بسبب هروب "ملكة خلية".. 15 ألف نحلة تغزو شوارع بريطانيا

حالة من الذعر انتابت سكان مدينة تينيسايد البريطانية، بعد غزو ما يقرب من 15 ألف نحلة لشوارع المدينة فجأة في غضون 15 دقيقة فقط.

وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن أسراباً من النحل تجمعت فوق الجدران في شارع روبرت ويتبورن جنوب تينيسايد، وهو ما خلق حالة من الرعب بين سكان المدينة استمرت لعدة ساعات.

وبحسب مقاطع فيديو التقطها بعض سكان المدينة، فإن أسرابا ضخمة من النحل تجمعت بشكل مفاجئ فوق حوائط المنازل، بينما تطاير أعداد أخرى بسرعة كبيرة في الهواء، ما تسبب في رعب المارة والسكان.

وكشفت "ديلي ميل" إن مربيا النحل جودي نيوبروك وكريستين كاجياو حضرا إلى مكان تجمع تلك الحشرات لإنقاذها حيث قاموا في غضون ساعتين بجمعها.

وقالت السيدة نيوبروك التي كانت تربي النحل لمدة عامين، إن النحل كان هناك بسبب موسم التطريد الذي يحدث في فصل الربيع.

من جهة أخرى قال شخص يدعى "غيتسهيد": "في الشتاء يدخل النحل في سبات، لكن في الربيع يدرك النحل أن الخلية كبيرة جداً ويجب أن تنفصل"، مضيفاً أن وجود ملكتين في الخلية الواحدة غير ممكن، مما يدفع بإحداهن إلى المغادرة صحبة نصف أعداد النحل بحثاً عن مكان يتجمعون فيه.

وعادة ما تأخذ الملكة الأصلية نصف الخلية وتخرج الملكة الأخرى بحثاً عن منزل جديد، ولكن من المعروف أن النحل لا يمكنه الطيران إلا لمسافة ثلاثة أميال في المرة الواحدة ويتوقف للراحة، وهكذا ينتهي به الأمر على الجدران والأشجار والشوارع، حسبما أفاد به "غيتسهيد".

يشار إلى أن هذا الغزو يأتي بعد يومين فقط من الاحتفال باليوم العالمي للنحل، والذي يوافق يوم 20 من شهر مايو كل عام.

اليوم العالمي للنحل

يأتي الاحتفال باليوم العالمي للنحل للتذكير بأهمية النحل سواء للإنسان أو النباتات وغيرها من الوفائد وفي نفس الوقت هو تحذير من خطور اللدغات الخاصة التي من الممكن أن يقوم بها تجاه الأشخاص.

اقترحت سلوفينيا الاحتفال باليوم العالمي للنحل في شهر مايو، وذلك عندما يكون النحل في نصف الكرة الشمالي أكثر نشاطًا ويبدأ في التكاثرهذه أيضًا هي الفترة التي تكون فيها الحاجة إلى التلقيح أكبر، بسبب فصل الخريف اذلي يحل في نصف الكرة الجنوبي، وهو وقت حصاد منتجات النحل وأيام وأسابيع العسل.

اليوم المختار، 20 مايو، هو أيضًا عيد ميلاد أنطون جانشا رائد تربية النحل الحديثة وأحد أعظم الخبراء في هذا المجال في عصره.

وكان أول معلم تربية النحل الحديثة في أي مكان في العالم، عينته الإمبراطورة ماريا تيريزا كمدرس دائم في مدرسة تربية النحل الجديدة في فيينا.

تظهر الدراسات التي قامت بها الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أن أعداد النحل ومجموعات الملقحات الأخرى قد انخفضت بشكل كبير، مما يجعلها أكثر وأكثر عرضة للخطر، وهذا يتأثر هذا بالعديد من العوامل التي تنتج عن النشاط البشري مثل الزراعة المكثفة، وانتشار استخدام المبيدات والتلوث الناجم عن النفايات.

فوائد النحل

لا ينتج كل النحل العسل لكنه أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الناس يقدرونهم، المادة عبارة عن مُحلي طبيعي يحتوي على العديد من الصفات الصحية المحتملة.

استخدم الناس النحل والمنتجات المتعلقة بالنحل للأغراض الطبية لآلاف السنين ولاحظ الباحثون أن له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات ومضادة للسرطان.

يعتبر شمع العسل منتجًا مهمًا آخر استخدمه الناس سابقًا في العزل المائي والوقود، له حاليًا فوائد للصحة وميزات في عدد من منتجات العناية بالبشرة وبالإضافة إلى ذلك تستخدمه الصناعات الدوائية كمصدر موثوق في المراهم.

في السنوات الأخيرة أصبح من الواضح أن العسل قد لا يكون أهم سبب لحماية النحل. وذلك لأن النحل يلعب دورًا حاسمًا في التلقيح ، حيث يستخدم الشعر الموجود على أجسامهم لنقل حبيبات كبيرة من حبوب اللقاح بين النباتات.

ينتج حوالي 75 ٪ من المحاصيل غلات أفضل إذا ساعدتهم الحيوانات في التلقيح. من بين جميع الحيوانات، يعتبر النحل أكثر الملقحات انتشارًا للنباتات البرية ونباتات المحاصيل. يزورون أكثر من 90٪ من أفضل 107 محاصيل في العالم.

بمعنى آخر النحل ضروري لنمو العديد من النباتات بما في ذلك المحاصيل الغذائية.

بالإضافة إلى استخدام العسل كبديل صحي للسكر في المخبوزات والطهي، فإن له خصائص قوية مضادة للبكتيريا، حيث يقتل البكتيريا ويمنع العدوى في جروح الجلد وقد ثبت أنه يخفف من الحساسية بفضل كميات ضئيلة من حبوب اللقاح.

يضع النحل عسله في حصن من أقراص العسل الشمعية منذ القرن السادس الميلادي، وقد تم استخدام شمع العسل لصنع الشموع وتطوير مستحضرات التجميل، وحتى اليوم يتم إضافته بشكل شائع إلى منتجات التجميل وشموع الأثاث الخشبي وتلميع الخرسانة، كما تم استخدامه للحفاظ على البرونز والنحاس والجلد المقاوم للماء.

يحتوى على كثير من المعادن والفيتامينات والسكريات، وغيرها من المكونات المهمة للجسم، وقد جعل الله عز وجل هذا الشراب الجميل سببا في علاج عدد هائل من الأمراض.

 الأبحاث العلمية أثبتت فعالية سم النحل الذي يخرج من زبانها في شفاء كثير من الأمراض أيضًا..

أهمية شمع النحل في صناعة أنواع معينة من الشموع، والألوان، والدهانات، والمستحضرات الطبية المهمة.

ويلعب النحل دورًا مهمًا جدًا في البيئة، إنها الحشرات الرئيسية الملقحة على الكوكب.

ويعتمد على نشاطها تكاثر العديد من النباتات التي تعيش في المناطق المدارية من الأرض، وسيؤدي اختفائها إلى خلل مدمر في التنوع البيولوجي والإنتاج الزراعي الذي يعتمد عليه مليارات البشر.

من الناحية المالية فإن تلقيح الفاكهة والخضروات بواسطة النحل البري في جميع أنحاء الولايات المتحدة له قيمة اقتصادية عالية. وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن النحل البري كان مسؤولاً عن جزء كبير من صافي الدخل من التوت الأزرق. هناك علاقة مباشرة بين العائد الاقتصادي للمزارعين ووجود النحل.

قد يكون لحبوب لقاح النحل تطبيقات لعلاج ومنع السرطانات ، والتي تحدث عندما تتكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي.

فائدة أخرى للنحل هى تقليل المشكلات التى تواجه الإنتاج الزراعى لقدرته على مقاومة الآفات والأمراض التى تصيب النبات، ومن ثم زيادة الإنتاجية فى مختلف المحاصيل، كما أنه العامل الأساسى فى تلقيح الزهور، عبر حبوب اللقاح التى تنقلها طوائف النحل من الشغالات، إلى كل النباتات والمحصيل البستانية، فضلاً عن دور منتجات العسل فى حل المشاكل الصحية التى تواجه المواطنين، وتقلل من مؤشر التدهور الصحى بسبب الإصابة بالأمراض التى تهدد إنتاجية العامل فى كل القطاعات، إذ تشير نتائج البحوث العلمية إلى أن صمغ العسل أقوى 10 أضعاف المضادات الحيوية، كما يساهم فى الحد من ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض الكبد.

تحتوي حبوب لقاح النحل على العديد من المركبات التي يمكن أن تقلل الالتهاب والتورم ، بما في ذلك مادة كيرسيتين المضادة للأكسدة ، والتي تقلل من إنتاج أحماض أوميغا 6 الدهنية الالتهابية ، مثل حمض الأراكيدونيك ( 16

 وجدت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن حبوب لقاح النحل قد تعزز قدراتها على إزالة السموم.