;

في اليوم العالمي للمياه: هل تم ذكر الماء في القرآن؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 22 مارس 2021
في اليوم العالمي للمياه: هل تم ذكر الماء في القرآن؟

في اليوم العالمي للمياه هل تم ذكره في القرآن الكريم؟ وما هي أهمية المياه وما هي نسبتها في المحيطات والبحيرات حول العالم؟

الماء في القرآن الكريم

  • ذكره الله تعالى المياه في كتابه العزيز بلفظ الماء ثلاثاً وستين مرة.
  • وذكر المياه بلفظ الغيث والمطر والوابل في مواضع أخرى.

قال تعالى (فأنزلنا من السماء ماء)، وجاء الماء بمعنى النطفة أيضاً في القرآن الكريم وقوله تعالى (وهو الذي خلق من الماء بشرا) الفرقان: 54.
من عظمة قدرة الله تعالى أنه ينجي ويهلك بالسبب الواحد وفي آن واحد، فقد نجّا الله نوحاً في السفينة على الماء وأهلك به قومه، ونجّا الله موسى بالماء وأهلك بها فرعون.

وأنزل الله الماء على رسولنا صلى الله عليه وسلم فكان ثباتاً لأقدام المؤمنين في معركة بدر ودعم لهم وفي الوقت ذاته وحلاً وطيناً على مشركي قريش في مقابلهم وقال تعالى: (ولله جنود السموات والأرض).

أما المطر فهو الرحمة من الله، قال تعالى (ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر) فعبر بالمطر لأنه أذى وأما الرحمة قوله تعالى (أنزل من السماء ماء) وهي آيات كثيرة متعددة.

قال السيوطي في كتاب الإتقان: "وفي صحيح البخاري عن سفيان بن عيينة قال: ما سمى الله المطر في القرآن إلا عذاباً، وتسميه العرب غيثاً". الغيث: ذكره الله تعالى في كتابه في ثلاثة مواضع: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث) لقمان: 34. (وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته) الشورى: 28. (كمثلِ غيثٍ أَعجبَ الكفارَ نباتُه) الحديد: 20".

جاء في التحرير والتنوير: "الغيث: المطر الآتي بعد الجفاف، سمي غيثاً بالمصدر لأن به غيث الناس المضطرين".

وأما الوابل فهو المطر الشديد قال الفيروز آبادي في كتاب بصائر ذوي التمييز 5/153: "الوابل: المطر الشديد القطر، وبَلَتِ السماء تَبِلُ : أتت بالوَبْل، قال تعالى: (فإن لم يصبها وابل فطل)، ولمراعاة الثقل قيل لكل شدة ومخافة وبال، قال تعالى (فذاقت وبال أمرها)".

وخلقنا من الماء كل شئ حي

ويضرب الله مثل الحياة الدنيا ويقول تعالي: "إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض" يونس: 24 وهذا النوع من التشبيه هو ما وسمه أهل البلاغة باسم التشبيه التمثيلي الذي يكون فيه المشبه به صورة منتزعة من متعدد.

قال عالم القرآن الشوكاني في كتابه فيض القدير: "المعنى أن مثلها في سرعة الذهاب والاتصاف بوصف يضاد ما كانت عليه مثل ما على الأرض من أنواع النبات في زوال رونقه وذهاب بهجته بعد أن كان غضاً مخضراً طرياً قد تعانقت أغصانه المتمايلة وزهت أوراقه المتصافحة.. وليس المشبه به هو ما دخله الكاف في قوله (كماء أنزلناه من السماء) بل ما يفهم من الكلام".

ومن لطائف التفسير ما قاله القرطبي رحمه الله: "وقالت الحكماء: إنما شبّه تعالى الدنيا بالماء لأن الماء لا يستقر في موضع، كذلك الدنيا لا تبقى على حال واحد، ولأن الماء لا يستقيم على حالة واحدة، كذلك الدنيا ولأن الماء لا يبقى ويذهب".

وأوضح القرطبي: "كذلك الدنيا تفنى، ولأن الماء لا يقدر أحد أن يَدخله ولا يبتل، كذلك الدنيا لا يسلم أحد دخلها من فتنتها وآفتها، ولأن الماء إذا كان بقدر كان نافعاً منبتاً، وإذا جاوز المقدار كان ضاراً مهلكاً، وكذلك الدنيا، الكفافُ منها ينفع وفضولها يضر".

وأما من يدعو من دون الله شركاء لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً، فقد ضرب الله مثلاً له فقال (والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه) الرعد: 14.

ويقول تعالى في محكم التنزيل: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]، وخلق كل شيء من الماء، وحفظ كل شيء بالماء، ومن الماء خلق الإنسان، وأدق تعريف للماء أنه سائل الحياة.

وخلق الله تعالي الماء ليؤدي دوره في الحياة وَفْق سنن تُسيِّره فيما قُدِّر له، فسنن تجعله سُحبًا طائرة وسنن أخرى تجعله قطرات متساقطة، وسنن تحوله أنهارًا جارية وعيونًا متفجرة، وسنن تدفعه في أغصان الشجر وأوراقه، وسنن تجعل الماء وسطًا كيماويًّا صالحا لأداء وظائف حيوية هامة، وسنن تحول الماء جزءًا من الدم الجاري في العروق.

الإنسان تدفقه من الماء

والإنسان يبدأ من دفقة ماء يقول تعالى: ﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ ﴾ [الطارق: 5، 6]، وبعد 3 أيام من تكوينه يحوي الجنين 97 % من وزنه ماء، وعندما يصبح عمره 3 شهور تقل نسبة الماء في جسده إلى 91 % من وزنه ماء.

 وتصل نسبة الماء في جسم الطفل المولود إلى 80 % من وزنه، وعندما يبلغ عامه الأول تكون نسبة الماء في جسمه 66% كما في البالغين، وتختلف نسبة الماء في كل عضو بحسب وظيفته، فخلايا الدماغ تتكون من 70 % من الماء، وتبلغ هذه النسبة 82 % في الدم، بينما تصل إلى 90 % في الرئتين، وسبحانه عز وجل يقول: ﴿ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ﴾ [الفرقان: 54].

كثافة الماء

للماء في كثافته سِرُّ فريد ينكمش بالبرودة كسائر السوائل الأخرى وإذا كانت السوائل تزداد كثافتها كلما زادت برودتها، إلا أن الماء يسلك سلوكًا فريدًا عند درجة 4 مئوية ويبدأ في التمدد ولا ينكمش كسائر السوائل.

وحينما يتجمد عند درجة الصفر المئوي تكون كثافته قد انخفضت بمقدار 10 % عن كثافته عند 4م، وحينما تقل كثافته يزداد حجمه، ولو لم تكن للماء تلك الخاصية الفريدة، لهبط الثلج الموجود في البحار المتجمدة إلى القاع ويتراكم حتى السطح، وحينئذ يصبح البحر قطعة واحدة من الثلج، فتتجمد الأسماك وسائر كائنات البحار، ولكن الماء بتقدير من خالقه بتجمد عند السطح، ويظل الماء تحته سائلاً رحمة بكائنات تعيش في الماء.

والماء يتكون من جزيئات وكل جزيء يتكون من ذرة أيدروجين وذرتين من الأكسجين (H2O)، تساهمان في تكوين رابطة قوية، وجزيء الماء قطبي على شكل يشبه المغناطيس، ويدور حول نفسه بسرعة كبيرة.

وفي كوب الماء الواحد عدد من الأقطاب يفوق عدد سكان العالم اليوم وتعكس قطبية الماء سر قوة تلاصقه، وهذه الخاصية تكسب الماء مقاومة ما للدخول إلى الخلايا والانسياب مع الجِبلَّة.

الماء خرج من الأرض

يقول تعالى: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ﴾ [النازعات: 30، 31] وهنا يقرر القرآن أن ماء الأرض خرج من الأرض بقدرة الله، والعلم الحديث يثبت ذلك.

قال العلماء فحينما أخذت الأرض في التكوين كانت ساخنة بسبب الحرارة الناتجة من تصادم مكوناتها، وبسبب قوة جاذبيتها ونشاطها الإشعاعي، استمرت حرارتها في الازدياد لدرجة صهرت الحديد الذي غاص في باطن الأرض مكونَّا لُبَّ الأرض (Core)، وسادت ثورة البراكين.

ونتيجة لذلك أخرجت الأرض كميات هائلة من بخار الماء، وغازات أخرى غطت الأرض فيما يشبه بغلالة أرجوانية أحاطت بما يشبه "بحرًا" من الحمم الحمراء الساخنة، وبعد ذلك أخذت الأرض تبرد رويدًا رويدًا، وتصلبت الأرض ونشأت الجبال على سطحها.

وسُمح الله تعالي للسحب وبخار الماء بالتكثف وسقطت الأمطار، ونشأت المحيطات ثم أصبحت مياهها مالحة نتيجة اتحاد الكلورين الموجود في الغازات البركانية بالصودوم الناتج من التجوية الكيميائية لمكونات قشرة الأرض.

وهذا دليل علمي على أن مصدر الماء على الأرض أتى من باطنها، وحينما خرج لأول مرة صاعدًا في السماء من المنبعثات البركانية، اصطادته الأرض أمطارًا بعد أن برد سطحها، وتكوَّنت جبالها، فأحدثت توزعات في الضغط أسَهم في إنزال المطر.

ولنتدبر الترتيب المعجز في آيات سورة النازعات: ﴿ أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النازعات: 27 - 33].

المياة في القرآن الكريم

يقول تعالى: ﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74]، ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18]، ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30].

والآية السابق ذكرها من سورة البقرة تعني أن قلوب بني اسرائيل صارت قاسية بعيدة عن الموعظة، بعدما شاهدوا من الآيات والمعجزات، وقيل: إنما أراد الله أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، وقيل: أيها المخاطبون، لو شاهدتم قسوة قلوب بني إسرائيل، لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة في قسوتها.

دورة الماء:

يقول تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الفرقان: 50]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿ وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الزخرف: 11].

ثلاث آيات محكمات، نعرف منها أن الماء نزل من السماء بقدر وليس هباءاً وأنه مُصرَّف بين الناس بتقدير الرحمن الرحيم، فإذا أضفنا إلى ذلك ما ورد عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بأن ليس عام بأمطر من عام، ثبت لك وجه رائع من روائع الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في لفظة واحدة "بقدر" التي عبَّرت بوضوح عن دورة عجيبة هي دورة الماء في الطبيعة.

الدورة الهيدرولوجية للمياه:

قد أصبح من المؤكد أن الماء يدور بانتظام بين البحر والبر والغلاف الجوي، وتلك هي الأرقام بواسطة العلماء:

  •  الماء النازل من السماء على البحار (Precipitation) = 409 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.
  •  الماء المتبخر من البحار (Evaporation) = 455 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.
  •  العجز المائي في البحار = كمية البخر - كمية المطر = 455 -409 = 46 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.
  •  الماء النازل من السماء على اليابسة = 108 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.
  •  الماء المتبخر من اليابسة = 62 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.
  •  الوفر المائي على اليابسة = كمية المطر – كمية البخر = 108 – 62 = 46 ألف كيلو متر مكعب سنويًّا.

هنا يلزم تدبُّر قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ * وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ ﴾ [الحجر: 21، 22]. ويحصل سكان شبه جزيرة العرب على الماء من عشرات خزائن الماء التي خزن بها الماء قبل أن يسكن الإنسان الأرض؛ يقول تعالى: ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].

يقول تعالى: ﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ﴾ [الملك: 30]، ويقول أيضًا: ﴿ أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا ﴾ [الكهف: 41].

مياه البحار 

الماء في البحار له مستوى معين يطلق عليه سطح البحار، ومستوى سطح البحر هو الصفر الذي نتخذه مرجعًا لقياس الارتفاع فوقه أو الانخفاض تحته، والماء الذي يجري في الأنهار والبحيرات له مستوى يختلف من مكان إلى مكان.

بينما الماء المخزن في باطن الأرض له أيضًا مستوى مرجعي يسمى مستوى الماء الجوفي ويختلف ذلك المستوى أيضًا من مكان إلى مكان آخر، وينعم الإنسان باستخدام الماء العذب، طالما أنه يحصل عليه بيُسر وسهولة، فإذا ما غار الماء في النهر أو البحيرة، أو خزان المياه الجوفية، فإنه من الصعب على الإنسان وفي حالات كثيرة يستحيل الحصول عليه.

وغور الماء ظاهرة معروفة ومسجلة عبر الزمن؛ سواء في البحار، أو الأنهار، أو الماء الجوفي، وقد تكرَّر ارتفاع وانخفاض مستوى البحر عبر تاريخ كوكب الأرض، وتوالى طغيان البحر وانحساره عن اليابسة خلال العصور الجيولوجية المختلفة.

توزيع الماء في الأرض

المحيط 97.2%

الثلاجات والجَمَد 2.15%

الماء الجوفي 0.61%

البحيرات العذبة 0.009%

البحيرات المالحة 0.008%

رطوبة التربة 0.005%

الغلاف الجوي 0.001%

الأنهار 0.0001%

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه