ثغرة برمجية في أنظمة أمازون تتسبب في انقطاع عالمي لخدمات الإنترنت

كشفت شركة أمازون لخدمات الويب (AWS) عن السبب وراء العطل الواسع الذي عطّل عدداً من أبرز التطبيقات والخدمات الإلكترونية حول العالم مطلع الأسبوع، موضحة أن الخلل بدأ بـ"ثغرة برمجية بسيطة" سرعان ما تحولت إلى أزمة كبرى أربكت أنظمة الشركة لعدة ساعات.

وأوضحت أمازون في تقريرها الفني الصادر الخميس أن العطل وقع عندما حاول نظامان آليان تعديل البيانات نفسها في الوقت ذاته، ما تسبب في تضارب داخلي أدى إلى إنشاء سجل فارغ في نظام "DNS"، الذي يُعد بمثابة "دفتر هواتف الإنترنت" المسؤول عن توجيه العناوين الرقمية للمواقع والخدمات.

هذا الخطأ الصغير تسبب في شلل واسع بخدمات الشركة، وأثر بشكل مباشر على قطاعات حساسة، إذ تعطلت تطبيقات للاتصال بالمستشفيات، وخدمات البنوك عبر الهواتف المحمولة، وأنظمة المنازل الذكية، إلى جانب توقف مؤقت لخدمات كبرى الشركات مثل نتفليكس وستاربكس ويونايتد إيرلاينز.

وقالت أمازون في بيانها: "نعتذر لعملائنا عن الأثر الكبير الذي تسبب فيه هذا العطل. نحن ملتزمون باستخلاص الدروس من هذه الحادثة وتعزيز موثوقية خدماتنا بشكل أكبر مستقبلاً."

وأوضح خبراء أن المشكلة بدأت عندما حاول نظامان كتابة نفس السجل في قاعدة بيانات DynamoDB في الوقت ذاته، ما أدى إلى انهيار مؤقت في خدمات أخرى تعتمد عليها، مثل EC2 الخاصة باستضافة التطبيقات، وNetwork Load Balancer التي تدير حركة البيانات بين الخوادم.

وبمجرد استعادة قاعدة البيانات عملها، حاولت أنظمة EC2 إعادة تشغيل آلاف الخوادم دفعة واحدة، ما تسبب في بطء كبير وتأخير في عودة الخدمات إلى طبيعتها.

وأعلنت أمازون أنها شرعت في تنفيذ سلسلة من الإصلاحات لتفادي تكرار المشكلة، من بينها معالجة ما سمّته “حالة التداخل في الكتابة المتزامنة”، وإضافة مجموعة اختبارات جديدة لخدمة EC2 لرصد الأعطال قبل وقوعها.

وأشار الخبير في هندسة الحوسبة بجامعة إلينوي، إندرانيل غوبتا، إلى أن مثل هذه الأعطال "أمر طبيعي في أنظمة ضخمة بهذا الحجم"، مضيفاً: "ما يهم فعلاً هو سرعة استجابة الشركات وشفافيتها في التواصل مع العملاء أثناء الأزمات."