;

دراسة حديثة تكشف مفاجأة عن أسباب انتشار جدري القرود بين الرجال

  • تاريخ النشر: الأحد، 12 يونيو 2022
دراسة حديثة تكشف مفاجأة عن أسباب انتشار جدري القرود بين الرجال

وجد باحثون إيطاليون، في معهد سبالانساني، للمرة الأولى منذ انتشار جدري القرود خارج الدول غير المتوطن بها، أن الفيروس يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي للذكور.

واكتشف الباحثون في معهد لادزارو سبالانساني الوطني للأمراض المعدية (Lo Spallanzani) في العاصمة الإيطالية روما، أن الفيروس الأفريقي الأصل يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي للشخص المصاب بهذا المرض في شكل قادر على التكاثر.

وقال المدير العام لمعهد سبالانزاني للأمراض المعدية، فرانشيسكو فايا: "اكتشف باحثونا أن الفيروس المسؤول عن جدري القرود يمكن أن يكون موجوداً في السائل المنوي، وأريد أن أشكرهم جميعاً وأشكر أيضاً المدير الجديد لعلم الفيروسات، فابريتسيو مادجي".

وخلص باحثو معهد لادزارو سبالانساني، بعد عزل الفيروس في مختبرات المعهد من السائل المنوي الذي تم جمعه من مريض بعد 6 أيام من ظهور الحمى، وإجراء عملية زراعة الخلايا، أنه قادر على العدوى والتكاثر في المختبر، حسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".

ووفقاً لصحيفة "كوريرا ديلا سيرا" الإيطالية، فأن في الوقت الذي تم فيه تأكيد تسجيل 29 إصابة بجدري القرود في إيطاليا (جميعهم تقريبا رجال)، حتى الآن، تم الكشف عن وجود المادة الوراثية أو الجينية للفيروس في السائل المنوي لـ 6 من 7 مرضى خضعوا للدراسة في "سبالانزاني"، ولكن في هذه الحالة تم عزل الفيروس أيضاً في المزرعة.

وفي الوقت الحالي، يجري باحثو معهد "Spallanzani" مزيداً من الدراسات حول مدة واستمرارية الفيروس في الحيوانات المنوية والمواد البيولوجية الأخرى، لفهم آليات انتقال هذا الفيروس من إنسان لآخر.

وقال باحثو "سبالانزاني"، في مذكرة صادرة عن المعهد الوطني للأمراض المعدية: "يمكن أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء بشكل خاص على دور الانتقال الجنسي، الذي تم افتراضه في سياق التفشي الحالي الذي شمل أكثر من 1000 حالة، وتم الإبلاغ عنها من 28 دولة حول العالم حيث هذه العدوى ليست متوطنة".

وقبل أيام قليلة فقط نشر باحثو "Spallanzani" في العدد الأخير من "Eurosurveillance"، المجلة العلمية للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها (ECDC)، مقالاً يصف الحالات الأربع الأولى من جدري القرود التي لوحظت في إيطاليا، وجميعهم رجال.

ومن تحليل البيانات الوبائية والسريرية ومن دراسة العينات البيولوجية المختلفة التي تم تحديد الفيروس فيها، كانت فرضية الانتقال عن طريق الاتصال المباشر أثناء الاتصال الجنسي تعتبر بالفعل معقولة للغاية.

كما أشار المقال إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتقييم وجود جدري القرود واستمراريته في سوائل الجسم المختلفة.

"الصحة العالمية" تستبعد تحول "جدري القردة" إلى جائحة

وكانت منظمة الصحة العالمية، قد استبعدت، أن يؤدي انتشار "جدري القردة" إلى جائحة عالمية، وذلك بعد أن تم رصد أكثر من 1000 حالة مشتبه بها أو مؤكدة من الفيروس في مايو المنقضي، معظمها في أوروبا.

في الوقت ذاته، لا تزال المنظمة بصدد دراسة ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقاً دولياً" من عدمه.

وأفادت مسؤولة بالمنظمة،  أن "الصحة العالمية" لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القردة خارج أفريقيا سيؤدي إلى جائحة، مضيفة أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان المصابون الذين لا تظهر عليهم أعراض يمكن أن ينقلوا المرض".

وتدرس منظمة الصحة العالمية ما إذا كان ينبغي تقييم التفشي على أنه "حالة طوارئ صحية عامة محتملة تثير قلقا دوليا". ومن شأن صدور إعلان من هذا القبيل، مثلما حدث مع كوفيد-19 وإيبولا، أن يساعد في تسريع جهود البحث والتمويل لاحتواء المرض.

وبشأن ما إذا كان تفشي مرض جدري القردة يمكن أن يتحول إلى جائحة، قالت روزاموند لويس مديرة إدارة الجدري ببرنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية "لا نعرف ولكننا لا نعتقد ذلك"، وتابعت "في الوقت الراهن لا نشعر بالقلق من تفشي جائحة عالمية".

تاريخ اكتشاف مرض فيروس جدري القرود؟

كُشِف لأول مرة عن جدري القردة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية، لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة تم القضاء فيها على الجدري عام 1968.

وأُبلغ منذ ذلك الحين عن حدوث معظم الحالات في المناطق الريفية من الغابات الماطرة الواقعة بحوض نهر الكونغو وغرب إفريقيا.

اشترك في قناة رائج على واتس آب لمتعة الترفيه