، موقنا أن الله -تعالى- سيقدر له الخير في أمره مهما كان.. تعرف على صلاة الاستخاره ودعائها، وكذلك المعلومات الخاطئة المنتشرة عنها.

ما هي صلاة الاستخارة

  • الاستخارة: هي طلب الخير في شيء
  • صلاة الاستخارة: هي طلب الخير من الله -عز وجل- في أمر مجهول العواقب، مع أخذ جميع الأسباب التي تؤدي إلى استمراره، فإن استمر كان استمراره خيرا لصاحبه، وإن لم يستمر كان هذا هو الخير أيضا بإذن الله.

دعاء الاستخارة

عن جابر قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها فيقول: “إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العظيم، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ- خَيْرٌ لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ  -واصرفه عني- وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.”

كيفية صلاة الاستخارة

  • يتوضأ الشخص إذا أراد الاستخارة، وينوي أن يصلي ركعتين صلاة استخارة.
  • يستحب عند الحنفية والشافعية والمالكية أن يقرأ المستخير في صلاة الاستخارة سورة “الكافرون” في الركعة الأولى بعد الفاتحة، وسورة “الإخلاص” في الركعة الثانية بعد الفاتحة.
  • بعد التسليم من صلاة الاستخارة يحمد الله تعالى ويصلي على نبيه، ويقول دعاء الاستخارة وهو: “اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ العظيم، فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هَذَا الأَمْرَ -ثُمَّ تُسَمِّيهِ بِعَيْنِهِ (زواج – دراسة – خروج من البيت – سفر – إقامة – عمل – ….) خَيْرٌ لِي فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ -قَالَ أَوْ فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي- فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ. اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي -أَوْ قَالَ فِي عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ- فَاصْرِفْنِي عَنْهُ  -واصرفه عني- وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ”
  • ومع ذلك يستشير الأشخاص الذين يثق برأيهم، ويمضي فيه، فإن حدث الأمر أو توقف، فذلك هو الخير.

كيفية معرفة نتائج صلاة الاستخارة

  • يعرف المسخير نتائج صلاة الاستخارة بعلامات القبول أو عدم القبول من ناحية الأمر بعد أخده جميع الأسباب لإتمام الأمر على أكمل وجه (مثل استشارة الناس والبحث عن فوائد وأضرار الموضوع بطريقة صحيحة)؛ فإذا انشرح صدره للأمر ومال قلبه إليه ميلا خارجا عن أهواء النفس فهذا هو القبول ويكون الخير في استمراره، وإذا انصرفت نفسه عن الأمر وأصبح قلبه غير معلق به فهذا من علامات عدم القبول ويكون الخير حينها في ترك الأمر.

فالمسلم بعد صلاة الاستخارة على ثلاثة أحوال:

  1. إقبال النفس وانشراح الصدر للأمر وميل القلب إليه ميلا خارجا عن أهواء النفس، وعدم الحيرة والتردد في الأمر مرة ثانية، ويكون الخير في هذه الحالة هو الإقدام على الأمر بتوفيق من الله تعالى.
  2. انصراف النفس عن الأمر وعدم تعلق القلب به بدون تردد أو حيرة، ويكون الخير في هذه الحالة هو الابتعاد عن الأمر والرضا بقدر الله عز وجل.
  3. استمرار الحيرة والتردد وعدم معرفة الخير من الشر، وفي هذه الحالة يصلي الشخص صلاة الاستخارة مرة أخرى وإذا استمرت حيرته فله أن يصليها مرات عديدة، ويستشير من يمكنه تقديم النصيحة ممن حوله من الناس حتى تستقر نفسه من ناحية الاستمرار في الأمر أو الانصراف عنه.

معلومات خاطئة عن صلاة الاستخارة

  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من سعادة ابن آدم استخارة الله، ومن سعادة ابن آدم رضاه بما قضى الله، ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله، ومن شقوة ابن آدم سخطه بما قضى الله” صحيح البخاري. ويوضح هذا الحديث أن السعادة هي في الاستخارة نفسها والرضا بما قدره الله تعالى مهما كان، وليست في استمرارية الأمر أو الابتعاد عنه.
  • لا يشترط أن ينام الشخص بعد صلاة الاستخارة، ولا يشترط أيضا أن يكون جواب الاستخارة في رؤيا أو حلم يراها الشخص؛ فمن الممكن أن يرى الشخص شيئا في منامه ولا تستقر نفسه للأمر، فيفعل حينها ما يستقر في نفسه.
  • بعد صلاة الاستخارة لا ينتظر الشخص جوابا أو إشارة حتى يقبل على الأمر أو ينصرف عنه، بل يأخذ بجميع الأسباب لاستمرار الأمر ونجاحه، فإن استمر كان خيرا له، وإن لم يستمر كان خيرا له.

مثال عملي كامل على الاستخارة الصحيحة

س/ يريد محمد أن يتزوج فاطمة. كيف يتصرف؟

ج/  1. يسأل عن الفتاة ودينها وأخلاقها وأهلها ومكانتها الاجتماعية والعلمية وكل ما يسأل الناس عنه في الزواج عادة.

2. يصلي صلاة الاستخارة بالكيفية التي وضحناها.

النتيجة: 

  • إما أن يطمئن قلبه ويستريح ويستبشر بهذه الفتاة وذلك البيت، فيتوكل على الله ويذهب لخطبة فاطمة. فتلك نتيجة الاستخارة، ثم إذا تم الزواج بعد ذلك أو لا، فتلك نتيجة الاستخارة أيضا وذلك تقدير الله بالخير.
  • وإما أن ينغلق قلبه وينقبض من هذا الأمر، أو أن ينصحه أحدهم -بأدب دون تجريح- أن يبتعد عن هذا البيت أو يرى فتاة أخرى غير فاطمة، فتلك نتيجة الاستخارة. فالأفضل أن يبتعد طالما الذي ينصحه رجل صادق ثقة.
  • وإما أن يكون في حيرة من الأمر، فلا يعلم هل الأفضل الذهاب للخطبة أم عدم الذهاب، وفي تلك الحالة يتوكل على الله ويذهب لخطبة فاطمة، ثم ما سيحدث بعد ذلك هو نتيجة الاستخارة وتقدير الله بالخير، سواء كان حدوث الأمر واستمراره أو انقطاعه.

ومن سوء الأدب مع الله أن يكون الدعاء للتجربة وليس ثقة بالله وإيمانا به، ومن سوء الأدب أيضا الاعتراض على قدر الله أو قول كلمات تشبه ذلك مثل: (لماذا أنا يارب؟)، (لماذا لم يحدث الأمر الفلاني؟)، (ماذا فعلت كي يحدث لي هذا الأمر؟) وكل الكلام الذي يشبه ذلك.

هذا المقال صلاة الاستخارة.. طريقتها وكيفية معرفة نتائجها ظهر لأول مرة على موقع قل ودل - حيث كل محتوى قيم