;

لماذا 10% فقط من الناس عُسْر

  • تاريخ النشر: الأحد، 18 أكتوبر 2020 آخر تحديث: الأحد، 13 أغسطس 2023
لماذا 10% فقط من الناس عُسْر

هل أنت ممن يستخدمون يدهم اليمنى أم ممن يستخدمون يدهم اليسرى في جميع نشاطاتهم اليومية؟

لم يتمكن أحد من معرفة السبب الكامن وراء هذا الأمر بشكل قاطع فهناك الكثير من الفرضيات التي تم بناؤها لأكثر من قرن من أجل تفسير هذه الظاهرة، وتشير الأدلة إلى نوع من التأثير الجيني الذي يحدد ما إذا كنت أعسر أم أيمن اليد.

لكن لماذا نحن نتحدث عن التأثير الجيني؟

هذا لأن النسبة المئوية لليسراويين متساوية تقريبًا في أي مكان على الكرة الأرضية.

أما إذا كنت من الأشخاص الذين يحبون لعب كرة القدم بشكل منتظم، سوف تدرك عاجلًا أم آجلًا أن هناك عدم تناسق في جميع أنحاء الجسم وبعدها من المحتمل أن تفضل قدمًا واحدة على الأخرى عند ركل الكرة.

"حيث يمكن العثور على أوجه عدم التناسق هذه في كل أجسامنا من أقدامنا إلى آذاننا وأعيننا وحتى في تخطيط دماغنا" هذا ما قالته هانا فراي في BBC Future.

مثلًا جرب أن تمد إحدى ذراعيك على امتداد نظرك ثم ارفع إبهامك وانظر إليه باستخدام عين واحدة ثم جرب النظر إليه باستخدام العين الأخرى، إن العين التي تظهر إبهامك بشكل أقرب إليك هي عينك الأقوى، وبالمثل ربما تميل إلى الرد على الهاتف أو التنصت من خلال الأبواب المغلقة بأذن واحدة بدلاً من الأخرى، حيث تكون هذه الأذن هي أذنك الأقوى.

ولكن لماذا لا يولد الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليمنى أو اليسرى بنسبة 50%؟

يقترح بعض الخبراء أن التعاون الاجتماعي الذي تم تنفيذه على مدى آلاف السنين أعطى مستخدمي اليد اليمنى الهيمنة التطورية، بعبارة أخرى عندما تعمل الجماعات البشرية معًا  "من حيث مشاركة الأدوات ومساحات المعيشة" فإن استخدام نفس اليد مثل أي شخص آخر يكون مفيدًا جدًا.

ويقترح البعض الآخر أن الأمر يتعلق بطريقة ترتيب الدماغ في نصفي الكرة المخية، حيث يتحكم النصف الأيسر في الجانب الأيمن من الجسم بينما يتحكم النصف الأيمن في الجانب الأيسر من الجسم.

إذا استخدم معظم أدمغة الناس النصف المخي الأيسر للتحكم في اللغة والمهارات الحركية الدقيقة كما يتم معظم التفكير في النصف الأيسر من الدماغ، وقد أدى هذا التحيز إلى الارتياح في استخدام اليد اليمنى على معظم نشاطاتنا اليومية.

وإحدى الفرضيات الأكثر غرابة لشرح ندرة استخدام اليد اليسرى هي أن طفرة جينية في ماضينا البعيد تسببت في تحول المراكز اللغوية في دماغ الإنسان إلى نصف الكرة الأيسر مما تسبب في هيمنة استخدام اليد اليمنى على معظم نشاطاتنا اليومية.

وعلى الرغم من أن الجينات تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اليد التي تستخدمها إلا أنها لا تعد الإجابة الكاملة، حيث أن الآباء العُسر ينجبون أطفالًا عسر ولكنهم ما زالوا يميلون إلى إنجاب أطفال يُمْن بنسب أعلى بشكل عام، وهو تفضيل يمكن رؤيته في الرحم.

في عام 2019 نظر الباحثون في جامعة أكسفورد إلى الحمض النووي لنحو 400000 شخص في المملكة المتحدة ووجدوا أن أربع مناطق من الجينوم مرتبطة عمومًا بالعسر، ثلاث من هذه المناطق كانت لها علاقة وثيقة في نمو الدماغ وبنيته، حيث يأمل بعض الباحثين أن دراسة الاختلافات البيولوجية بين اليسار واليمين يمكن أن تلقي الضوء على كيفية تطوير الدماغ لتخصصات نصفي الكرة الدماغية الأيمن والأيسر.

لكن تشير أبحاث أخرى إلى أنه ربما توجد عشرات الجينات التي تلعب دورًا في تحديد ما إذا كان سينتهي بنا المطاف بالكتابة بيدنا اليسرى أو اليمنى.

وعلاوة على ذلك ربطت دراسات أخرى عوامل مثل مستويات هرمون الاستروجين ووضعية الولادة بطبيعة استخدام اليد اليسرى أو اليمنى.

وباختصار يبدو أن هناك الكثير من الأمور التي يجب مراعاتها قبل تحديد المسبب الرئيسي لهذه الظاهرة، ويواجه الباحثون صعوبة في ربط جميع هذه المسببات معًا، وهذا يعني أنه لا يمكننا إخبارك بالضبط عن سبب ولادتك أيسرًا أو أيمنًا، لكن من الواضح أن العلماء يعملون بجد للعثور على إجابة واضحة لهذا السؤال.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على القيادي. لمشاهدة المقال الأصلي، انقر هنا

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه