;

أصوات من الأعماق: اللغز الذي حيّر علماء المحيطات

  • تاريخ النشر: منذ يوم زمن القراءة: دقيقتين قراءة
أصوات من الأعماق: اللغز الذي حيّر علماء المحيطات

تحت سطح المحيطات، حيث الظلام الدامس والضغط الهائل، تُسجَّل منذ عقود أصوات غامضة حيّرت العلماء وأثارت خيال العامة. هذه الأصوات لا تشبه حركة الأمواج، ولا أصوات السفن، ولا حتى نداءات الكائنات البحرية المعروفة، ومع ذلك تتكرر في مواقع وأزمنة مختلفة، ما فتح الباب أمام تفسيرات علمية وأخرى أكثر إثارة للجدل.

متى بدأ رصد الأصوات الغامضة؟

بدأ الاهتمام العلمي الجدي بهذه الظاهرة خلال التسعينيات، عندما نشرت هيئات بحثية تسجيلات صوتية التقطتها مجسّات أعماق المحيط. بعض هذه الأصوات كان قصيرًا ومفاجئًا، بينما امتد بعضها الآخر لعدة ثوانٍ بترددات غير مألوفة، ما جعل تفسيرها أمرًا بالغ الصعوبة في البداية.

أشهر الأصوات التي حيّرت العلماء

من بين أكثر الأصوات إثارة للفضول صوت عُرف باسم "البلوب"، وهو تسجيل منخفض التردد التقط في المحيط الهادئ، وبلغت شدته مستوى يفوق أصوات معظم الكائنات البحرية المعروفة. كما سُجِّلت أصوات أخرى تحمل تسميات غريبة بسبب طبيعتها غير المفهومة، وكلها تشترك في مصدر عميق يصعب الوصول إليه.

هل الكائنات البحرية العملاقة هي السبب؟

إحدى الفرضيات الأولى ربطت هذه الأصوات بكائنات بحرية ضخمة غير مكتشفة. فالمحيطات ما تزال تخفي نسبة كبيرة من تنوعها الحيوي، ويُعتقد أن بعض الكائنات قد تصدر أصواتًا لم تُوثَّق علميًا بعد. إلا أن هذه الفرضية ظلت ضعيفة لغياب أدلة بصرية داعمة.

التفسير الجيولوجي: الأرض تتحدث من الأعماق

مال كثير من العلماء لاحقًا إلى تفسير جيولوجي، معتبرين أن الأصوات ناتجة عن تحركات الصفائح التكتونية، أو تشققات في قاع المحيط، أو حتى ذوبان كتل جليدية ضخمة في المناطق القطبية. هذا التفسير بدا أكثر اتساقًا مع طبيعة بعض التسجيلات وتكرارها في مناطق نشطة جيولوجيًا.

هل للأنشطة البشرية دور؟

لم يستبعد الباحثون تأثير الأنشطة البشرية، مثل تجارب السونار العسكرية أو عمليات التنقيب البحري العميق. هذه الأنشطة تنتج موجات صوتية قوية قد تنتقل لمسافات شاسعة تحت الماء، وتُسجَّل على أنها أصوات غامضة عند التقاطها بعيدًا عن مصدرها الأصلي.

لماذا لا يزال اللغز قائمًا؟

رغم التقدم الكبير في تقنيات الرصد، لا يزال قاع المحيط أحد أقل البيئات استكشافًا على كوكب الأرض. محدودية الوصول، وارتفاع التكلفة، وتعقيد الظروف الفيزيائية تجعل تفسير كل صوت مسجَّل تحديًا علميًا مستمرًا، ما يُبقي باب الغموض مفتوحًا حتى اليوم.

بين العلم والخيال

أسهمت هذه الأصوات في تغذية نظريات خيالية، تتراوح بين حضارات غارقة وكائنات غير معروفة. ورغم افتقار هذه الأفكار إلى الأدلة، فإنها تعكس فضول الإنسان الدائم تجاه المجهول، خصوصًا عندما يأتي من أعماق لا نراها.

ما الذي يخبرنا به هذا اللغز؟

تكشف الأصوات الغامضة في قاع المحيط عن حقيقة واحدة مؤكدة: ما زال كوكب الأرض يحمل أسرارًا تفوق ما نعرفه عنه. فكل تسجيل غامض هو تذكير بأن العلم لا يجيب عن كل الأسئلة دفعة واحدة، وأن المجهول جزء أساسي من رحلة الاكتشاف.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه