;

لماذا يفضّل الجمهور المحتوى الغريب على المفيد: سرّ انجذاب العقل للدهشة

  • تاريخ النشر: منذ 3 أيام زمن القراءة: دقيقتين قراءة آخر تحديث: منذ 21 ساعة
لماذا يفضّل الجمهور المحتوى الغريب على المفيد: سرّ انجذاب العقل للدهشة

يُلاحظ في العصر الرقمي أنّ الجمهور غالبًا ما ينجذب إلى المحتوى الغريب أو المثير للدهشة أكثر من المحتوى المفيد أو التعليمي، رغم أنّ الأخير يحمل قيمة عملية أكبر. ويرتبط هذا السلوك بعدّة عوامل نفسيّة وبيولوجيّة واجتماعيّة تُفسّر تفضيل الإنسان للغرابة على النفعية المباشرة.

لماذا ينجذب الجمهور للمحتوى الغريب أكثر من المفيد؟

الفضول والدهشة كآلية فطرية

يمتلك الدماغ البشري ميلاً طبيعيًا نحو المفاجأة والغرابة. فالمعلومات غير المتوقعة أو الغريبة تحفّز مراكز المكافأة في الدماغ، وتثير إفراز الدوبامين، ما يولّد شعورًا بالمتعة والانتباه. بالمقابل، المحتوى المفيد، رغم قيمته، غالبًا ما يكون متوقّعًا أو مألوفًا، فلا يقدّم نفس التحفيز العصبي.

الغرابة تولّد سهولة الانتشار

تميل وسائل التواصل الاجتماعي إلى تعزيز المحتوى المثير للدهشة لأنه يُحفّز التفاعل والمشاركة الفورية. المنشورات الغريبة تُحفّز التعليقات والمشاركة، لأن الناس يرغبون في التفاعل مع شيء يثير دهشتهم أو يتيح لهم سرد تجربتهم أو التعبير عن استغرابهم، بينما المحتوى المفيد يُستهلك غالبًا بصمت.

التأثير النفسي للغرابة على الذاكرة

تترك المعلومات الغريبة أثرًا أقوى في الذاكرة قصيرة وطويلة المدى، إذ يميل الدماغ إلى تذكّر ما يُخالف التوقّع أو النمط المعتاد. لذلك، يتذكّر الأفراد بسهولة ما يثير الدهشة، حتى لو كان بلا فائدة عملية، بينما يُنسى المحتوى التعليمي السلس بسرعة إذا لم يُحسّن بتقنيات جذابة.

الرغبة في التفرد والمشاركة

يبحث الأفراد عن التميز الاجتماعي، ويُظهرون اهتمامهم بالمحتوى الغريب ليبدو أنّهم على اطلاع على شيء نادر أو غير معتاد. هذا الشعور بالتميّز يعزّز انجذابهم للمحتوى الغريب أكثر من المحتوى المفيد، الذي قد يُعدّ تقليديًّا أو مألوفًا.

دور التسلية مقابل المعرفة

يميل الجمهور غالبًا إلى استهلاك المحتوى بغرض التسلية أو الترفيه، وليس بالضرورة التعلم. المحتوى الغريب يقدّم تجربة عاطفية أقوى، بينما المحتوى المفيد يتطلّب تركيزًا وجهدًا، ما يجعله أقل جاذبية في السياق اليومي سريع الإيقاع.

ينجذب الجمهور للمحتوى الغريب أكثر من المفيد لأن الدماغ البشري يبحث عن الإثارة والدهشة، والغرابة تولّد متعة فورية، وتسهّل التذكّر، وتعزّز التفاعل الاجتماعي. وبين الفضول الفطري والرغبة في التسلية، يظل المحتوى المفيد مهمًا، لكنه يحتاج إلى صياغة جذّابة لتنافس قوة الغرابة في لفت الانتباه.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه