;

أبيات وقصائد شعر للشاعر امرؤ قيس مكتوبة

  • تاريخ النشر: الإثنين، 06 يونيو 2022
أبيات وقصائد شعر للشاعر امرؤ قيس مكتوبة

يبحث الكثير عن أشعار وقصائد امرؤ القيس لما فيها من عبرة، امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار هو شاعر يماني الأصل اشتهر بلقبه، واختلف النسابون في اسمه ، خلال السطور القادمة بعض من أشعار وقصائد امرؤ القيس.

أشعار وقصائد امرؤ القيس

1

أَمِن ذِكرِ سَلمى إِذ نَأَتكَ تَنوصُ

فَتَقصِرُ عَنها خُطوَةً وَتَبوصُ

وَكَم دونَها مِن مَهمَهٍ وَمَفازَةٍ

وَكَم أَرضُ جَدبٍ دونَها وَلُصوصُ

تَراءَت لَنا يَوماً بِجَنبِ عُنَيزَةٍ

وَقَد حانَ مِنها رِحلَةٌ فَقُلوصُ

بِأَسوَدَ مُلتَفِّ الغَدائِرِ وارِدٍ

وَذي أُشُرٍ تَشوقُهُ وَتَشوصُ

مَنابِتُهُ مِثلُ السُدوسِ وَلَونُهُ

كَشَوكِ السِيالِ فَهوَ عَذبٌ يَفيصُ

فَهَل تَسلِيَنَّ الهَمَّ عَنكَ شِمِلَّةٌ

مُداخَلَةٌ صُمُّ العِظامِ أَصوصُ

تَظاهَرَ فيها النِيُّ لا هِيَ بَكرَةٌ

وَلا ذاتُ ضِغنٍ في الرِمامِ قَموصُ

أَؤوبٌ نَعوبٌ لا يُواكِلُ نُهزُها

إِذا قيلَ سَيرُ المُدلِجينَ نَصيصُ

كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابُ وَنُمرُقي

إِذا شُبَّ لِلمَروِ الصِغارِ وَبيصُ

عَلى نَقنَقٍ هَيقٍ لَهُ وَلِعُرسِهِ

بِمُنعَرَجِ الوَعساءِ بيضٌ رَصيصُ

إِذا راحَ لِلأُدحِيِّ أَوباً يَفُنُّها

تُحاذِرُ مِن إِدراكِهِ وَتَحيصُ

أَذَلِكَ أَم جَونٌ يُطارِدُ آتُناً

حَمَلنَ فَأَربى حَملُهُنَّ دُروصُ

طَواهُ اِضطِمارُ الشَدِّ فَالبَطنُ شازِبٌ

مُعالى إِلى المَتنَينِ فَهُوَ خَميصُ

بِحاجِبِهِ كَدحٌ مِنَ الضَربِ جالِبٌ

وَحارِكُهُ مِنَ الكُدامِ حَصيصُ

كَأَنَّ سُراتَهُ وَجُدَّةَ ظَهرِهِ

كَنائِنُ يَجري بَينَهُنَّ دَليصُ

وَيَأكُلنَ مِن قُوٍّ لَعاعاً وَرَبَّةً

تُجَبَّرَ بَعدَ الأَكلِ فَهُوَ نَميصُ

تَطيرُ عِفاءٌ مِن نَسيلٍ كَأَنَّهُ

سُدوسٌ أَطارَتهُ الرِياحُ وَخوصُ

تَصَيَّفَها حَتّى إِذا لَم يَسُغ لَها

حُلِيٌّ بِأَعلى حائِلٍ وَقَصيصُ

تُغالِبنَ فيهِ الجَزءَ لَولا هَواجِرٌ

جَنادِبُها صَرعى لَهُنَّ فَصيصُ

أَرَنَّ عَلَيها قارِباً وَاِنتَحَت لَهُ

طُوالَةُ أَرساغِ اليَدَينِ نُحوصُ

فَأَورَدَها مِن آخِرِ اللَيلِ مَشرَباً

بَلائِقُ خُضراً ماؤُهُنَّ قَليصُ

فَيَشرَبنَ أَنفاساً وَهُنَّ خَوائِفٌ

وَتَرعُدُ مِنهُنَّ الكُلى وَالفَريصُ

فَأَصدَرَها تَعلو النِجادَ عَشِيَّةً

أَقَبُّ كَمِقلاءِ الوَليدِ خَميصُ

فَجَحشٌ عَلى أَدبارِهِنَّ مُخَلَّفٌ

وَجَحشٌ لَدى مِكَرِّهِنَّ وَقيصُ

وَأَصدَرَها بادي النَواجِذِ قارِحٌ

أَقَبٌّ كَسِكرِ الأَندَرِيِّ مَحيصُ

2

أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِنطِقِ

وَحَدِّث حَديثَ الرَكبِ إِن شِئتَ وَاِصدُقِ

وَحَدِّث بِأَن زالَت بِلَيلٍ حُمولُهُم

كَنَخلٍ مِنَ الأَعراضِ غَيرِ مُنَبِّقِ

جَعَلنَ حَوايا وَاِقتَعَدنَ قَعائِداً

وَخَفَّفنَ مِن حَوكِ العِراقِ المُنَمَّقِ

وَفَوقَ الحَوايا غِزلَةٌ وَجَآذِرٌ

تَضَمَّخنَ مِن مِسكٍ ذَكِيٍّ وَزَنبَقِ

فَأَتبَعتُهُم طَرفي وَقَد حالَ دونَهُم

غَوارِبُ رَملٍ ذي أَلاءٍ وَشَبرَقِ

عَلى إِثرِ حَيٍّ عامِدينَ لِنِيَّةٍ

فَحَلّوا العَقيقَ أَو ثَنِيَّةَ مُطرِقِ

فَعَزَّيتُ نَفسي حينَ بانوا بِحَسرَةٍ

أَمونٍ كَبُنيانِ اليَهودِيِّ خَيفَقِ

إِذا زَجَرَت أَلفَيتُها مُشمَعِلَّةً

تُنيفُ بِعَذقٍ مِن غُروسِ اِبنِ مُعنِقِ

تَروحُ إِذا راحَت رَواحَ جَهامَةٍ

بِإِثرِ جَهامٍ رائِحٍ مُتَفَرِّقِ

كَأَنَّ بِها هِراً جَنيباً تَجُرُّهُ

بِكُلِّ طَريقٍ صادَفَتهُ وَمَأزِقِ

كَأَنّي وَرَحلي وَالقِرابَ وَنُمرُقي

عَلى يَرفَئِيٍّ ذي زَوائِدَ نَقنَقِ

تَرَوَّحَ مِن أَرضٍ لِأَرضٍ نَطِيَّةٍ

لِذِكرَةِ قَيضٍ حَولَ بَيضٍ مُفَلَّقِ

يَجولُ بِآفاقِ البِلادِ مُغَرِّباً

وَتُسحِقُهُ ريحُ الصَبا كُلَّ مُسحَقِ

وَبَيتٌ يَفوحُ المِسكُ في حُجُراتِهِ

بَعيدٍ مِنَ الآفاتِ غَيرِ مُرَوَّقِ

دَخَلتُ عَلى بَيضاءَ جُمٍّ عِظامُها

تُعَفّي بِذَيلِ الدِرعِ إِذ جِئتُ مودَقي

وَقَد رَكَدَت وَسطَ السَماءِ نُجومُها

رُكودَ نَوادي الرَبرَبِ المُتَوَرِّقِ

وَقَد أَغتَدي قَبلَ العُطاسِ بِهَيكَلٍ

شَديدٍ مَشَكِّ الجَنبِ فَعمِ المُنَطَّقِ

بَعَثنا رَبيئاً قَبلَ ذاكَ مُحَمَّلاً

كَذِئبِ الغَضى يَمشي الضَراءَ وَيَتَّقي

فَظَلَّ كَمِثلِ الخَشفِ يَرفَعُ رَأسَهُ

وَسائِرُهُ مِثلُ التُرابِ المُدَقَّقِ

فَجاءَ خَفِيّاً يَسفِنُ الأَرضَ بَطنُهُ

تَرى التُربَ مِنهُ لاصِقاً كُلَّ مَلصَقِ

وَقالَ أَلا هَذا صُوارٌ وَعانَةٌ

وَخَيطُ نَعامٍ يَرتَعي مُتَفَرِّقِ

فَقُمنا بِأَشلاءِ اللِجامِ وَلَم نَقُد

إِلى غُصنِ بانٍ ناضِرٍ لَم يُحَرَّقِ

نُزاوِلُهُ حَتّى حَمَلنا غُلامَنا

عَلى ظَهرِ ساطٍ كَالصَليفِ المُعَرَّقِ

كَأَنَّ غُلامي إِذ عَلا حالَ مَتنِهِ

عَلى ظَهرِ بازٍ في السَماءِ مُحَلِّقِ

رَأى أَرنَباً فَاِنقَضَّ يَهوي أَمامَهُ

إِلَيها وَجَلّاها بِطَرفٍ مُلَقلَقِ

فَقُلتُ لَهُ صَوِّب وَلا تُجهِدَنَّهُ

فَيَذرُكَ مِن أَعلى القَطاةِ فَتُزلَقِ

فَأَدبَرنَ كَالجَزعِ المُفَصَّلِ بَينَهُ

بِجيدِ الغُلامِ ذي القَميصِ المُطَوَّقِ

وَأَدرَكَهُنَّ ثانِياً مِن عِنانِهِ

كَغَيثِ العَشِيِّ الأَقهَبِ المُتَوَدِّقِ

فَصادَ لَنا عيراً وَثَوراً وَخاضِباً

عِداءً وَلَم يَنضَح بِماءٍ فَيَعرَقِ

وَظَلَّ غُلامي يَضجَعُ الرُمحَ حَولَهُ

لِكُلِّ مَهاةٍ أَو لِأَحقَبَ سَهوَقِ

وَقامَ طِوالَ الشَخصِ إِذ يَخضِبونَهُ

قِيامَ العَزيزِ الفارِسِيِّ المُنَطَّقِ

فَقُلنا أَلا قَد كانَ صَيدٌ لِقانِصٍ

فَخِبّوا عَلَينا كُلَّ بَيتٍ مُزَوَّقِ

وَظَلَّ صِحابي يَشتَوُونَ بِنِعمَةٍ

يَصُفّونَ غاراً بِاللَكيكِ المُوَشَّقِ

وَرُحنا كَأَنَّ مِن جُؤاثى عَشِيَّةٌ

نُعالي النِعاجَ بَينَ عِدلٍ وَمُشنَقِ

وَرُحنا بِكَاِبنِ الماءِ يُجنَبُ وَسطَنا

تُصَوَّبُ فيهِ العَينُ طَوراً وَتَرتَقي

وَأَصبَحَ زهلولاً يُزِلُّ غُلامَنا

كَفِدحِ النَضِيِّ بِاليَدَينِ المُفَوَّقِ

كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ

عُصارَةَ حِنّاءٍ بِشَيبٍ مُفَرَّقِ

أشعار وقصائد امرؤ القيس مكتوبة

3

أَحارِ بنُ عَمروٍ كَأَنّي خَمِر

وَيَعدو عَلى المَرءِ ما يَأتَمِر

لا وَأَبيكَ اِبنَةَ العامِرِيِّ

لا يَدَّعي القَومُ أَنّي أَفِر

تَميمُ بنُ مُرٍّ وَأَشياعُها

وَكِندَةُ حَولي جَميعاً صُبُر

إِذا رَكِبوا الخَيلَ وَاِستَلأَموا

تَحَرَّقَتِ الأَرضُ وَاليَومُ قَر

تَروحُ مِنَ الحَيِّ أَم تَبتَكِر

وَماذا عَلَيكَ بِأَن تَنتَظِر

أَمَرخٌ خِيامُهُمُ أَم عُشَر

أَمِ القَلبُ في إِثرِهِم مُنحَدِر

وَفيمَن أَقامَ عَنِ الحَيِّ هِرّ

أَمِ الظاعِنونَ بِها في الشُطُر

وَهِرٌّ تَصيدُ قُلوبَ الرِجالِ

وَأَفلَتَ مِنها اِبنُ عَمروٍ حُجُر

رَمَتني بِسَهمٍ أَصابَ الفُؤادَ

غَداةَ الرَحيلِ فَلَم أَنتَصِر

فَأَسبَلَ دَمعي كَفَضِّ الجُمانِ

أَوِ الدُرِّ رَقراقِهِ المُنحَدِر

وَإِذ هِيَ تَمشي كَمَشيِ النَزيفِ

يَصرَعُهُ بِالكَثيبِ البُهُر

بَرَهرَهَةٌ رَودَةٌ رَخصَةٌ

كَخُرعوبَةِ البانَةِ المُنفَطِر

فُتورُ القِيامِ قَطيعُ الكَلامِ

تَفتُرُ عَن ذي غُروبٍ خَصِر

كَأَنَّ المُدامَ وَصَوبَ الغُمامِ

وَريحُ الخُزامى وَنَشرُ القُطُر

يُعِلُّ بِهِ بَردُ أَنيابِها

إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُستَحِر

فَبِتُّ أُكابِدُ لَيلَ التِمامِ

وَالقَلبُ مِن خَشيَةٍ مُقشَعِر

فَلَمّا دَنَوتُ تَسَدَّيتُها

فَثَوباً نَسيتُ وَثَوباً أَجُر

وَلَم يَرَنا كالِئٌ كاشِحٌ

وَلَم يَفشُ مِنّا لَدى البَيتِ سِر

وَقَد رابَني قَولُها يا هَناهُ

وَيحَكَ أَلحَقتَ شَرّاً بِشَر

وَقَد أَغتَدي مَعِيَ القانِصانِ

وَكُلٌّ بِمَربَأَةٍ مُقتَفِر

فَيُدرِكُنا فَغَمٌ داجِنٌ

سَميعٌ بَصيرٌ طَلوبٌ نَكِر

أَلَصُّ الضُروسِ حَنِيُّ الضُلوعِ

تَبوعٌ طَلوعٌ نَشيطٌ أَشَر

فَأَنشَبَ أَظفارَهُ في النِسا

فَقُلتُ هُبِلتَ أَلا تَنتَصِر

فَكَرَّ إِلَيهِ بِمِبراتِهِ

كَما خَلَّ ظَهرَ اللِسانِ المُجِر

فَظَلَّ يُرَنِّحُ في غَيطَلٍ

كَما يَستَديرُ الحِمارُ النَعِر

وَأَركَبُ في الرَوعِ خَيفانَةً

كَسى وَجهَها سَعَفٌ مُنتَشِر

لَها حافِرٌ مِثلُ قَعبِ الوَليــ

ـدِ رُكِّبَ فيهِ وَظيفٌ عَجِز

لَها ثُنَنٌ كَخَوافي العُقا

بِ سودٌ يَفينَ إِذا تَزبَئِر

وَساقانِ كَعباهُما أَصمَعا

نِ لَحمُ حِماتَيهِما مُنبَتِر

لَها عَجُزٌ كَصَفاةِ المَسيـ

ـلِ أَبرَزَ عَنها جُحافٌ مُضِر

لَها ذَنَبٌ مِثلُ ذَيلِ العَروسِ

تَسُدُّ بِهِ فَرجَها مِن دُبُر

لَها مَتنَتانِ خَظاتا كَما

أَكَبَّ عَلى ساعِدَيهِ النَمِر

لَها عُذُرٌ كَقُرومِ النِسا

ءِ رُكِّبنَ في يَومِ ريحٍ وَصَر

وَسالِفَةٌ كَسُحوقِ اللِيا

نِ أَضرَمَ فيها الغَوِيُّ السُعُر

لَها جَبهَةٌ كَسَراةِ المِجَنِّ

حَذَّفَهُ الصانِعُ المُقتَدِر

لَها مِنخَرٌ كَوِجارِ الضِباعِ

فَمِنهُ تُريحُ إِذا تَنبَهِر

وَعَينٌ لَها حَدرَةٌ بَدرَةُ

وَشُقَّت مَآقِيُّها مِن أُخَر

إِذا أَقبَلَت قُلتَ دُبّاءَةٌ

مِنَ الحُضرِ مَغموسَةً في الغُدُر

وَإِن أَدبَرَت قُلتَ أَثفِيَّةٌ

مُلَملَمَةٌ لَيسَ فيها أُثُر

وَإِن أَعرَضَت قُلتَ سَرعوفَةً

لَها ذَنَبٌ خَلفَها مُسبَطِر

وَلِلسَوطِ فيها مَجالٌ كَما

تَنَزَّلَ ذو بَرَدٍ مُنهَمِر

لَها وَثَباتٌ كَصَوبِ السِحابِ

فَوادٍ خِطاءٌ وَوادٍ مُطِر

وَتَعدو كَعَدوِ نَجاةِ الظِبا

ءِ أَخطَأَها الحاذِفُ المُقتَدِر

4

خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى أُمِّ جُندَبِ

نُقَضِّ لُباناتِ الفُؤادِ المُعَذَّبِ

فَإِنَّكُما إِن تُنظِرانِيَ ساعَةً

مِنَ الدَهرِ تَنفَعني لَدى أُمِّ جُندَبِ

أَلَم تَرَياني كُلَّما جِئتُ طارِقاً

وَجَدتُ بِها طيباً وَإِن لَم تُطَيَّبِ

عَقيلَةُ أَترابٍ لَها لا ذَميمَةٌ

وَلا ذاتُ خَلقٍ إِن تَأَمَّلتَ جَأنَبِ

أَلا لَيتَ شِعري كَيفَ حادِثُ وَصلِها

وَكَيفَ تُراعي وَصلَةَ المُتَغَيِّبِ

أقامَت عَلى ما بَينَنا مِن مَوَدَّةٍ

أُمَيمَةُ أَم صارَت لِقَولِ المُخَبِّبِ

فَإِن تَنأَ عَنها حِقبَةً لا تُلاقِها

فَإِنَّكَ مِمّا أَحدَثَت بِالمُجَرِّبِ

وَقالَت مَتى يُبخَل عَلَيكَ وَيُعتَلَل

يَسُؤكَ وَإِن يُكشَف غَرامُكَ تَدرُبِ

تَبَصَّر خَليلي هَل تَرى مِن ظَعائِنٍ

سَوالِكَ نَقباً بَينَ حَزمَي شَعَبعَبِ

عَلَونَ بِأَنطاكِيَّةٍ فَوقَ عَقمَةٍ

كَجِرمَةِ نَخلٍ أَو كَجَنَّةِ يَثرِبِ

وَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن تَفَرُّقٍ

أَشَتَّ وَأَنأى مِن فُراقِ المُحَصَّبِ

فَريقانِ مِنهُم جازِعٌ بَطنَ نَخلَةٍ

وَآخَرُ مِنهُم قاطِعٌ نَجدَ كَبكَبِ

فَعَيناكَ غَربا جَدوَلٍ في مَفاضَةٍ

كَمَرِّ الخَليجِ في صَفيحٍ مُصَوَّبِ

وَإِنَّكَ لَم يَفخَر عَلَيكَ كَفاخِرٍ

ضَعيفٍ وَلَم يَغلِبكَ مِثلُ مُغَلِّبِ

وَإِنَّكَ لَم تَقطَع لُبانَةَ عاشِقٍ

بِمِثلِ غُدُوٍّ أَو رَواحٍ مُؤَوَّبِ

بِأَدماءَ حُرجوجٍ كَأَنَّ قُتودَها

عَلى أَبلَقِ الكَشحَينِ لَيسَ بِمُغرِبِ

يُغَرِّدُ بِالأَسحارِ في كُلِّ سَدفَةٍ

تَغَرُّدَ مَيّاحِ النَدامى المُطَرَّبِ

أَقَبَّ رَباعٍ مِن حَميرِ عَمايَةٍ

يَمُجُّ لِعاعَ البَقلِ في كُلِّ مَشرَبِ

بِمَحنِيَّةٍ قَد آزَرَ الضالُ نَبتَها

مَجِرَّ جُيوشٍ غانِمينَ وَخُيَّبِ

وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها

وَماءُ النَدى يَجري عَلى كُلِّ مِذنَبِ

بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ لاحَهُ

طِرادُ الهَوادي كُلَّ شَأوٍ مُغَرِّبِ

عَلى الأَينِ جَيّاشٌ كَأَنَّ سُراتَهُ

عَلى الضَمرِ وَالتَعداءِ سَرحَةُ مَرقَبِ

يُباري الخَنوفَ المُستَقِلَّ زِماعُهُ

تَرى شَخصَهُ كَأَنَّهُ عودُ مَشجَبِ

لَهُ أَيطَلا ظَبيٍ وَساقا نَعامَةٍ

وَصَهوَةُ عيرٍ قائِمٍ فَوقَ مَرقَبِ

وَيَخطو عَلى صُمٍّ صِلابٍ كَأَنَّها

حِجارَةُ غيلٍ وارِساتٌ بِطُحلُبِ

لَهُ كَفَلٌ كَالدِعصِ لَبَّدَهُ النَدى

إِلى حارِكٍ مِثلِ الغَبيطِ المُذَأَّبِ

وَعَينٌ كَمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها

لِمِحجَرِها مِنَ النَصيفِ المُنقَّبِ

لَهُ أُذُنانِ تَعرِفُ العِتقَ فيهِما

كَسامِعَتَي مَذعورَةٍ وَسطَ رَبرَبِ

وَمُستَفلِكُ الذِفرى كَأَنَّ عِنانَهُ

وَمِثناتَهُ في رَأسِ جِذعٍ مُشَذَّبِ

وَأَسحَمُ رَيّانُ العَسيبِ كَأَنَّهُ

عَثاكيلُ قِنوٍ مِن سَميحَةَ مُرطِبِ

إِذا ما جَرى شَأوَينِ وَاِبتَلَّ عِطفُهُ

تَقولُ هَزيرُ الريحِ مَرَّت بِأَثأَبِ

يُديرُ قُطاةً كَالمُحالَةِ أَشرَفَت

إِلى سَنَدٍ مِثلُ الغَبيطِ المُذَأَّبِ

وَيَخضِدُ في الآرِيِّ حَتّى كَأَنَّم

بِهِ عُرَّةٌ مِن طائِفٍ غَيرِ مُعقِبِ

فَيَوماً عَلى سِربٍ نَقِيِّ جُلودُهُ

وَيَوماً عَلى بَيدانَةٍ أُمِّ تَولَبِ

فَبَينا نِعاجٌ يَرتَعينَ خَميلَةً

كَمَشيِ العَذارى في المِلاءِ المُهَدَّبِ

فَكانَ تَنادينا وَعَقدَ عِذارِهِ

وَقالَ صِحابي قَد شَأَونَكَ فَاِطلُبِ

فَلَأياً بِلَأيٍ ما حَمَلنا غُلامَنا

عَلى ظَهرِ مَحبوكِ السَراةِ مُحنَّبِ

وَوَلّى كَشُؤبوبِ العشِيِّ بِوابِلٍ

وَيَخرُجنَ مِن جَعدٍ ثَراهُ مُنَصَّبِ

فَلِلساقِ أُلهوبٌ وَلِلسَوطِ دُرَّةٌ

وَلِلزَجرِ مِنهُ وَقعُ أَهوَجَ مُتعَبِ

فَأَدرَكَ لَم يَجهَد وَلَم يَثنِ شَأوَهُ

يَمُرُّ كَخُذروفِ الوَليدِ المُثَقَّبِ

تَرى الفارَ في مُستَنقَعِ القاعِ لاحِباً

عَلى جَدَدِ الصَحراءِ مِن شَدِّ مُلهَبِ

خَفاهُنَّ مِن أَنفاقِهِنَّ كَأَنَّما

خَفاهُنَّ وَدقٌ مِن عَشِيٍّ مُجَلَّبِ

فَعادى عِداءً بَينَ ثَورٍ وَنَعجَةٍ

وَبَينَ شَبوبٍ كَالقَضيمَةِ قَرهَبِ

وَظَلَّ لِثيرانِ الصَريمِ غَماغِمٌ

يُداعِسُها بِالسَمهَرِيِّ المُعَلَّبِ

فَكابٍ عَلى حُرِّ الجَبينِ وَمُتَّقٍ

بِمَدرِيَّةٍ كَأَنَّها ذَلقُ مِشعَبِ

وَقُلنا لِفِتيانٍ كِرامٍ أَلا اِنزِلوا

فَعالوا عَلَينا فَضلَ ثَوبٍ مُطَنَّبِ

وَأَوتادَهُ ماذَيَّةٌ وَعِمادُهُ

رُدَينِيَّةٌ بِها أَسِنَّةُ قُعضُبِ

وَأَطنابَهُ أَشطانُ خوصٍ نَجائِبٍ

وَصَهوَتُهُ مِن أَتحَمِيٍّ مُشَرعَبِ

فَلَمّا دَخَلناهُ أَضَفنا ظُهورَنا

إِلى كُلِّ حارِيٍّ جَديدٍ مُشَطَّبِ

كَأَنَّ عُيونَ الوَحشِ حَولَ خِبائِنا

وَأَرجُلِنا الجَزعَ الَّذي لَم يُثَقَّبِ

نَمُشُّ بِأَعرافِ الجِيادِ أَكُفَّنا

إِذا نَحنُ قُمنا عَن شِواءٍ مُضَهَّبِ

وَرُحنا كَأَنّا مِن جُؤاثى عَشِيَّةٍ

نُعالي النِعاجَ بَينَ عَدلٍ وَمُحقَبِ

وَراحَ كَتَيسِ الرَبلِ يَنفُضُ رَأسَهُ

أَذاةٌ بِهِ مِن صائِكٍ مُتَحَلِّبِ

كَأَنَّ دِماءَ الهادِياتِ بِنَحرِهِ

عُصارَةُ حَنّاءٍ بِشَيبٍ مُخَضَّبِ

وَأَنتَ إِذا اِستَدبَرتَهُ سَدَّ فَرجَهُ

بِضافٍ فُوَيقَ الأَرضِ لَيسَ بِأَصهَبِ

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه