;

تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية يثير الجدل

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 15 ديسمبر 2020
تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية يثير الجدل

تزامناً مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يوم 8 ديسمبر المقبل والذي أقرته الأمم المتحدة وبعد تقديم مشروع قانون احترام مبادئ الجمهورية إلى مجلس الوزراء الفرنسي، أثار تدريس اللغة العربية في المدارس الفرنسية جدلاً ونقاشًا واسعًا بين النخبة السياسية والمثقفين.

وفي أول بيان إعلامي له حول هذه القضية قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة على موقع Brut: "فرنسا محظوظة لاحتضان الأشخاص الذين تتحدث عائلاتهم العربية في المنزل".

وأضاف ماكرون "أنه يريد من الشباب الذين يسعون لتعلم اللغة العربية في المدارس الفرنسية أن يكونوا قادرين على القيام بذلك في المدارس الحكومية كجزء من سياسة الاعتراف".

وفي تصريح للنائب برونو بونيل لشبكة سكاي نيوز عربية شدد على أن اللغة العربية من أجمل اللغات المنطوقة التي يجب الاهتمام بها أكثر في فرنسا مضيفاً: "لدينا الكثير من الشباب الذين يتحدثون العربية في منازلهم لأن ثقافة الوالدين هي اللغة العربية وما نسعى إليه هو مساعدتهم على تحسين لغتهم الأم ولكن داخل المدرسة الفرنسية".

وفيما يتعلق بأسباب هذا النهج الحكومي الجديد أوضح البرلماني: "نخشى أن تقدم بعض الأماكن المخصصة لتعليم اللغة العربية ، مثل الجمعيات وغيرها أفكاراً ذات نزعة انفصالية وأن تدريس اللغة العربية قد يستخدم لنقل أفكار متطرفة حول جمهورية".

وينشأ الجدل حول إصلاح تدريس اللغة العربية في المدارس والذي أثير أيضًا في عام 2016 بعد تعرض وزيرة التربية الوطنية آنذاك نجاة فالو بلقاسم لإهانات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي كما أثارت غضب بعض الأطياف السياسية بسعيها إلى استبدال نظام اللغة الأجنبية في التعليم الابتدائي.

ردًا على هذه الخطوة اعتبرت الأصوات اليمينية أن "إدخال لغات المجتمع في المناهج المدرسية وتعليم اللغة العربية يمكن أن يقوض التماسك الوطني واعتبرت أن مشروع القانون في نصه الذي يسعى إلى تعزيز حضور اللغة العربية في المدارس يسعى إلى تعريب فرنسا".

ويربطها البعض بالسماح بالتعليم الديني الإسلامي داخل المؤسسات الخاضعة لمبادئ العلمانية يعتقد آخرون أن أبناء المهاجرين من أصل فرنسي يجب أن يجيدوا الفرنسية ويتحدثون العربية فقط في منازلهم.

وأعلن ماكرون مطلع عام 2020 تعليق نظام الدورات الاختيارية باللغات الأجنبية التي تنتمي إلى تسع دول ممثلة في الجزائر وكرواتيا وإسبانيا وإيطاليا والمغرب والبرتغال وصربيا وتونس وتركيا وكان أثر هذا القرار على حوالي 80 ألف طالب سنويًا.

اللغة العربية في المدارس الفرنسية

تُصنف اللغة العربية ضمن نظام التعليم الفرنسي كلغة أجنبية ضمن لغة الأقليات رغم أنها لغة أكثر من 10 ملايين عربي ولغة دين 20 مليون مسلم يعيشون في أوروبا.

قال مدير المركز الدولي للدراسات العربية في باريس يحيى الشيخ لشبكة سكاي نيوز عربية: " اللغة العربية لأنها نشأت في بيئة غير أوروبية فهي لغة الأقلية على الرغم من وجود متحدثين أصليين أكثر من المتحدثين الهولنديين" مضيفاً "أنه حتى عام 1986 كان عدد طلاب اللغة العربية في المؤسسات الفرنسية المتوسطة والثانوية 13 ألفًا مع عدم وجود تعليم عربي في المدارس الابتدائية".

وكشف الشيخ "منذ عام 2000 انخفض العدد إلى أقل من 7000 وهو يتضاءل بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وهو الأمر الذي دفع إلى ضرورة مشروع القانون الجديد".

يشار إلى أن نحو 14 ألف طالب تلقوا دروسًا في اللغة العربية مطلع العام الدراسي 2019 من إجمالي أكثر من 5.6 مليون طالب بحسب أرقام وزارة التربية الوطنية الفرنسية.

على الرغم من أن العدد لا يزال صغيرا إلا أنه يمثل زيادة كبيرة مقارنة بعام 2007 عندما لم يتجاوز عدد طلاب اللغة العربية 6512 طالبًا، وفقًا لصحيفة لوموند.

تم اختيار اللغة العربية كلغة ثالثة في المدرسة الثانوية من قبل 3834 طالبًا في بداية العام الدراسي 2019 ، متخلفة كثيرًا عن اللغة الإيطالية الذي يدرسها 33969 طالبًا أو الصينية الذي يدرسها 17463 طالبًا، وفقًا للبيانات التي نشرتها وزارة التعليم.

اللغة العربية

ويحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية يوم 18 ديسمبر من كل عام إذ يتكلمها يومياً ما يزيد على 400 مليون نسمة من سكان العالم وتعد ركناً من أركان التنوع الثقافي للبشرية وهي إحدى اللغات الأكثر انتشاراً واستخداماً في العالم،

ويتوزع متحدثو العربية بين المنطقة العربية و عديد المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي السنغال وإرتيريا، حيث أن للعربية أهمية قصوى لدى المسلمين، فهي لغة مقدسة فهي لغة القرآن كما أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسية لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى.