;

صيام رمضان والرضاعة.. تعرف على حكم إفطار الأم ونصائح للصيام

من المهم التأكيد على إن الأمر الأكثر أهمية هو أن تراعي الأم قدرتها الشخصية وقدرة طفلها على تحمل الصيام

  • تاريخ النشر: الإثنين، 03 مارس 2025
صيام رمضان والرضاعة.. تعرف على حكم إفطار الأم ونصائح للصيام

يعتبر شهر رمضان فرصة عظيمة للتقرب إلى الله، إلا أن الشريعة الإسلامية تراعي الظروف الصحية والجسدية للأفراد، وتمنح رخصًا للتيسير عليهم. ومن بين هذه الرخص، إمكانية إعفاء النساء الحوامل والمرضعات من الصيام، إذا لم تستطع تحمل عناء الصيام، أو تسبب في أي خطورة على صحتهن أو صحة الطفل والجنين، مع إمكانية قضاء الأيام الفائتة في وقت لاحق.

يستند هذا الإعفاء إلى الآية الكريمة في سورة البقرة: أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (184)

وفي التقرير التالي، نستعرض معكم أهم المعلومات عن صيام رمضان وفترة الرضاعة، وكيف يمكن أن تتعامل الأم مع الأمر.

الرضاعة والصيام 1

ما حكم إفطار المرأة المرضعة في رمضان؟

يرى العلماء أن الحمل والرضاعة يدخلان ضمن حالات المرض التي تستدعي التخفيف. كما تدرك الشريعة الإسلامية ما تبذله الأم المرضعة من جهد لتوفير الغذاء لطفلها، وتمنحها هذه الرخصة رحمة بها وتيسيرا عليها. خاصة في الأشهر الأولى من عمر الطفل، حيث يكون إمداد الحليب في مراحله الأولى، وقد يتأثر بالصيام.

لذلك، إذا كانت الأم تعاني أو تواجه مشكلة في الرضاعة خلال شهر رمضان، ولم تتمكن من الصيام من أجل توفير الغذاء لصغيرها، فلا حرج في أن تفطر، مع إمكانية تعويض هذه الأيام في وقت لاحق. الإفطار في هذه الحالة هو رحمة من الله، ومراعاة لحق الطفل في الرضاعة الطبيعية. كما أن الاستفادة من هذه الرخصة هو امتثال لأمر الله، ولا يستدعي الشعور بالذنب.

أما إذا كان الطفل يتناول الأطعمة الصلبة، وإمداد الحليب مستقرا، فإن تأثير الصيام على إنتاج الحليب يكون أقل. ومع ذلك، فإن الصيام خلال أشهر الصيف الطويلة، مع متطلبات الرضاعة، قد يكون مرهقا للأم. وإذا اختارت الأم الإفطار وقتها، فلها أن تستغل وقت الرضاعة في أعمال الخير والذكر والدعاء، لتحصيل أجر رمضان ونفحاته الروحية.

الرضاعة والصيام 3

كيف تصوم المرضعة في رمضان؟

إذا كان هناك إمكانية لصيام الأم المرضعة في رمضان، دون أن تتعرض هي أو طفلها لأي أذى، يجب عليها الحفاظ على نظام غذائي صحي خلال شهر رمضان. ومن الضروري أن تتذكر أن احتياجاتها واحتياجات طفلها لا تتغير خلال هذا الشهر. ولكي تتمكن من الصيام، عليها أن تلتزم بعض التعليمات، أهمها:

شرب كميات كافية من الماء

يجب على الأمهات المرضعات شرب كميات كبيرة من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على رطوبة الجسم.

تناول وجبات متوازنة

يجب أن تحتوي وجبات الإفطار والسحور على جميع العناصر الغذائية الأساسية، مثل البروتينات والكربوهيدرات والدهون الصحية والفيتامينات والمعادن. كما تنصح الأمهات المرضعات بالوجبات الخفيفة الصحية والمغذية، مثل الفواكه الطازجة والمجففة، والمكسرات، والزبادي.

يعتبر التمر أيضا مصدرا ممتازا للعناصر الغذائية التي تحتاجها الأمهات المرضعات، حيث يحتوي على السكريات الطبيعية والألياف والفيتامينات والمعادن.

الحصول على قسط كاف من الراحة

يجب على الأمهات المرضعات الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم لتجنب الإرهاق. كما يفضل تحضير وجبات غداء سهلة وسريعة، يمكن إعدادها مسبقا، مثل السندويشات، وسلطات المعكرونة أو الأرز.

استشارة الطبيب

إذا كانت الأم المرضعة تعاني من أي مشاكل صحية، يجب عليها استشارة الطبيب قبل الصيام.

الرضاعة والصيام 4

نصائح للأم المرضعة في شهر رمضان

شهر رمضان الكريم فرصة للتقرب إلى الله، ولكنه قد يمثل تحديا خاصا للأمهات المرضعات. لذا، نقدم مجموعة نصائح للأم المرضعة في رمضان، لمساعدتها على الجمع بين الرضاعة الطبيعية والصيام بأمان وراحة.

الاستعداد المسبق

قبل بداية الشهر، قومي بإنجاز الأعمال المنزلية والمهام التي تتطلب مجهودا بدنيا، حتى تتوفر لديكِ الطاقة اللازمة خلال الصيام. واحتفظي بسجل لما تتناولينه خلال ساعات الليل، لضمان حصولك على وجبات متوازنة وغنية بالعناصر الغذائية الضرورية لك ولطفلك.

خلال اليوم

لا تتجاهلي وجبة السحور، فهي مصدر الطاقة الأساسي خلال النهار. اضبطي منبها لتناولها في الوقت المناسب. واستريحي قدر الإمكان خلال النهار، وخذي قيلولة عندما ينام طفلك. مع ضرورة الحفاظ على برودة جسمك، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة.

كذلك، انتبهي لأي علامات تدل على الجفاف، مثل الصداع أو الدوخة. عند ظهور هذه العلامات، وافطري فورا بالماء المضاف إليه قليل من السكر.

بعد الإفطار

اشربي كميات كافية من الماء والسوائل بعد الإفطار، ولكن لا تبالغي حتى تتمكني من تناول وجبة متكاملة. واستشيري طبيبك حول تناول مكملات الفيتامينات والمعادن لتعويض أي نقص محتمل في العناصر الغذائية بسبب الصيام.

مراقبة صحة طفلك

انتبهي لأي تغييرات في سلوك طفلك، مثل قلة عدد الحفاضات المبللة أو المتسخة، أو زيادة عدم الاستقرار، أو انخفاض زيادة الوزن. واستمعي جيدا إلى حدسك كأم، فأنت أدرى بطفلك. إذا شعرت بأي قلق، لا تترددي في استشارة أخصائي الرضاعة الطبيعية.

الاستشارة الطبية

إذا شعرت بأي تعب أو إرهاق شديد، توقفي عن الصيام واستشيري طبيبك فورا. لا تترددي أبدا في طلب الدعم من خطوط مساعدة الأمهات أو خدمات دعم الرضاعة الطبيعية. وتذكري دائما أن صحتك وصحة طفلك هما الأولوية.

في النهاية، من المهم التأكيد على إن الأمر الأكثر أهمية هو أن تراعي الأم قدرتها الشخصية وقدرة طفلها على تحمل الصيام. يجب أن تتذكر كل أم أن الله سبحانه وتعالى يعلم تمام العلم بقدرة كل فرد، ولن يكلف نفسا إلا وسعها. فلا ينبغي للأم أن تقارن نفسها بأمهات أخريات قد يتمكن من الصيام لفترات أطول، بل يجب أن تركز على ما هو ممكن ومناسب لها ولطفلها.

إن فترة الرضاعة تتطلب اهتماما خاصا بالتغذية، ويجب على الأم أن تستشير طبيبها أو أخصائي التغذية قبل اتخاذ قرار الصيام، وذلك لضمان حصولها وحصول طفلها على العناصر الغذائية الضرورية. يجب أن تكون صحة الأم والطفل هي الأولوية القصوى، ولا ينبغي التضحية بها من أجل أي شيء آخر.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه