;

بعد 10 سنوات على كارثة فوكوشيما.. كيف تبدو المنطقة اليوم؟

  • DWWبواسطة: DWW تاريخ النشر: الخميس، 11 مارس 2021
بعد 10 سنوات على كارثة فوكوشيما.. كيف تبدو المنطقة اليوم؟

مؤخرا، في يوم شهد هطول الثلوج عادت هارو سانبي لفترة وجيرة لمنزلها المهجور في منطقة مرتفعة في مقاطعة فوكوشيما، حيث مازال يحظر على السكان العودة للعيش فيها بسبب التلوث الإشعاعي المكثف الناجم عن أسوأ كارثة نووية شهدتها اليابان إثرالزلزال الكبير الذي ضرب البلاد، قبل عشر سنوات في 11 آذار/مارس عام 2011 .

ولم يقترب أحد من منزل أسرتها الخشبي التقليدي المؤلف من طابقين منذ إجلاء السكان، لذلك توجد به فجوات كبيرة في السقف وحصائر تاتامي التقليدية ملقاة على الأرض وصناديق عفنة.

وتقول سانبي إنها تشعر بحزن شديد بعد رؤيتها للمنزل الذي يمتلأ بذكريات جميلة لأفراد أسرتها العشرة والتي تضم أربعة أجيال وهو في هذه الحالة المزرية. وتضيف أن السكان المحليين لديهم شعور عميق بالارتباط بأرضهم- منطقة تسوشيما في بلدة ناماي، على بعد حوالي 30 كيلومترا شمال غرب محطة فوكوشيما دايتشي النووية المتوقفة عن العمل.

وتوضح سانبي" تسوشيما غنية بالثروات الطبيعية. لقد اعتدنا الاستمتاع بمشاهدة تفتح أزهار الكرز سويا، وجمع الخضروات والفطر وصيد السمك في نهر محلي".

زلزال قلب الحياة

مع ذلك، لقد تمزق هذا المجتمع المترابط بسبب الانهيار الثلاثي للمحطة التي تديرها شركة طوكيو إلكتريك باور عام 2011. وجرى الإعلان عن حالة طوارئ نووية بعد وقوع زلزال بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر أعقبته موجات مد عاتية (تسونامي). بعد ذلك أرسلت الرياح أعمدة الاشعاع في الاتجاه الشمالي-الغربي نحو منطقة تسوشيما.

وتقول ساشيكو ماشيو، التي كانت تدير مطعما في تسوشيما "إنه لأمر محزن للغاية أننا فقدنا موطننا بسبب كارثة نووية". وأضافت " تسوشيما كانت مكانا للاستشفاء، تحيطه الجبال. لقد اعتدنا الاستمتاع بأوراق الأشجار الساحرة خلال فصل الخريف".

ولم تفكر ماشيو وأسرتها مطلقا في العودة إلى تسوشيما. وبدلا من ذلك استقروا في بلدة هاتوياما الصغيرة شمال طوكيو، حيث لا يوجد معارف لهم. ولكن المتطوعين المحليين ساعدوهم في التأقلم على التواجد هناك.

وتصنف منطقة تسوشيما حاليا على أنها منطقة "يصعب العودة إليها، ولا يدري سكانها متى سوف يتمكنون من العودة. إلى ديارهم.

هل تتعافى المنطقة؟

من ناحية أخرى، تريد الحكومة المركزية مجددا أن تؤكد "تعافي" فوكوشيما في الذكرى العاشرة للكارثة النووية. فقد ألغت أوامر الإجلاء في الكثير من المناطق المتضررة، بما في ذلك المناطق الوسطى لبلدة ناماي، بالقرب من المحطة النووية، مما يتيح للسكان العودة لمنازلهم.

مع ذلك، أغلبية كبيرة منهم لم تعد بسبب قلة فرص العمل والمخاوف بشأن التلوث الاشعاعي، على الرغم من تأكيد مسؤولي الحكومة الانتهاء من أعمال التطهير من التلوث الإشعاعي.

وأفادت وكالة إعادة البناء بأنه حتى كانون الثاني/يناير الماضي، بلغ عدد من تم إجلاؤهم من فوكوشيما نحو 36 ألف شخص. ويقول المنتقدون إن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، حيث أن الحكومة المركزية وحكومة فوكوشيما المحلية لم تراع ظروف المعيشة للذين تم إجلاؤهم الذين اضطروا للتفرق في أنحاء البلاد، على الرغم من الطلبات المتكررة.

وقالت اياكو أوجا، العضوة التنفيذية بجماعة للمواطنين معنية بمن تم إجلاؤهم من فوكوشيما" أي إنقاص لعدد من جرى إجلاؤهم لا يعني تقدم مرحلة تعافي فوكوشيما".

وأضافت أوجا، التي فرت إلى مقاطعة نيجاتا من أوكوما، التي بها جزء من محطة فوكوشيما "نريد أن يفهم المسؤولون الأحوال المختلفة التي تم فيها وضع من تم إجلاؤهم، و نحث الحكومة على مراعاة الظروف الفردية".

ولم يرفع التسرب الإشعاعي من هذه الكارثة خطر الإصابة بالسرطان كما هو معتقد حسب ما أكدته لجنة الأمم المتحدة العلمية المعنية بآثار الإشعاع الذري (UNSCEAR)، وقالت اللجنة إنه منذ آخر تقرير عام 2013، لم يتم توثيق أيّ آثار جانبية متعلقة بهذا التسرب.

غير أنه في الوقت نفسه، حذرت الأمم المتحدة من أن خطر السرطان لم يختف تماما في المنطقة بسبب الإشعاع، إذ تعرض 170 عامل إنقاذ لمستوى عالي من الإشعاع. وكان من المتوقع أن تظهر حالتين إلى ثلاث من السرطان، كما يؤكد التقرير أن الإشعاع تسبب في حالات من القلق وأمراض القلب وأمراض أخرى بين العمال.

إ.ع/أ.ح ( د ب أ)

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه