جدري القرود يصطاد الجيش الأمريكي خارج الديار.. ما القصة؟

أعلن متحدث باسم القيادة الأمريكية الأوروبية، إصابة أحد أفراد الخدمة الفعلية في الجيش الأمريكي المتمركز في شتوتجارت في ألمانيا بمرض جدري القرود.

وقال المتحدث باسم الجيش "ويليام سبيكس"، في بيان: "العنصر العسكري أثبت مؤخرًا إصابته بجدري القرود، كأول حالة في صفوف الجيش الأمريكي في ألمانيا تمت رؤية الشخص وعلاجه في عيادة الصحة التابعة للجيش في شتوتجارت، وهو الآن في مكان معزول خارج القاعدة وسيبقى هناك حتى يتعافى".

وبحسب ما أوردته شبكة "CNN": أضاف المتحدث: "لقد قرر مسؤولو الصحة العامة أن الخطر على عموم السكان منخفض للغاية. وكإجراء احترازي يتم تتبع المخالطين لموظفي العيادة الذين تفاعلوا مع المريض".

وأردف: "الحالة في شتوتجارت هي من سلالة غرب أفريقيا، التي تعتبر بشكل عام خفيفة، وطبيعة الانتقال من إنسان إلى آخر محدودة".

وأشار إلى أن الجيش الأمريكي يلتزم بجميع قوانين ولوائح الدولة المضيفة السارية.

ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها: ينتشر الفيروس في المقام الأول من خلال الاتصال المباشر مع سوائل جسم الشخص المصاب أو قروحه، أو يمكن أن ينتشر من خلال المواد الملوثة مثل البياضات.

ولا يزال الباحثون يتعلّمون طرق انتقال محتملة أخرى مثل الاتصال بالسائل المنوي لشخص مصاب، أو الاتصال بشخص مصاب ليس لديه أعراض.

وحتى يوم الخميس أبلغ مركز السيطرة على الأمراض عن 45 حالة محتملة أو مؤكدة لمرض جدري القرود في 15 ولاية، إضافة إلى مقاطعة كولومبيا.

وأفادت مراكز السيطرة على الأمراض بأن هناك 1356 حالة إصابة بجدري القرود وفيروس الأورثوبوكس - عائلة الفيروسات التي ينتمي إليها جدري القرود - في 31 دولة حيث لا يتوطن جدري القرود.

وقبل ساعات، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن وصول عدد الإصابات المسجلة بجدري القرود إلى 1000 إصابة خارج أفريقيا، التي يتوطن فيها المرض عادة.

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن خطر توطن جدري القرود في البلدان التي لم يكن ينتشر فيها من قبل هو خطر حقيقي، لكن الوقاية منه ممكنة في هذه المرحلة.

وأبلغت 29 دولة عن إصابات في الموجة الحالية، التي بدأت في مايو الماضي. ولم تبلغ أي دولة عن حدوث وفيات.

وأضاف "تيدروس" وفي إفادة صحفية بجنيف، أن هناك أكثر من 1400 حالة مشتبه بها هذا العام في أفريقيا علاوةً على 66 حالة وفاة بجدري القرود في القارة.

وأردف: "أنه انعكاس مؤسف لصورة العالم الذي نعيش فيه إذ إن المجتمع الدولي أصبح يهتم الآن فقط بمرض جدري القرود لأنه ظهر في البلدان الغنية".

وأوضح أن التفشي يظهر علامات على طرق انتقال المرض في بعض البلدان. وتوصي منظمة الصحة العالمية المصابين بجدري القردة بالعزل في المنزل.

من جانبها، قالت روزاموند لويس، كبيرة الخبراء الفنيين بشأن جدري القرود في منظمة الصحة العالمية، إن "الاتصال الوثيق بين الأشخاص" هو الطريقة الرئيسية لانتشار جدري القردة، لكنها أضافت أن خطر الانتقال عبر الرذاذ الجوي لم يتأكد بعد. وأضافت أن العاملين الصحيين الذين يعتنون بمرضى جدري القردة يجب أن يستخدموا الكمامات.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت، الأحد الماضي، إن مستوى الخطر العالمي من جراء هذا الفيروس ما زال متوسطاً. وأفادت بأنه "يرجّح إلى حد كبير بأن تكتشف دول أخرى حالات وسينتشر الفيروس بشكل أكبر".