رأس السنة الهجرية: بداية العام الهجري الجديد والاحتفال به

في التقويم الميلادي، يأتي العام الجديد في نفس اليوم كل سنة، لكن هذا ليس هو الحال دائماً في تقويمات أخرى. على سبيل المثال، يختلف موعد رأس السنة الهجرية الجديدة من سنة إلى أخرى لأن تنظيم التقويم يختلف. دعونا نرى بالتفصيل الاختلافات عن الحساب الذي اعتدنا عليه والتقاليد الثقافية والدينية التي تميز الاحتفال برأس السنة الهجرية.

العام الإسلامي الجديد

تتكون السنة الهجرية من 354 يوماً، أي أقل بـ 11 يوماً من السنة الميلادية، هذا هو السبب في أن تاريخ السنة الهجرية الجديدة يتغير دائماً، يعتبر الشهر الأول من السنة الهجرية، الذي يبدأ بعد يوم رأس السنة الهجرية مقدساً عند المسلمين لأنه يذكرهم بالرحلة التي قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عام 622 ميلادي من مكة إلى المدينة المنورة.

على عكس التقاليد الغربية عند الاحتفال بالسنة الجديدة، يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية بالصوم والصلاة، أي أنهم يستقبلون العام الجديد في جو من السلام. ومع ذلك، هذا الصيام عمل اختياري وغير إجباري، ويختلف عن الصيام المفروض على كل المسلمين طوال شهر رمضان.

التقويم الإسلامي

لكي نفهم أهمية السنة الإسلامية الجديدة للمسلمين، يجب أن نشير أولاً إلى أن التقويم الميلادي يعتمد على الشمس، في حين يعتمد التقويم الإسلامي على حركة القمر. هذا هو السبب الذي يجعل تاريخ بداية العام متغيرة، حيث يتكون الشهر الهجري حسب حركة القمر 29 – 30 يوماً.

كيف يحتفل المسلمون برأس السنة الهجرية

بمجرد أن يُعرف تاريخ رأس السنة الجديدة، يبدأ الكثير من المسلمين الصيام لعشرة أيام، تنتهي بيوم عاشوراء. هذا اليوم مهم بالنسبة لطائفة المسلمين الشيعة، هو في الواقع يوم حداد وحزن بالنسبة لهم، حيث يتم فيه تخليد ذكرى الذين قتلوا في معركة كربلاء التي وقعت في عام 680 ميلادي، والتي قتل فيها حفيد النبي محمد الحسين بن علي.

بسبب تقديس ذكرى هجرة الرسول محمد وذكرى عاشوراء، تكون السنة الإسلامية الجديدة مختلفة ثقافياً عن كل المجتمعات، هي ليست مناسبة للاحتفال والرقص، بل تمثل فترة تأمل وصلاة يرحب فيها بالعام الجديد في جو من السلام والصفاء.

رأس السنة الهجرية تعتبر عطلة رسمية في أغلب الدول الإسلامية، حيث تغلق المؤسسات العامة وتصبح العديد من الأنشطة التجارية في مختلف المدن مغلقة.